رأي

بايدن لإنقاذ إسرائيل من.. نتنياهو !

كتبت رشاد ابو داود, في “الدستور” :

اللقاء المرتقب اليوم بين كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي وعضو مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس يطرح السؤال الاشكالي « من يحكم من، إسرائيل أم أميركا ؟». فاللقاء يتم من دون التنسيق مع نتنياهو الذي يجر اسرائيل الى الهاوية ومعها سمعة اميركا في العالم.
فهل يسعى بايدن، «الصهيوني» باعترافه، أن ينقذ اسرائيل والمشروع الصهيوني من نتنياهو المقدم على الانتحار كما فعل هتلر؟ وهل يضغط عليه كما فعل جورج بوش الأب مع اسحق شامير وأجبره على المشاركة في مؤتمر مدريد العام 1991؟
بايدن بدأ معركة انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني المقبل فيما وصلت شعبيته الى أدنى مستوى لرئيس أميركي نتيجة موقفه الداعم لجرائم الحرب والابادة الجماعية التي يمارسها نتنياهو ضد غزة.
الرجل في موقف لا يحسد عليه. فهو ليس ضد الحرب لكن ليس بهذا الثمن وبهذا الزمن وبهذا العدد من الضحايا. وهو مع رئيس حكومة اسرائيلية «ناجح» بالمفهوم الأميركي وليس مع رئيس فاشل عسكرياً و سياسياً، رئيس يعتمد الكذب حتى مع نفسه ويعيش وهم « النصر « على المقاومة الفلسطينية في حين تدخل حربه الشهر الخامس من دون تحقيق حتى رائحة نصر.
حدد بايدن وقتاً لنتنياهو لانجاز مهمة القضاء على المقاومة ومددها ثلاث مرات دون جدوى. لكن الأخير تمرد وواصل الحرب العبثية على أطفال ونساء غزة.
المجتمع الاسرائيلي يتفكك وهدفه بالدرجة الأولى استعادة الرهائن والتي لن تتم ما لم تتوقف الحرب حتى مؤقتاً تحت مسمى هدنة انسانية كما تقول ادارة بايدن. وفي كل يوم يتجاوز فيه اجرام نتنياهو تتآكل سمعة أميركا وشعبية بايدن. بل وتتزايد احتمالات توسع الحرب لتشمل كل المنطقة وهو ما لا يريده الحليف الأميركي الذي بأسلحته يمارس نتنياهو جرائمه.
استطلاعات الرأي الاسرائيلي تفيد بتفوق غانتس على نتنياهو وقد خرج مع المتظاهرين الذين يطالبون يومياً باستعادة الرهائن بأي ثمن، أي بوقف الحرب. فهل قرر بايدن الوقوف بجانب غانتس و اغلبية المجتمع ومصلحة اسرائيل طبعاً. وهذا يتطلب المغامرة باشكالية « من يحكم من ؟».
ثمة مثال على ذلك.
قبيل مؤتمر مدريد عام 1991، مارس الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، ووزير خارجيته جيمس بيكر، ضغوطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق شامير من أجل الجلوس إلى طاولة مفاوضات المؤتمر الدولي للسلام الذي عقد في مدريد في اعقاب حرب الخليج، وحجبت أميركا مؤقتاً ضمانات القروض البالغة 10 مليارات دولار عن إسرائيل، لمنعها من استخدام الأموال لبناء المستوطنات وإعادة توطين مئات الآلاف من المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق.
نتيجة لتمسك بوش بموقفه المتمثل بالوقوف لجانب مصلحة أميركا وليس خضوعاً لتشدد اسرائيل خضع شامير و حضر الى المؤتمر على مضض. كان ذلك المثال التاريخي ربما الوحيد للمساعدات الأميركية المشروطة لإسرائيل ما جعلها تمتثل فوراً لقرار بوش الأب وتجلس إلى طاولة المفاوضات.
الشعار الذي يجب ان يرفعه حلفاء اسرائيل اليوم ليس « انقذوا اليهود من نتنياهو «. وهذا ما ينادي به يهود معادون للصهيونية. فهذا الصهيوني المتطرف يجري وراء بن غفير وسموترتش و يدفع بيهود اسرائيل الى النهاية المحتومة وبدل ان يعمل على تأمين مكان لهم تحت الشمس كما زعم في كتابه الذي اصدره العام 1995 فانه يحجب عنهم الشمس بالاكاذيب و بغرور القوة ويصور الفلسطينيين انهم هم المحتلون لدولة اليهود وان العرب مجرد ارهابيين ونازيين وان اسرائيل هي المنارة والدولة الوحيدة الديمقراطية في المنطقة. مرددا بذلك الفكر الصهيوني و ما ورد في بروتوكولات جهلاء» لا حكماء صهيون». لكن الشمس لا تغطى بغربال نتنياهو ولا بقلنسوة المتطرفين الصهاينة.
فقد بزغت شمس الحقيقة في السابع من أكتوبر ولن تغيب.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى