انتظروا المئة يوم الأولى
![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2024/01/163131Image1-1180x677_d-2-780x470.jpg)
كتب م. عادل الجارالله الخرافي في صحيفة السياسة.
لا شك ان تكليف الشيخ الدكتور محمد صباح السالم برئاسة مجلس الوزراء، اسُتقبل بالكثير من التفاؤل، وهذا دليل على مدى ما تعانيه البلاد من سوء في كل المجالات، غير اننا لمسنا شبه خيبة امل لدى شريحة لا بأس بها من الكويتيين، الذين حكموا على العنوان، من خلال اسماء الوزراء، ولم ينتظروا الجوهر والاداء، وهذا لا شك غير واقعي، لان المطلوب النظر الى الممارسة، اقله في المئة يوم الاولى، ومن ثم الحكم.
مصدر الانتقاد أن الاختيارات غير موفقة فيما يتعلق ببعض الوزراء، وهو مارأت فيه تلك الشريحة عدم اقتناع، لهذا رأينا في الـ”ميديا” تلك النظر السلبية، ورغم ان هذه عادة متأصلة في الكويت، اي الحكم على الاسماء منذ الوهلة الاولى، خصوصا ان اختيارين ليسا على قدر طموح الناس، الا انه لا بد من الانتظار، لا سيما ان معالجة الملفات التي ازدحمت بها وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام، وعرضها امام سمو الرئيس، فور تكليفه، لا يمكن حلها بشخطة قلم.
نعم، هناك جملة مشكلات، وهي تحتاج الى تفكير من خارج الصندوق بعدما فشلت المعالجات العادية، او خضعت لتسويات بين السلطتين، وكانت مصدر انتقاد واسع من الغالبية، بل ان صاحب السمو الامير اضاء عليها في نطقه السامي، ولهذا فان هذه استحقاقات لا يمكن التغاضي عنها، ولا العودة الى المربع الاول، وهنا علينا ان ننتظر طبيعة المسار في العلاقة بين مجلسي الوزراء والامة، وهل سيعود الى ما كان عليه في المرحلة الماضية، او ستفرز الايام تكتلات جديدة، وتطفو المشكلات بينهما على السطح، او ستكون هناك رؤية مختلفة؟
قبل ايام عدة قلنا في مقالة بهذه الزواية، ان علينا النظر بحذر الى المستقبل القريب، فما تركته المرحلة الماضية لا يمكن التخلص من تبعاته في اسبوع او شهر، وايضا علينا اخذ الحسابات النيابية الشخصية في الاعتبار، لان لها ايضا قوتها في عرقلة المسار، لهذا يمكن معرفة اتجاه الريح منذ الجلسات الثلاث الاولى لمجلس الامة التي سيشارك فيها مجلس الوزراء الجديد، رغم التشديد انها ليست كافية.
هذا فيما يتعلق بالعلاقة بين السلطتين، اما في الاداء الوزاري، فعلينا الاعتراف بان مجلس الوزراء الجديد ناقص، اذ لم يعين وزير داخلية اصيلا، اي ان تشكيلة الفريق ناقصة، وان اللاعبين لن يكونوا بكامل جهوزيتهم.
اضف الى ذلك ان الملفات، المحلية والاقليمية، تحتاج الى مزيد من التروي فالظروف معقدة، وهي تضغط على الجميع، واي نجاح في المئة يوم الاولى يمكن البناء عليه، خصوصا فيما يتعلق بالاقتصاد، والبنية التحتية، لكننا نعود ونكرر انه ليس كافيا.
لهذا كله لا بد من انتظار النتائج، فغالبية الوزراء جدد، وهم يتلمسون طريقهم الى وزاراتهم، ومن التجربة يمكن القول ان الطريق وعر، لكن التفاؤل مطلوب، خصوصا اذا كانت النوايا صادقة، أكان في مجلس الامة، او مجلس الوزراء، اذ لا يمكن لاحد ان يعمل على الانتحار سياسيا لانه لا يستسيغ هذا الشخص او ذاك.
كما ان المعرقلين، او الخاسرين يسنون سكاكينهم، وهذا لا بد من اخذه بالاعتبار، خصوصا ان هناك ايحاء بحل مجلس الامة، وان عمر مجلس الوزراء قصير، او هكذا جرى الترويج، وهذا ربما اعاق الشيخ محمد صباح السالم عن الاستعانة بشخصيات متمكنة.