شنت روسيا اليوم غزوا شاملا لأوكرانيا من البر والجو والبحر، في أكبر هجوم تشنه دولة على أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وفيما يمثل تأكيدا لأسوأ مخاوف الغرب، فيما اعلن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قطع العلاقات مع موسكو، ردا على الغزو الروسي لبلاده، وفق ما اشارت وكالة “رويترز”.
فقد امطرت الصواريخ الروسية المدن الأوكرانية. وأبلغت أوكرانيا عن تدفق مجموعات من القوات عبر حدودها إلى مناطق تشيرنيهيف وخاركيف ولوجانسك في الشرق، وإنزال عن طريق البحر في مدينتي أوديسا وماريوبول في الجنوب.
وسمع دوي انفجارات قبل الفجر في العاصمة الأوكرانية كييف. وحدث إطلاق نار بالقرب من المطار الرئيسي وانطلقت صفارات الإنذار في أنحاء المدينة.
https://twitter.com/AndreyZhukovv/status/1496705317178167299?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1496705317178167299%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.raialyoum.com%2Fd8aad8b7d988d8b1d8a7d8aa-d8a7d984d8add8b1d8a8-d984d8add8b8d8a9-d8a8d984d8add8b8d8a9-d8a3d986d8a8d8a7d8a1-d8b9d986-d8b3d982d988d8b7%2F
وقال أحد سكان خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وأقرب مدينة كبيرة إلى الحدود الروسية، إن نوافذ المباني السكنية كانت تهتز من جراء الانفجارات المستمرة. وأضاف، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الذعر ساد المدينة حيث حاول الناس الفرار.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو تدمير بلده.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “شن بوتين للتو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا. وتتعرض المدن الأوكرانية السلمية لضربات”.
وتابع “هذه حرب عدوانية. ستدافع أوكرانيا عن نفسها وستنتصر. يمكن للعالم أن يوقف بوتين ويجب عليه ذلك. حان وقت التصرف”.
وقال مستشار لوزير الشؤون الداخلية الأوكراني إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب تسعة بجروح جراء القصف الروسي.
أعلن بوتين في خطاب نقله التلفزيون أنه أمر “بعملية عسكرية خاصة” لحماية الناس، بمن فيهم الروس الذين تعرضوا “لإبادة جماعية” في أوكرانيا، وهو اتهام يصفه الغرب منذ مدة طويلة بأنه دعاية سخيفة.
وقال “أجل ذلك سنكافح لنزع السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا”.
وأضاف “لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان وأن تتطور وتبقى في ظل تهديد دائم ينبع من أراضي أوكرانيا الحديثة… كل مسؤولية عن إراقة الدماء سيتحملها ضمير النظام الحاكم في أوكرانيا”.? ?
أوكرانيا بلد ديمقراطي يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة وهي أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا نفسها. وصوتت بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عن موسكو بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتقول إنها تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يصلي من أجل شعب أوكرانيا الذي يعاني “هجوما لم يسبقه استفزاز وغير مبرر”، وتعهد بفرض عقوبات صارمة ردا عليه.
وأضاف أنه سيجتمع بقادة مجموعة السبع.
كما وعد جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بعقوبات مالية هي أشد ما فرضه الاتحاد على الإطلاق.
وقال بوريل “هذه من بين أحلك الساعات التي تمر بها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.
ولم يتضح على الفور النطاق الكامل للعملية العسكرية الروسية لكن بوتين قال إن “خطتنا لا تشمل احتلال الأراضي الأوكرانية. لن نفرض أي شيء بالقوة”.
وقال بوتين، الذي كان يتحدث بينما عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا في نيويورك، إنه أمر القوات الروسية بحماية الشعب وناشد الجيش الأوكراني إلقاء سلاحه.
وناشد زيلينسكي زعماء العالم فرض جميع العقوبات الممكنة على روسيا، بما يشمل بوتين.
وبعد ثلاث ساعات من إصدار بوتين الأمر، نقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية القول إنها دمرت بنية تحتية عسكرية في القواعد الجوية الأوكرانية وألحقت ضررا بالغا بدفاعاتها الجوية.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن مراكز القيادة العسكرية في كييف وخاركيف في الشمال الشرقي تعرضت للقصف بالصواريخ، بينما هبطت قوات روسية في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين.
