بالصور- القواسمي.. فخّاره يزهو بزخرفة عصرية تحيي التراث

المواطن الأردني موفق القواسمي، ضرب مثلا واقعيا في أن المثابرة أساس يبني عليه الإنسان نجاحه، مستغلا ذكاءه، ومشعلا حماسته في تحدي صعوبة الظروف وكيفية إثبات الذات، وفق ما اشارت وكالة الاناضول.
حب القواسمي (38 عاما) للتراث دفعه إلى ابتكار فكرة رأت النور في مشروع عملي لا يتعدى عمره عاما واحدا، عندما قرر تحويل أوانٍ ومصنوعات فخارية إلى لوحات فنية تزخرفها الأقمشة والصوف و”الكُلَف” التركية (أقمشة رفيعة مصنعة بزخارف متعددة الأشكال).
لا يستطيع زائر إلى منزله الواقع في “حي عدن” بالعاصمة عمان أن يسيطر على نظراته فور دخوله، إذ تأسرها جمالية التصميم الذي أبدع الفنان الأردني في تشكيله.
مساحة المكان الصغيرة اتسعت بحجم الإنجاز، والإصرار على تحقيقه، فمنها انطلق نحو الهدف بمؤازرة زوجته التي تعينه على تحقيق طموحه من جهة، والحفاظ على حقوق طفليهما (آدم ومحمد) من جهة أخرى.

يقول القواسمي للأناضول: “لم أتلقَ تعليما جامعيا ولكنني أعشق المهن، ومن شدة حبي للتراث قررت أن أحييه بطريقة عصرية فاخترت الفخار طريقا لذلك”.
ويتابع: “بدأت العمل على ذلك لغايات شخصية، عبر تزيين منتجات الفخار الطبيعي بالأقمشة والخيش والكلف التركية، وصبغ أجزاء منها بالدهان الملون”.
ويضيف: “بدأت المسألة كهواية، ثم قررت أن أشارك الناس بما أقوم به من خلال إنشاء صفحة خاصة لهذه المنتجات على فيسبوك، لأجد أن الناس أعجبت بالتصاميم وأحبتها، وبدأت تطلب مني بعضا من المنتجات”.
راح القواسمي يبتكر تصاميم مختلفة مضيفًا إليها الخرز الملون، وسرعان ما أتقن الصنعة وزادت سرعة إنتاجه، “وخلال سنة واحدة فقط، أصبحتُ مقصدا للراغبين في إضافة طابع جمالي على منازلهم، من سياح ومواطنين”، وفق تعبيره.
يقول: “نظرتي إلى الموضوع ليست مادية والدليل أنني أبيع بهامش ربحي بسيط جدا والأسعار بمتناول الجميع، فسعر القطع الفخارية المزخرفة لا يقل عن دينار (1.4 دولار أمريكي) ولا يزيد على 30 دينارا (42 دولار)”.
ويردف، وهو ممسك فرشاة للدهان بيده، جالسا على كرسي خشبي صنعه بنفسه تغطيه بُسُط تراثية أردنية قديمة: “أعمل لوحدي، وتساعدني زوجتي في بعض الأحيان من باب حب التعلم”، مضيفا: “يستغرق تجهيز القطعة الفخارية الواحدة من ساعة إلى 4 ساعات، وذلك بحسب حجمها”.

ويشير القواسمي إلى مواد ومعدات أحضرها لصنعته، ما جعل منزله يتحوّل إلى مشغل. ويستدرك قائلاً: “لكنني سعيد جدا بما حققته خلال عام، وأدعو الله أن أحقق مزيدا من النجاح، فالمكان يتسع عندما تملك عزيمة وإصرارا، وليس العبرة في أن تملك مشغلا كبيرا وتنفق مصاريف لا تقوى على تسديدها”.
وتزيين الفخار حرفة يمارسها ويتقنها عدد قليل من الناس، وتعتمد على التركيز والقدرة على التحكم بحركة اليدين، لتثبيت المواد المختلفة، لا سيما الخرز والخيطان الدقيقة، وتلقى منتجاتها إقبالا للراغبين في إضافة لمسات فنية على منازلهم وأماكنهم الخاصة، وتختلف أسعارها بحسب منتجيها وطبيعة المواد المستخدمة.