خاصأبرزرأي

انتخاب المجلس البلدي لبيروت يشغل بال القيادات السياسية

حسين زلغوط
خاص – موقع “رأي سياسي”:

بالرغم من ازدحام الملفات والاستحقاقات المحلية والاقليمية والدولية، والتي يوجد من بينها ما هو على قدر كبير من الأهمية كونه يشكل نقطة تحول في أحداث المنطقة، تتجه الأنظار في لبنان الى استحقاق الانتخابات البلدية مع بدء العد العكسي لإنجاز هذا الاستحقاق على 4 مراحل، بدءاً بمحافظة جبل لبنان في 4 أيار المقبل.
وتعطي القيادات السياسية أهمية بالغة لانتخابات المجلس البلدي في العاصمة بيروت والتي ستحصل في الثامن عشر من أيار، والذي يتألف من 24 عضواً، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين بموجب العرف (8 سنّة، 3 شيعة، درزيّ واحد، 4 روم أرثوذكس، 2 موارنة، 2 أرمن أرثوذكس، روم كاثوليك، أرمن كاثوليك، أقليات، وإنجيلي واحد)، كون أن هناك من هو خائف من حصول إخلال في هذا التوازن الطائفي، في ظل طغيان اصوات المسلمين، على الصوت المسيحي، وتبذل هذه القيادات ومن بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري جهودا كبيرة لتفادي إقحام لبنان في أزمة سياسية ذات بُعد طائفي، في ضوء استبعاد تعديل قانون الانتخابات البلدية على نحو يسمح باعتماد اللائحة المقفلة لتوفير الحماية للمناصفة، وقطع الطريق على إخضاعها للتشطيب، من خلال إلزام المقترعين بالتصويت للاّئحة بأكملها، ومنعهم من شطب أسماء واردة فيها.
وقد لمس كل من زار عين التينة في الآونة الأخيرة وسأل الرئيس بري رأيه بالانتخابات أن لديه حرصاً لا يوصف على الحفاظ على المناصفة في العاصمة بيروت وتشديده على التزام “الثنائي الشيعي” بالتصويت للّائحة التي تُعَدّ الأقرب للفوز في الانتخابات.

والبارز في مسألة الانتخابات في بيروت ما بدا يتسرب من معلومات تفيد بأن الرئيس السابق للحكومة يتجه الى اعلان عزوف “تيار المستقبل” عن خوض الانتخابات ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لكن هذا الأمر لم يتأكد بشكل نهائي بعد.

وفي هذا السياق يؤكد مصدر نيابي متابع لمسار الاتصالات الجارية لتجنب بيروت”المعركة الطاحنة” أن عددا من نواب العاصمة من كتل مختلفة كانوا باشروا في التوقيع على اقتراح القانون باعتماد اللائحة المقفلة، لكنهم لم يسجلوا اقتراحهم حتى الساعة لدى الأمانة العامة للمجلس النيابي، بخلاف الاقتراح الذي كان تقدم به النائب وضاح الصادق وزميله في تحالف “قوى التغيير” مارك ضو، وينص على إدخال إصلاحات على قانون البلديات، لا يقتصر فقط على اعتماد اللائحة المقفلة، ويقترحان تأجيل الانتخابات إلى حين إصلاح القانون البلدي.

وتوقع المصدر أن يصرف هؤلاء النواب النظر عن المضي في التوقيع على العريضة، بفعل ضيق الوقت الذي لم يعد يسمح بعقد جلسة تشريعية لتعديل القانون.

وفي رأي المصدر المذكور أن عزوف “المستقبل” عن المشاركة يستدعي من المعنيين الحفاظ على المناصفة وترسيخ العيش المشترك، والقيام بجهد استثنائي غير مسبوق لحث أهل بيروت على الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع والتصويت للائحة المقفلة، لسد الفراغ المترتب عن عزوفه، كونه يشكل أكبر خزان انتخابي في العاصمة.
ويكشف المصدر عن اتصالات تجري يشارك في البعض منها جهات غير لبنانية بغية تجنب أي إخلال مهما كان حجمه بالعرف المتبع أو الإطاحة بالمناصفة، كون أن انتخابات العاصمة لها بعد وطني كبير، وهي تختلف عن المناطق الأخرى التي لا تؤثر نتائج انتخاباتها بالمباشر على المشهد اللبناني العام.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى