بدايات الصحافة العربية في نابو …
افتتح معرض “بدايات الصحافة العربية” في متحف نابو في الهري بمشاركة وزير الثقافة محمد وسام المرتضى الذي اشار الى ان “الصحافة دخلت إلى العالم العربي مع دخول نابوليون بونابرت إلى مصر في السنتين الأخيرتين من القرن الثامن عشر، ثم راح انتشارها يتوسع شيئا فشيئا إلى الجزائر ثم بيروت فالآستانة فسائر المدن العربية. وكان الفرنسيون ومن بعدهم المرسلون الأميركيون طلائع هذا الفن الغربي الآتي حديثا إلى الشرق. لكن انطلاقتها الفعلية كانت من لبنان في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر مع “حديقة الأخبار” لخليل الخوري عام 1858، ثم “نفير سوريا” للمعلم بطرس البستاني سنة 1860، وصولا في نهايات ذاك القرن إلى مجلة “المشرق” للآباء اليسوعيين عام 1899″.
ونوه بجهود كل من عمل لإقامة هذا المعرض، قائلا “الآن إذ نحن في رفقة تراث يقارب عمره المئتين من السنين، ينبغي لنا أن نثمن عاليا جهود من تعبوا وطافوا العالم وجمعوا مواد هذا المعرض، ليقدموا لنا صورة أخرى عن لبنان موضوعة في إطار ثقافي حي، كي نستعيض بها عن واقع مرير. ففي ظل ما يحيط بالوطن من استعصاء على مختلف المستويات في الميادين كافة، تبقى الثقافة وحدها المفتاح الذي يشرع جميع الأبواب المغلقة، وتبقى وحدها ملاذا للوطن والمواطنين: أما للوطن فلأنها هويته الحقيقية الثابتة، وأما للمواطنين فلأنها أملهم الحقيقي الثابت”.
من جهته، لفت المكاري الى ان “سجل تاريخي سجل في سجل “بيروت عاصمة الإعلام العربي للعام 2023″، لصحف أثرت اللغة العربية، ونشرت الوعي الوطني والقومي، وساهمت في نهضة الأمة الفكرية، بعدما جازفت إلى حد الإبداع والتميز والتألق. وهنا أذكر أن أول صحيفة باللغة العربية صدرت في بيروت عام 1858، وكان اسمها “حديقة الأخبار” لمؤسسها خليل الخوري، وأول مجلة عربية كانت لبنانية بامتياز، حملت اسم “الفتاة” وأسستها اللبنانية هند نوفل عام 1892 في مصر، التي تقاسمنا واياها العدد الأكبر والأهم من الصحف والإصدارات العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. “بيروت عاصمة الإعلام العربي” بكل فخر واستحقاق. هي ليست عاصمة في موسم عابر، وإنما عاصمة في كل المواسم. هي بؤرة دائمة للثورة، وبقعة دائمة للحرية. رسالتها عميقة الغور وفي جوهر كيانها. هي مدينة مختلفة، وجيوشها الفكرية جعلتها كذلك. لا الاحتلالات استطاعت تدجينها، ولا الحرب تمكنت من اقتلاعها”.