كتبت “سكاي نيوز عربية”: يوشك العالم على إتمام عامين من أزمة وباء كورونا، لكن ردود الفعل التي تصدر عن الحكومات، إزاء أمور طارئة، مثل ظهور المتحورات الجديدة، ما زالت تتسم بالارتباك، وسط تعاون دولي يوصف بـ”المعيب” وغير الكافي.
ومع ظهور متحور “أوميكرون” الذي قالت منظمة الصحة العالمية إنه يثير القلق، عاد الارتباك ليخيم مجددا على طريقة تعامل الحكومات مع أزمة الوباء، لا سيما في ظل عودة عدة دول إلى إغلاق الحدود أمام الأجانب بشكل مفاجئ، وهو أمرٌ غالبًا ما تصحبه تداعيات اقتصادية وإنسانية.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن التعامل مع الوباء ما زال يجري بتنسيق غير كاف، إلى جانب شح في المعلومات، وتبادل للاتهامات بين عدة أطراف.
أما التطعيم ضد الوباء، فجرى بشكل أفضل في الدول الغنية، وسط تعثر واضح في الدول النامية التي لم تستطع سوى تلقيح نسبة محدودة من السكان، بسبب التنافس الشرس والمحموم على الجرعات المتاحة.
وطالما نبه باحثون وخبراء في علم الأوبئة، إلى أن ترك الدول الفقيرة تواجه مصيرها، بدون لقاحات، سيؤدي لا محالة إلى بروز متحورات أشد خطورة، وعندئذ، سيعود الخطر ليحدق بالجميع، بما في ذلك الدول التي تقدمت في مسار التطعيم.
وتثير المتحورات، مخاوف كبرى، لأنه من المحتمل أن تؤدي الطفرات الموجودة فيها إلى مراوغة الحصانة المناعية التي يحصل عليها الإنسان بفضل التطعيم.
وأعربت جنوب إفريقيا، وهي موطن المتحور الأحدث لكورونا، عن غضب واستياء من قرارات تعليق الرحلات الجوية معها إلى جانب دول مجاورة لها، على اعتبار أنها كانت متعاونة مع المجتمع الدولي، فسارعت إلى تقاسم المعلومة ولم تقم بالتكتم.
ورأى مسؤولون في جنوب إفريقيا أن تعليق الرحلات مع البلاد سيؤدي إلى ضرر اقتصادي فقط، ولن يؤدي إلى كبح المتحور الذي جرى رصده في مختلف القارات.
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن مقاربات التعامل مع أزمة المتحور الجديد اختلفت من قارة إلى أخرى، إذ ثمة دول اختارت التشدد والمسارعة إلى إغلاق الحدود، بينما فضلت أخرى أن تتريث ريثما تكشف البيانات بشأن مدى الخطورة أو الاستعصاء على اللقاحات.
تكرار الأخطاء
وأضحى توالي قرارات إغلاق الحدود أمرًا مألوفًا في العالم، بمجرد ظهور متحور جديد، لكن الأمر سرعان ما يستفحل، فيضحي موجودا في كل دولة، وهذا ما حصل تحديدا في حالة متحور “دلتا” الذي أصبح يشكل غالبية الإصابات في العالم.
لكن المدافعين عن قرارات الإغلاق يقولون إنه لا محيد عن هذا الإجراء “المؤلم” من الناحية الاقتصادية، حتى وإن كان ذا تبعات وخيمة، لأنه يساعد على كسب الوقت وتفادي تدهور الأمور، ريثما تتضح درجة المخاطر القائمة.
وإزاء هذا الوضع، سخرت صحيفة صينية مما اعتبرتها مقاربة غربية غير ناجعة لأزمة كورونا، قائلة إن الغرب احتكر اللقاحات لنفسه “وها هو اليوم يدفع ثمن الأنانية”.
لكن الولايات المتحدة، حاولت تبديد المخاوف العارمة، فقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن المتحور الجديد يبعث على القلق وليس على الذعر.
ويرى لمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن استجابة العالم لهذه الأزمة الصحية بشكل غير منسق، وبتعاون دولي غير كاف، أدى إلى انتشار معلومات خاطئة بشأن الفيروس، إلى جانب حالة من ضعف الثقة.