تيريز القسيس صعب.
خاص رأي سياسي …
يبدو أن الرسائل التي ارادت ايران ايصالها إلى المراجع الدولية والداخلية عبر جولة وزير خارجيتها اميرعبد اللهيان في المنطقة والتي حطت امس في لبنان وصلت بشكل محترف وديبلوماسي إلى مراكز القرار الدولي والعربي، وباتت اليوم مدار متابعة وترقب لكل الجهود الدولية والاقليمية القائمة.
وقد تلقف متابعون دولييون بإيجابية زيارة وزير الخارجية الايرانية، والكلام الذي صدر عنه في بيروت ودعوته جميع الاقطاب السياسية إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان ملفتا ومهما ما اعلنه” ان بلاده تدعم اي اتفاق بين اللبنانيين، داعيا الأطراف الاجنبية بعدم التدخل في الشأن الداخلي.”
هذه التصاريح توقفت عندها جهات سياسية خارجية تعمل على التوفيق والتسوية بين اللبنانيين، ورات ان كلام المسؤول الايراني موجه إلى اكثر من جهة وطرف، وهو بحد ذاته كلام ديبلوماسي متوازن وغير مستفز وعالي النبرة، وهذا الامر لم نعتاد عليه في التصاريح الرسمية لمسؤولين إيرانيين.
وقال لموقعنا “ان هذه الزيارة يصعب الان تقييم نتائجها او ترجمتها عمليا على ارض الواقع، الا انها بحد ذاتها خطوة متقدمة في الانفتاح الجديد في السياسة الايرانية في المنطقة بعد الاتفاق الايراني السعودي برعاية الصين وعودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين”.
دول منزعجة واخرى مؤيدة
وفي قراءة لبعض دول القرار لزيارة المسؤول الايراني، أعرب مرجع سياسي متابع لملفات المنطقة في باريس في اتصال مع “رأي سياسي” ان زيارة عبد اللهيان إشارة إيجابية ومؤيدة اذا كانت تصب فعلا في إطار تهدئة الاوضاع في الشرق الاوسط وتسهيل الوصول إلى تسويات بعد الاتفاق الذي ابرم مع السعودية.
وقال المرجع ” لقد بدأنا نشعر بعض الإيجابيات في المنطقة، كما بدأنا نلمس ان بدء تنفيذ الاتفاق مع السعودية يسير بخطوات لينة ومن دون اي عقبات تعترضه حتى الان، وهذا الامر يدفعنا إلى الاعتبار ان كل المشاكل والازمات التي تعيشها بعض الدول في منطقة الشرق الاوسط لاسيما اليمن والعراق وسوريا ولبنان، والذي يعتبر النفوذ او التدخل الايراني فيها مؤثرا، قد دخلت اليوم وبشكل جدي طريق التسويات والحلول الديبلوماسية الهادئة لا السريعة.”
وفي نفس الإطار، اعتبر مصدر سياسي ان الولايات المتحدة الاميركية لا تعتبر ان ما يحكى في الغرف المغلقة، يطبق على ارض الواقع، خصوصا وان التجربة الاميركية مع ايران لم تصب يوما في مصلحة الاستراتيجيات الدولية والاقليمية، والدليل على ذلك التعثر المتواصل والجمود على خط المحادثات النووية والتي تشكل معبرا ضروريا والزاميا لاي حل في الشرق الاوسط، عدا عن الصراعات والازمات في سوريا والعراق..والتي كان لايران اليد الطولى فيها.
ويضيف المصدر في اتصال مع “رأي سياسي” انه “لا يمكن طي صفحة النزاعات والصراعات الطويلة مع ايران بشخطة قلم، متغاضين على كل ما سببته من حروب وتدخلات لفرض سيطرتها وحضورها في المنطقة.”
وأضاف “صحيح ان ايران تمكنت من توقيع الاتفاق مع السعودية برعاية الصين وإعادة تعزيز علاقاتها الديبلوماسية، وهذا انجاز بالنسبة اليها، الا ان ذلك لا يعني اطلاقا ان ايران تمكنت من تثبيت قدرتها وقوتها وحضورها كقوة دولية واقليمية.”
وراى أن “الولايات المتحدة تشجع اي مسعى او جهود تبذل دولية كانت أم اقليمية لتخفيف الاحتقان والصراعات والتوصل إلى سلام منشود، إنما ليس اطلاقا على مصلحة دورها وحضورها في الشرق الاوسط.”
لا حل قريب
على الخط الرئاسي، من المتوقع ان يبدأ سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري قريبا في إعادة تحريك جولاته على المسؤولين والقيادات في لبنان توصلا الى حل او تسوية تفضي إلى انتخاب رئيس جديد.
وأكد مرجع في الجامعة العربية أن لا مبادرات او حلول عربية في الشكل والمضمون ما لم تقترن بتوافق سعودي بعدما تبين وتأكد ان من يمسك بزمام هذا الملف السفيران نزار العلولا ووليد البخاري.والدليل على ذلك وجود بعض التكتم وعدم الوضوح في مسار الأحداث، وذلك ربما يعود الى أسباب نجاح المساعي والجهود.
ولفت المرجع العربي الى ان زيارة الموفد القطري قريبا إلى لبنان ربما قد تحمل بعض المعطيات والنقاط الجديدة قد تدفع الى احداث خرق او تقدم ما في الملف الرئاسي، لكن ذلك يبقى في إطار التنسيق والتشاور بين الدول الاعضاء في اللجنة الخماسية من أجل لبنان.
الصدر اعلاه نفى ان دور او وساطة قد تقوم بها الجامعة العربية حاليا من أجل لبنان، الا انه اكد ان المتابعة للتطورات وما للاتصالات مستمرة بشكل دقيق، وان لك الجهود العربية التي تبذل لدفع هذا الملف لم تحرز حتى حينه اي تقدم او خرق ما غفي الجدار التسووي للبنان.