بالصور.. ناجية من حرب غزة تحيي ذكرى رحيل الضحايا بلوحات فنية
لجأت فنانة فلسطينية، فقدت 22 من أفراد عائلتها في قصف جوي إسرائيلي العام الماضي، إلى الفن للتعبير عن حزنها ومصابها ورسمت لوحات لإحياء الذكرى الأولى لرحيلهم.
من بين أولئك الذين فقدتهم زينب القولق، والدتها وثلاثة من أشقائها عندما دمرت سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية مباني وطرقات في مدينة غزة في 16 مايو/ أيار 2021.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الضربات الإسرائيلية قتلت 42 مدنيا من غزة، من بينهم عشرة أطفال في الحي الذي كانت تقطنه زينب القولق في ذلك اليوم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سقوط قتلى مدنيين لم يكن مقصودا. وأضاف أن طائراته هاجمت نظام أنفاق كان يستخدمه مسلحون وانهار مما أدى إلى تدمير المنازل. ووصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم القطاع ما حدث بأنه “قتل مع سبق الإصرار”.
رسمت زينب القولق تسع لوحات لتوثق اللحظات التي رأتها في ذلك اليوم. تُظهر لوحة 22 جثة لقُصّر وبالغين يلفهم الكفن الأبيض. وتُصور لوحة أخرى جثثا بعضها مبتور الرأس، وثالثة تصوّر عمال إنقاذ عند أنقاض منزلها.
وخلال المعرض الذي استضافه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في غزة، قالت: “كل لوحة بتعبر عن لحظة مأساوية أو وقت معين عشته بسبب المحتل. عمري 22 سنة وفقدت 22 شخصا”.
وأضافت وهي محاطة بلوحاتها التي استخدمت فيها اللونين الأسود والرمادي: “لغة الفن أسرع انتشارا ولغة عامة لكل الناس باختلاف لغاتنا وجنسياتنا. رسالتي أنه يجب معاقبة المحتل”.
وهدأ صراع 2021 بعد عشرة أيام في أعقاب اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة عربية ودولية، لكن أجواء التوتر الأخيرة في الضفة الغربية والمسجد الأقصى أثارت المخاوف من تجدد القتال عبر الحدود.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 254 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في ضربات عسكرية إسرائيلية خلال تلك الأيام العشرة. وقالت إسرائيل إن 13 شخصا قُتلوا بصواريخ من غزة وهجوم بصواريخ موجهة.
وتم انتشال زينب من تحت أنقاض منزلها حيث ظلت محاصرة لمدة 12 ساعة. وعندما استردت وعيها، قالت إنها خافت أن تسأل من الذي بقي على قيد الحياة.
قالت: “ربما أزالوا الركام من فوقي ولكن لم يستطيعوا أن يزيلوه من داخلي. ربما استطاعوا أن يزيلوا ثلاثة أسقف أو أكثر من فوقي، ولكن من راح يقدر يشيل ذكرياتي اللي زرعها الاحتلال فينا؟”.