باسيل: السيادة هي رفض دخول مليوني نازح منذ البداية
أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أن “التيار لا يمكنه أن يبقى متفرّجًا وصامتًا وهو يرى عاصمته بيروت تقصف، وأطفالًا لبنانيين يقتلون على يد دولة أجنبية وعدوّة”.
أضاف خلال عشاء لجنة القدامى في التيار: “لا نكون بشرًا إن لم يتحرّك شعورنا الانساني ولم نتعاطف بالحزن والموقف عند رؤيتنا اطفال لبنان في بيروت واطفال فلسطين في غزّة يموتون في هذه الطريقة الوحشية غير الانسانية، ولا نكون سياديين إذا كنا نشاهد وطننا يتهدد من قبل عدو سبق ودمّر لنا بلدنا ويتوعّدنا بإعادتنا الى العصر الحجري ولا ندينه ونواجهه”.
وسأل:” كيف تطال السيادة لدى السياديين الانتقائيين سوريا دون اسرائيل؟”. وقال:” السيادة هي الا تتدخل سوريا في شؤوننا ولا نتدخل في شؤونها ونموّل ونسلّح قلب النظام فيها، والسيادة هي رفض دخول مليوني نازح منذ البداية وليس بعد 13 عامًا”.
تابع: “لهذا نحن المعترضين على ربط لبنان بحروب المنطقة، ونريد تحييّده عن مشاكل ليس له علاقة فيها، لا يمكننا أن نقول إن لا علاقة لنا بمشكلتنا الوجودية مع اسرائيل، ولا يمكننا أن نكون على الحياد في معركة معها، ولا يمكننا الكلام عن موقفنا الرافض للحرب اذا اعتدت اسرائيل وشنّت الحرب علينا”.
ووجّه “تحية محبّة ووفاء للجيش اللبناني البطل في عيده”، وشدّد على أن “التيار والجيش لا يمكن فكّهما عن بعضهما لأن الجيش هو بنية التيار وأساسه”، مؤكّدًا أن “وفاء التيار وتضحيته للجيش اللبناني لا يتغيّران ولا يهتزّان”.
ولفت الى أنه “في حال كانت هناك أي ملاحظات او انتقادات او حتى رفض لتصرّفات خاطئة في القيادة، ان على المستوى القانوني وإن على المستوى السلوكي فهو نتيجة حرص التيار ومحبته للجيش ولأن التيار يريد أن يكون الجيش دائماً منزّهًا وبعيدًا عن الخطأ وعدم اقحامه بالسياسة. وفاؤنا للجيش يترجم بالحرص عليه وقربه من الدستور والقوانين وابتعاده عن الفوضى والخطأ”.
وأشار إلى “توجه داخلي لضم لجنة العسكريين المتقاعدين الى لجنة القدامى في شكل يلتقي القدامى المدنيون بالعسكريين”. وتوجّه الى المجتمعين في العشاء قائلًا: “نحن اساس التيار وانطلاقته، روحه وعصبه والسيادة ليست خطابًا ومزايدةً كلامية بل هي افعال والتزامات وأوضح: ليس كل من رفع شعار السيادة صار سياديًّا، فالسياديون الجدد يلتصقون بالنضال كالفطر ويفضح كذبهم بسرعة”.
تابع: هذا ما حصل معنا في 14 آذار عندما جاء بعض المتطفلين على السيادة ليأخدوا الشعار ويهتفوا به ويسرقوا النضال ويدفعوننا خارجًا ، لكننا بقينا وهم خرجوا لأننا نحن 14 آذار الحقيقيين ونحن ابناء السيادة وامّها وأبوها”.
وأكد أن “الشيء نفسه ينطبق على مكافحة الفساد ومعركة الاصلاح والتغيير، بحيث حمل التيار القضية من الـ 2005 فور عودة الجنرال ودخول الحياة السياسية وقد قاتل التيار لأجلها بجدّ، والجميع حاربوه وشيطنوه بسببها”.
تابع: “عندما جاء الاصلاحيون الجدد في 17 تشرين أرادوا دفع التيار خارجًا وتحميله مسؤولية الانهيار وعندما انتهت اللحظة المطلوبة وانتهى الاستغلال سكتوا، وبقي التيار وحده يواجه الحاكم الفاسد ويقاتل لأجل التدقيق الجنائي ولقوانين استعادة الأموال المنهوبة والأموال المحوّلة للخارج والـ Capital control وكشف حسابات واملاك القائمين بخدمة عامة. الأمر عينه حصل في ملف النازحين السوريين، ففي سنة 2011 كان العدد 3000 فقط”. وذكّر بأن البعض قال إن السوريين لن يخرجوا من لبنان الاّ على جثّتهم.