وسمع شاهد من رويترز في وقت لاحق دوي ثلاثة انفجارات في ماريوبول. ونقلت وكالة الإعلام الروسية أن الانفصاليين المدعومين من روسيا في الشرق قولهم في وقت لاحق إنهم استولوا على بلدتين. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات في أوكرانيا.
كما أعلنت روسيا تعليق عمليات الشحن في بحر آزوف. وتسيطر روسيا على المضيق المؤدي إلى البحر حيث لدى أوكرانيا موانئ منها ماريوبول.
وقبل ساعات من بدء الغزو، ناشد الانفصاليون مساعدة موسكو في وقف عدوان أوكراني مزعوم، وهي مزاعم نفتها الولايات المتحدة ووصفتها بأنها دعاية روسية.
وتراجعت الأسهم العالمية وعوائد السندات الأمريكية، بينما ارتفع الدولار والذهب بعد كلمة بوتين. وقفز سعر خام برنت متجاوزا مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.
الى ذلك انتظر الناس في صفوف لسحب الأموال وشراء إمدادات الطعام والمياه في كييف. وكانت حركة المرور كثيفة غرب المدينة باتجاه الحدود البولندية. وتستعد الدول الغربية لاحتمال فرار مئات الآلاف من الأوكرانيين من هجوم.
وقال بايدن، الذي استبعد إرسال قوات أمريكية إلى الأرض في أوكرانيا، إن بوتين “اختار حربا مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية”.
وأضاف بايدن الذي تحدث إلى زيلينسكي عبر الهاتف “روسيا وحدها المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم، وسترد الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها بطريقة متحدة وحاسمة”.
وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإجراء الروسي بينما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن أعضاء الحلف سيجتمعون للتعامل مع تبعات “الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر”.
وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بعد اجتماع مجلس الأمن موجها نداء إلى بوتين لوقف الحرب “باسم الإنسانية”.
وجددت الصين، التي وقعت معاهدة صداقة مع روسيا قبل ثلاثة أسابيع، دعوة جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس ورفضت وصف تصرف روسيا بأنه غزو.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بوتين اختار “طريق إراقة الدماء والدمار”.
وأغلقت أوكرانيا مجالها الجوي أمام الرحلات المدنية مشيرة إلى وجود مخاطر كبيرة على السلامة، في حين حذرت الهيئة التنظيمية للملاحة الجوية في أوروبا من مخاطر الطيران في المناطق المتاخمة لروسيا وروسيا البيضاء.
هجمات وقصف وإنزال
وأفادت وكالة إنترفاكس الأوكرانية بوقوع هجمات صاروخية على منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا، وبأن القوات الروسية قامت بعمليات إنزال في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين في الجنوب، كما أبلغت عن إخلاء موظفين وركاب لمطار بوريسبيل في كييف.
لكن الجيش الأوكراني قال إن التقارير عن هبوط القوات الروسية في أوديسا كاذبة، وإن القوات الجوية الأوكرانية تحاول صد هجوم جوي روسي. وأكد وزير الدفاع الأوكراني أن الوحدات الأوكرانية ومراكز التحكم العسكرية والمطارات في شرقي أوكرانيا تتعرض لقصف روسي مكثف.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة اليوم الخميس “بدأ بوتين للتو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا. وتتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات”.
وأضاف “هذه حرب عدوانية، أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر. يمكن للعالم أن يوقف بوتين ويجب عليه ذلك. حان وقت العمل الآن”.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان منفصل إن هدف العملية العسكرية الروسية هو تدمير الدولة الأوكرانية.
وأعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية أنها أوقفت المواقع الإلكترونية عن العمل خشية التعرض لهجمات تسلل.
وذكرت إنترفاكس أن قوات روسية تقوم بإنزال في ماريوبول وأوديسا.
وتعد ماريوبول أكبر مدينة أوكرانية على خط الجبهة، ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.
ونقل موقع “أوكرانيسكا برافدا” الإخباري عن مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية قوله اليوم الخميس إن مراكز القيادة العسكرية الأوكرانية في مدينتي كييف وخاركيف تعرضت لهجوم صاروخي.
وسمع شهود من رويترز في كييف دوي سلسلة انفجارات بعد وقت قصير من إعلان روسيا عن عملية عسكرية في أوكرانيا.
وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن الانفصاليين المدعومين من روسيا قالوا اليوم الخميس إنهم شنوا هجوما على بلدة ششاستيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في منطقة لوغانسك في الوقت الذي بدأت فيه روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا قولهم إنهم استولوا على بلدتين في منطقة لوجانسك الأوكرانية.
الأحكام العرفية وإغلاق المجال الجوي
وأعلن الرئيس الأوكراني فرض الأحكام العرفية على جميع أراضي الدولة، كما أعلنت حكومته أيضا إغلاق مجال البلاد الجوي أمام الطيران المدني بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن عملية عسكرية على هذا البلد.
وأعلنت وزارة البنية التحتية الأوكرانية في بيان على موقعها الإلكتروني إغلاق المجال الجوي، مشيرة إلى “وجود مخاطر أمنية عالية”.
من جهتها، أعلنت روسيا اليوم الخميس إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية في حدودها الغربية المحاذية لأوكرانيا وبيلاروسيا.
ونشرت السلطات الروسية تحذيرا للطيارين جاء فيه أنه تم تعليق استخدام المجال الجوي على الحدود الغربية لروسيا مع أوكرانيا وبيلاروسيا مؤقتا بسبب التهديد الكبير لسلامة الطائرات المدنية نظرا لاستخدام الأسلحة والمعدات العسكرية.
كما حذرت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران شركات الطيران اليوم الخميس من خطورة التحليق في أجواء أوكرانيا والتحلي “بأقصى درجات الحذر” عند التحليق في المجال الجوي المجاور في نطاق 100 ميل بحري (185 كيلومترا) من حدود وروسيا البيضاء وأوكرانيا وحدود روسيا وأوكرانيا.
وعلى الفور تخطى سعر برميل النفط اليوم الخميس عتبة 100 دولار للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات عقب إعلان بوتين عن شن “عملية عسكرية” في أوكرانيا، مع تنامي المخاوف بشأن حرب واسعة النطاق في أوروبا الشرقية.
بوتين: نريد نزع سلاح أوكرانيا
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تريد نزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من النازيين الجدد، وليس لديها أي خطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.
وشدد على أن مسؤولية أي إراقة للدماء ستقع على عاتق النظام الأوكراني، وأنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور.
وأعلن بوتين عن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرقي هذا البلد.
وأضاف بوتين في كلمة متلفزة غير معلنة مسبقا قبيل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش، “اتخذت قرار شن عملية عسكرية”، مستندا إلى نداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل وسياسة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) العدائية حيال روسيا والتي تشكل أوكرانيا أداة لها، حسب رأيه.
وتوجه مباشرة إلى العسكريين الأوكرانيين بقوله أدعوكم إلى إلقاء السلاح والعودة إلى دياركم، مؤكدا أنهم سيتمكنون عندها “من مغادرة أرض المعركة من دون عائق”.
وأضاف أن مجمل تطورات الأحداث وتحليل المعلومات يظهر أن المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها، وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران الأوكراني خارج الخدمة، ونفت إسقاط طائرات لها في مناطق العمليات، وذلك بعدما قالت مسؤولة في مكتب وزير الدفاع الأوكراني للجزيرة إنه تم إسقاط 5 طائرات معادية ومروحية في مناطق العمليات.
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم الخميس إن موسكو تستهدف البنية التحتية للجيش والدفاع الجوي والقوات الجوية في أوكرانيا بأسلحة عالية الدقة ولا تهاجم المدن الأوكرانية.
وقالت كييف إن موسكو شنت هجوما واسع النطاق على أوكرانيا، حيث تعرضت مراكز القيادة العسكرية في عدد من المدن للصواريخ.
https://twitter.com/ChaudharyParvez/status/1496709401943883776?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1496709401943883776%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.raialyoum.com%2Fd8aad8b7d988d8b1d8a7d8aa-d8a7d984d8add8b1d8a8-d984d8add8b8d8a9-d8a8d984d8add8b8d8a9-d8a3d986d8a8d8a7d8a1-d8b9d986-d8b3d982d988d8b7%2F
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن الحلف يقف مع شعب أوكرانيا في هذا الوقت العصيب، وسيفعل كل ما في وسعه لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم.
وندد حلف الناتو بـ”الهجوم المتهور وغير المبرر” لروسيا على أوكرانيا.
وبالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها لم تنفذ ضربات صاروخية وجوية على المدن الأوكرانية بل على مواقع عسكرية.