![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2023/05/IMG-20230514-WA0021-780x470.jpg)
باسم المرعبي .
خاص رأي سياسي …
لا يختلف اثنان على أهمية الدور السعودي في لبنان بناءً على العلاقات التاريخية العميقة الممتازة بين البلدين، فلطالما وقفت المملكة العربية السعودية الى جانب لبنان في اصعب الأوقات واقسى الظروف والأزمات، بل كانت دوما سباقة لمساعدته وتقديم يد العون له ولشعبه.
هذه العلاقة يجسدها بأجمل صورة وبشكل متكامل سفير المملكة في بيروت وليد بخاري الذي يمثل بلاده افضل تمثيل، وهو “الحريف “والخبير بتفاصيل الوضع الداخلي اللبناني من خلال خبرته الديبلوماسية المميزة، حيث يُعرف عنه نشاطه الاستثنائي، وعلاقاته الجيدة مع الأطراف السياسية اللبنانية بكافة اطيافها ومشاربها ولطف كلامه وهو جزء من ادبياته.
هذا الديبلوماسي العريق والخلوق ذو الخبرة الواسعة بالملف اللبناني الشائك، صدر قرار تعيينه كسفير للمملكة في بيروت عام 2018، بعد ان كان شغل منصب قائم بأعمال السفارة في لبنان بين عامي 2016 و2017، فرغم صغر سنه فهو تولى مناصب ديبلوماسية رفيعة عدة داخل المملكة وخارجها.
فالسفير البخاري يحظى بثقة كبيرة من كافة المسؤولين في المملكة، وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، هذه الثقة اوصلته الى باريس حيث شارك مع وفد بلاده في عدد من اجتماعات اللجنة الخماسية المكلفة درس الاوضاع اللبنانية.
لذلك فهو يسعى لتوظيف كل خبراته الديبلوماسية والسياسية في خدمة لبنان وشعبه، و يحاول بكل ما اوتيّ من قوة العمل على فك العقد، وإزالة العراقيل، وحل الالغاز اللبنانية مستخدما المنطق والعقل. واللافت نشاط السفير البخاري على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا عبر موقع “تويتر” الذي يعتمده دوما، لإيصال رسائله المباشرة وغير المباشرة، لمن يجب ان تصله بطريقة ذكية تظهر سرعة البديهة التي يتمتع بها.
فعندما يغيب السفير بخاري عن لبنان تفتقد الساحة الداخلية لنشاطه المميز ولحركته المكوكية، وهي تجلت بشكل واضح وسريع هذه المرة، بعد عودته من اجازته التي قضاها في بلاده لمناسبة عيد الفطر، وفور وصوله الى بيروت كان له سلسلة من اللقاءات والاجتماعات شملت معظم القوى والأطراف السياسية اللبنانية، والهدف كما العادة هو العمل على تقريب وجهات النظر لما فيه مصلحة البلد.
والمعروف عن السفير هو وقوفه على مسافة واحدة من الجميع، والحث الدائم من اجل نهوض لبنان وانهاء الشغور الرئاسي، وخلال كل الاجتماعات التي عقدها كان كلامه واحدا وواضحا، وبعد ما كان يتحدث عن مواصفات الرئيس انتقل الى كلام اكثر انقشاعا، بحيث بات يؤكد على ضرورة ان ينجز اللبنانيون استحقاقهم الرئاسي من اجل تفادي المزيد من الانهيارات، وكانه يشير ضمنا ان العقدة الرئاسية هي داخلية وليست من الخارج، و باعتبار ان الاستحقاق الرئاسي قرار ٌلبناني يصنع في لبنان، وتشديده على ان المملكة لا تعطي املاءات لاحد، باعتبارها انها تتعاطى مع الدولة اللبنانية وليس مع اشخاص محددين، ولا اعتراض لديه على اي رئيس يصل من خلال الانتخابات الديموقراطية في المجلس النيابي.
وفي هذا السياق، وخلال كل لقاءاته وجولاته فان كلام السفير بخاري كان قاطعا بإمكانية قيام المسؤولين اللبنانيين بإجراء التغيّير المنشود نحو غد افضل، من خلال قدرتهم وارادتهم على اتخاذ القرارات، ودعوته كافة الافرقاء لتغليب المصلحة العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها بلدهم، مشددا في اكثر من مناسبة على عدم اعتراض بلاده على اي مرشح رئاسي يختاره اللبنانيون ويحظى على ثقتهم، مرحبا بما يتم التوافق عليه، والمهم ان يساهم في حل الازمة السياسية والاقتصادية والأمنية كما يرى البخاري.
من هنا، فانه كما بات مؤكداً، فالمملكة على استعداد تام لمساعدة لبنان وتقديم كل ما يمكن لإعادة نهوضه واستقراره فور انجاز الاستحقاق الرئاسي، واستئناف الانتظام الى مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة والبدء بالقيام بالإصلاحات المطلوبة، بمواكبة مباشرة من السفير السعودي الذي اعتاد الاشراف شخصيا على كل المساعدات باختلاف اشكالها الى لبنان وشعبه، ومن صفات السفير البخاري تعاطيه الإنساني مع كل القضايا الاجتماعية .
وفي الختام، يبقى على المسؤولين اللبنانيين الاستفادة من الدعم السعودي المتمثل بوجود السفير وليد بخاري ومن حركته الاستثنائية، والعمل على التوافق لإنهاء الشغور الرئاسي وعدم تضييع الفرصة مجدداً.