برلمان البيرو يقرّب موعد الانتخابات الرئاسية لوضع حد للاضطرابات

قرّب البرلمان البيروفي موعد الانتخابات الرئاسية إلى نيسان/أبريل 2024، أملاً في وضع حد للاضطرابات التي أثارها عزل الرئيس بيدرو كاستيو الذي بات مصيره وقوداً لأزمة دبلوماسية مع المكسيك. وقرر البرلمان البيروفي، في تصويت أمس الثلاثاء، تقديم موعد الانتخابات العامّة من 2026 إلى نيسان/أبريل 2024. وأقر أعضاء الكونغرس في جلسة عامة الاقتراح بغالبية 93 صوتاً في حين كان يحتاج فقط لـ87 صوتاً. وقد عارضه 30 برلمانياً فيما امتنع واحد عن التصويت.
ونص القرار أيضاً على أنّ الرئيسة الحالية دينا بولوارتي ستتخلى عن منصبها في تموز/يوليو 2024، لمصلحة الفائز في الانتخابات الرئاسية. إلا أنّ رئيس الكونغرس خوسيه وليامس أوضح في ختام الجلسة أنّ هذا التعديل ليكون نافذاً، يجب أن يُصدّق عليه في عملية تصويت جديدة في الأشهر المقبلة.
كان الرئيس المعزول قد حاول اللجوء إلى السفارة المكسيكية، لكنّ الشرطة أوقفته بتهمة التمرد قبل أن تأمر المحكمة العُليا بإبقائه رهن الحبس الاحتياطي لمدة 18 شهراً. وأغرقت هذه التطورات البلاد في أزمة سياسية واحتجاجات شعبية خلّفت ما لا يقلّ عن 21 قتيلاً و650 جريحاً في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن كاستيو وباستقالة بولوارتي وبتعليق عمل البرلمان. وأصدرت الحكومة البيروفية، أمس الثلاثاء، تصريحاً لعائلة الرئيس المعزول لتتمكن من مغادرة البلاد في تطبيق للاتفاقات الدولية.
وانتقلت زوجة كاتسيو وطفلاه إلى سفارة المكسيك في ليما، صباح الثلاثاء، وقد حصلوا على “اللجوء الدبلوماسي” فيها على ما أكد وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو ابرارد. وأعلنت الحكومة البيروفية، التي اعتبرت دعم الرئيس المكسيكي لبيدرو كاستيو “تدخلاً” في شؤونها، السفير المكسيكي في ليما بابلو مونروي شخصاً غير مرغبو فيه، ومنحته مهلة “72 ساعة لمغادرة” البلاد.
وردت المكسيك في بيان رسمي مستدعيةً سفيرها “بغية المحافظة على أمنه وسلامته الجسدية”، مؤكدةً في الوقت ذاته أنّ ممثليتها الدبلوماسية ستستمر بعملها الطبيعي، ومعلنةً “إيمانها القوي بالحوار”. ورأى إبرارد، في وقت لاحق، أنّ القرار البيروفي “لا أساس له ومدان”، مضيفاً: “تصرفات سفيرنا مطابقة للقانون ولمبدأ عدم التدخل، وأنّ المكسيك لن تغير موقفها”.
وأضاف الوزير: “لقد أبلغني بابلو مونروي، سفيرنا في ليما، أنّ الحكومة البيروفية منحته 72 ساعة لمغادرة البلاد، أعتبر هذا القرار عديم الأساس، ويستحق الشجب”. وشدد الوزير على أنّ السفير مونروي لم ينتهك قوانين الدولة المضيفة، وتمسك بمبدأ عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقال: “المكسيك لن تغير موقفها”.
ونهاية العام 2021 دعم الرئيس المكسيكي نظيره البيروفي منتقداً محاولات الكونغرس عزله. وجدد الرئيس المكسيكي بالاشتراك مع رؤساء يساريين آخرين في أميركا اللاتينية (الأرجنتين وبوليفيا وكولومبيا) دعمه لبيدرو كاستيو.
قالت وزارة النقل البيروفية إنّ الحركة استؤنفت الثلاثاء في مطار “إنكا مانكو كاباك دي خولياكا” في منطقة بونو في جنوب البلاد بعد اغلاق استمر ستة أيام بسبب التظاهرات. واستمرت التظاهرات في جنوب البلاد الثلاثاء. وفي كوسكو في جنوب شرق البلاد سار مئات الأشخاص غالبيتهم من النساء يرتدين اللباس التقليدية قبل أن يحرقوا نعشاً مصنوعاً من الكرتون مع صورة لدينا بولوارتي.