كتب الان سركيس في “نداء الوطن”:
يخوض رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل إحدى أشرس معاركه، فهو يحاول أن يثبت زعامته داخل تياره وعلى الساحة المسيحية، كذلك فإنه يعمل لأن يكون الممرّ الإلزامي لرئاسة الجمهورية.
خدم الحظّ وعضلات «حزب الله» باسيل لأقصى حدود، ومنحاه كتلة نيابية من 17 نائباً، لكن ما يمكن تأكيده أن هذه الكتلة غير متراصة وقد «تفرط» في أي لحظة، خصوصاً مع مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قصر بعبدا.
لكن حتى تلك اللحظة، لن يتجرّأ أحد من تكتل «لبنان القوي»، بمن فيهم النائب ألان عون، الذي إعترض على طرد زملاء له من «التيار» وأبرزهم النائبان السابقان زياد أسود وماريو عون، على مغادرة البرتقالي، لذلك سيبقى باسيل يلعب لعبة ثاني أكبر تكتل مسيحي بعد «القوات اللبنانية» والحاجة الملحّة لـ»حزب الله» لتأمين الغطاء المسيحي.
وإذا استمرّ باسيل في ابتزاز «حزب الله» ونجح في فرض نفسه مرشحاً رئاسياً، فإن الواقعية تقول هل سينال موافقة إقليمية ودولية، ومن سينتخبه من الحلفاء قبل الخصوم؟
لا تدعم الولايات المتحدة الأميركية وصول باسيل بأي شكل من الأشكال بل إنها فرضت عقوبات عليه، وما ينطبق على واشنطن ينطبق على الرياض التي تعتبر أن باسيل هو حليف «حزب الله» الذي يُشكّل عدو المملكة.
وبالنسبة إلى طهران، فإن موقفها مرتبط بموقف «الحزب» مثلها مثل دمشق التي إنعدم تأثيرها على الساحة اللبنانية لصالح النفوذ الإيراني، وبالتالي فإن باسيل خارج الحسابات الإقليمية والدولية. أما داخلياً، فهنا تكمن المشكلة الأكبر، فـ»حزب الله» الذي نجح بفرض عون رئيساً لا يمكنه إجبار حلفائه على إنتخاب باسيل، علماً أن عون لم يصل إلى بعبدا قبل موافقة كل من «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» والحزب «التقدمي الإشتراكي».
وفي بوانتاج بسيط للأرقام، فإن من يؤيد باسيل هم: تكتل «لبنان القوي» وعدده 17 نائباً، كتلة «الطاشناق» البالغة 3 نواب، وتكتل «حزب الله» الذي يبلغ عدده 15 نائباً، وبالتالي فإن باسيل غير قادر على حصد أكثر من 36 صوتاً، في حين يعتبر الرئيس نبيه بري وتيار «المرده» والنائب السابق وليد جنبلاط وبقية أطراف المعارضة من أبرز المعارضين لوصوله.
من هنا، فإن حظوظ باسيل الرئاسية شبه معدومة وفق الظروف الداخلية والخارجية الموجودة، وإن أقصى ما يستطيع فعله هو الإستمرار بابتزاز «حزب الله» لتحصيل أكبر قدر من المكاسب السلطوية.
والجدير ذكره، أن «حزب الله» لم يعلن حتى الساعة اسم مرشحه الرئاسي وذلك تحسباً من ردة فعل باسيل، ويحاول «الحزب» جمع باسيل وفرنجية مجدداً من أجل التوصل إلى ما يشبه الإتفاق الرئاسي بين الرجلين ومحاولة إقناع باسيل بالتنحي وترك الفرصة لفرنجية، إلا أن حسابات باسيل مغايرة تماماً لحسابات «الحزب» ومصالحه، وبالتالي فإن الغموض الرئاسي حتى داخل الفريق نفسه سيزداد في الأسابيع المقبلة إلى أن تأتي كلمة السر «النووية».