تابع:” اليوم وبعد 13 عامًا أصبحوا يزايدون بالمطالبة لعودتهم ويتهموننا بالتقصير وقالوا ان السوريين بدأوا بالعودة الى بلادهم عندما تكلّموا هم بالموضوع، وهذا كذب! هؤلاء هم جماعة التوطينيين على الطلب عندما يريد الخارج، وجماعة العودة على الطلب عندما يمسّ بهم”.
وأشار الى أن “القضية بدأت مع كل شهيد سقط لأجل حريّة وسيادة واستقلال لبنان، وكل عسكري استشهد لتضحية وشرف ووفاء، وفاء للقضية وليس للأشخاص”.
اضاف:” قضيّتنا بدأت مع العماد عون في نضاله في حرب التحرير عام ١٩٨٩، وسقط شهداء قبلها وبعدها، وهناك من ناضل قبلها وبعدها. وهناك من استشهد في ١٣ تشرين ١٩٩٠ وأشخاص ناضلوا في ٧ آب وقبله وبعده. وهناك من ناضل للعودة في العام ٢٠٠٥، عودة الوطن للوطن، وآخرون ناضلوا للاصلاح والتغيير. كما هناك من قاتل للحقوق في الحكومة ولقانون الانتخاب وفي الرئاسة، هناك من استشرس لمنع التوطين لنازح او لاجئ، وأشخاص وضعوا حياتهم في خطر ولم يسألوا عن مصالحهم لمحاربة المنظومة التي سرقت لبنان في ١٧ تشرين، وقبل وبعد، وما زالوا يقاتلون”.
وأشار الى أن “التيار الوطني الحر قضيته امتداد لفكرة لبنان الكبير الفريد المتنوّع، وحريّته وسيادته واستقلاله، ودولته وقوانينه ومؤسساته، وعزّة ناسه، بمواجهة كل خطر وجودي مصدره اعداء لبنان وعلى رأسهم العدو الاسرائيلي”.
واعتبر أن ” هذه القضية جميعنا شركاء فيها، اجيال وراء اجيال، وليس فيها قدامى فقط. فالقدامى هم الجيل الأوّل، هم الأوائل ولهم فضل البداية ولكنهم لا ينكرون ويتنكّرون للأجيال التي أتت”.
واوضح انه من القدامى وبدأ يشارك منذ أيام الجامعة ويصعد الى بعبدا، وتطوّع في الجيش وسجن في ٧ آب، وشارك في مراحل التيار، ولم يترك لبنان مرّة ولم يعش خارجًا كما يحاول البعض أن يصوّروا ليجعلوه دخيلًا. باسيل أضاف أن كونه من القدامى، يجعله يتواضع اكثر امام الذين ضحوا بالموت، او بالاصابة الدائمة، او بأي ضرر كبير لحق بهم. ويجعله بخدمة غيره.
و أكد ان الأقدمية في التيار مهمّة ولكنها “لا تعطينا حق على غيرنا وافضليّة على الذين يأتون بعدنا، فالأفضلية تؤخذ بالعمل في التيار والتزامه والتضحيات من أجله. نحن في التيار عملنا يقاس بتواصلنا مع الناس وتواضعنا ومحبّتنا لهم وبالتالي محبّتهم لنا”.
وأكد أن “التزام التيار يحفظ التياريين من التشرذم والفوضى فلا أحد أهم من التيار سواء أكان نائبًا أم مسؤولاً”. وشدد على أن “الانضباط الحزبي هو كالصلاة بالنسبة للراهب”، ولفت الى أن “احترام القرارات الحزبية هو معيار الانتماء الحقيقي والولاء الصادق”.
ودعا الى العمل كقدامى “لجمع بعضنا وحشد كل الطاقات وتجاوز الصراعات الصغيرة لتنشئة الجيل الاتي على الصلابة والوعي وثقافة الالتزام ورفض الإحباط” .
وأكد أنه “طالما أنني في موقع المسؤولية فلن أرضى أن يصيب التيار اي ضعف او تشرذم و سأبقى حريصًا على التنوع والديموقراطية ورافضًا ومانعًا للفوضى والتشرذم”.
ختم:”التيار سييبقى قويًا بقضيّته ونضاله ومبادئه، وفي الجيل الأوّل فيه وفي الأجيال الآتية”.