بالصور- “المظبي” المشوي على الحجر.. طبخ عماني متفرد في ظفار
تشتهر محافظة ظفار أقصى جنوب غربي سلطنة عمان بأجواء معتدلة وطبيعة ساحرة تتنوع بين جبال خضراء وقنوات مائية وشواطئ زرقاء.
تلك الملامح الطبيعية الجمالية تكتمل بأصناف من أطعمة شهية تفوح رائحتها في الشوارع والميادين وتستقطب السائحين من داخل الدولة الخليجية وخارجها.
تُعد المظابي من الأطعمة التي تتميز بها ظفار خاصة في موسم الخريف، وهي عبارة عن لحوم مشوية على الأحجار، إذ يتم إعداد لحوم الإبل والماشية والدجاج وتُغسل ثم تُرش ببهارات وتُنشر على أحجار وحصى صغيرة توقد النار من تحتها مباشرة حتى ينضج اللحم ثم يُعرض للزبائن.
تجول مراسل الأناضول في ظفار لاستكشاف شواء “المظبي” كما يُطلق عليه في ظفار، وهو يحمل قيمة اقتصادية وثقافية كبيرة للمواطنين، إذ يُعرف بقدمه وطابعه الخاص وقلما يخلو مزار سياحي أو طريق مؤدٍ إليه من أشكاك لبيعه إلى المارة والزوار، خاصة في الخريف.
أكثر من مئة عام
وإلى جانب الأنشطة السياحية في ظفار، يشكل بيع الأطعمة مصدر دخل رئيسيا لسكان المحافظة وخاصة المظبي بجميع أنواعه، إذ يستعد أصحاب المظابي عبر شراء كميات كبيرة من اللحوم لتلبية احتياجات وطلبات زبائن يأتي أغلبهم من الدول العربية، وخاصة الخليجية منها.
وقال أحمد بن عامر، مالك أحد المظابي المعروفة: إن “المظبي من طرق الطهي التقليدية التي تزيد عن مئة عام في ظفار، حيث بدأت بالطهي على الحطب وتطورت ليصبح الطبخ على الغاز وفوقه الحجارة الصغيرة التي تُغسل ثم تُستعمل مرة واحدة”.
وأضاف بن عامر أن الإقبال على المظابي هذا الموسم كبير جدا، مشيرا إلى أن اللحوم المستخدمة في الشواء محلية مئة بالمئة، إذ تعتبر المفضلة في كل أنواع المظابي.
ويعد سهل اتين أحد أبرز المناطق التي يمكن فيها للسائحين والزوار تذوق طعم “مظابي” يمكن اشتمام رائحتها من مسافة بعيدة، وتستقطب التجمعات الكبيرة خاصة على الغداء والعشاء.
وتضم واحة اتين عشرة أكشاك لهذا الطعام المرغوب كثيرا في ظفار تُقدم من خلاله اللحوم بتجهيزات حديثة تتناسب مع تطور أساليب الطهي والطبخ، إلى جانب وجود مسلخين لذبح الأغنام والماشية لتكون قريبة من أصحاب المظابي وتوفر عليهم صعوبات جلب الحيوانات على مركبات من مناطق بعيدة.
وجرت العادة أن تكون المظابي في ظفار من لحم الإبل والماعز، لكن ثمة من يأكلها من لحوم أخرى كالدجاج والغنم.
تفضيل للإبل
ولعل ما يميز المظبي الأصلي المذاق، حسبما يقول أصحاب بعض المطاعم، أنه لا يُتبل سوى بالملح، بينما يأخذ مذاقه الشهي من الحجارة الصغيرة التي يُشوى عليها والتي تؤوي تحتها طبقة كبيرة من جمر الأخشاب أو الفحم.
والمتعارف عليه في ظفار أنهم لا يأكلون لحم الخروف، وإنما يفضلون لحم الإبل الذي يتواجد بكثرة في المحافظة الغنية بمساحات زراعية وجبال خضراء ومراعٍ تعد الغذاء الرئيسي للحيوانات، وهو ما قد يفسر إقبال الظفاريين على تفضيل لحم الإبل.
وأدت شهرة المظابي في هذه المنطقة إلى توافد السائحين عليها بشكل عام، لكنها استقطبت بشكل خاص بعض أشهر الشخصيات المؤثرة على شبكات التواصل الاجتماعي التي تركز على صناعة المحتوى الخاص بالطعام، إذ يأتون بكاميراتهم ليوثقوا إرثا ثقافيا في ظفار وينقلون للعالم ما شاهدوه من لحظات ممتعة ووجبات طعام طيبة هيمن الحديث عنها على مقاطع مصورة.
لحم بالعسل
ويرى السائحون وذائقو المظابي أنه من بين التقاليد الراسخة عند تناول لحوم الإبل والماعز المشوية على الحجارة أنها تأتي دائما مقرونة بالعسل العماني الذي تُغمس فيه قطع اللحم لتعطي مذاقا خاصا وغريبا لمن لم يجربه من قبل في السلطنة، حيث تُعرف ببعض أجود أنواع العسل، وخاصة عسل السدر الجبلي.
ويمكن وصف ظفار بأنها مركز سياحي يمنح زائريه تجربة متنوعة بين هواء لطيف وشاطئ هادئ وجبال خضراء وعيون مائية، إلى جانب باقة من أشهر وأجود الأطعمة التي يقدمها المطبخ العماني، ولا سيما المظبي.
(الأناضول)
المصدر: القدس العربي