أبرز

بتعميمٍ مركزي حلّقت صيرفة والدولار تلاعب سعره صعودًا وهبوطًا

انتظر اللبنانيون كثيرًا تعميمًا جديدًا من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يضبط فيه سعر صرف دولار السوق السوداء والذي اقترب من حاجز ال ٥٠ الف ليرة، وهذا ما حدث فعلًا، فقد أصدر حاكم المركزي تعميمًا ، خفّض من خلاله سعر الدولار الى نحو ٤٣٠٠٠ بعدما اقترب من ال ٤٨٠٠٠، ولكن معظم اللبنانيين الذين سارعوا لبيع دولاراتهم لم يغوصوا جيدًا في مضمون التعميم الذي رفع من خلاله سلامة سعر دولار صيرفة ٧٠٠٠ ليرة لبنانية .

في البيان الاول الذي صاغه سلامة بحرفية وكأنَّ مشاعره حزينة على حال الناس، قال فيه:إرتفع سعر صرف الدولار الأميركي خلال فترة الأعياد والتي امتدت لمدة ثلاث ايام ٢٠٠٠ل ل في السوق الموازية ناتجة عن عمليات مضاربة وتهريب الدولار خارج الحدود.
هذا الارتفاع سبب تضخماً في الأسواق مما أضر بالمواطن اللبناني كون الأسعار في لبنان ترتبط بسعر صرف الدولار.
بناءً على ذلك وعلى أساس المواد ٧٥ و ٨٣ من قانون النقد والتسليف تقرر ما يلي:
أولآ رفع سعر sayrafa ليصل الى ٣٨٠٠٠ل ل.
ثانيًا يشتري مصرف لبنان كل الليرات اللبنانية ويبيع الدولار على سعر Sayrafa ٣٨٠٠٠ل ل ويمكن للافراد والمؤسسات ودون حدود بالأرقام ان يتقدموا من جميع المصارف اللبنانية لتمرير هذه العمليات.
وذلك حتى إشعار آخر.

بالطبع مفعول هذا التعميم كان سريعًا، بحيث بانت نتائجه مباشرةً واوصلت الدولار الى قرابة ال ٤٢٠٠٠ لكن الاخطر كان بالارتفاع الجنوني لصيرفة الى ٣٨٠٠٠ بعدما كانت ٣١٢٠٠ وبهذه الخطوة ضرب سلامة عدة عصافير وبتعميم واحد.
اولًا: قلّص سلامة ارباح المستفيدين من الخدمة والذين ينتظرون بداية الشهر الجديد لتحويل رواتبهم على سعر دولار صيرفة، ثم بيعها في السوق السوداء، والتي ستؤمن لهم ارباح بقيمة ما يقارب ٦ مليون ليرة، لان الفارق كان كبيرًا بين سعر صيرفة وسعر السوق الموازية
ثانيًا:جعل سلامة قيمة الصرف بين منصته الرسمية والسوق السوداء متقاربة وهو منطقٌ اقتصاديٌ طبيعي

ثالثًا:استطاع تأمين عددًا كبيرًا من الدولارات من خلال عمليات البيع والشراء والتي تمت اليوم

رابعًا:مهّد سلامة ربما لصعود اكثر للدولار بعد نهاية العام، لانه من الواضح ان تأثير تعاميم سلامة مداها قصير ولا تفيد على المدى الطويل

فهل ضيّق سلامة الخناق على السلطة السياسية بهكذا تعاميم، سؤالٌ يحتمل اوجه عدة، والمؤكد ان سلامة قام بأذية كبيرة للمواطنين خصوصًا اذا ما تمّ النظر لفواتير الهاتف والكهرباء والتي تحتسب حسب دولار صيرفة، وبالتالي بعد هذه المسرحية لا يصح سوى قول واحد “أعان الله قلب المواطن اللبناني”.

المصدر : خاص رأي سياسي

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى