اليورو يبلغ أعلى مستوياته في 4 أشهر

واصل اليورو مكاسبه ليصل إلى أعلى مستوياته في 4 أشهر أمام الدولار الأميركي، يوم الخميس، مدعوماً بارتفاع عائدات السندات الأوروبية بعد إعلان ألمانيا عن صندوق بنية تحتية بقيمة 500 مليار يورو (539.85 مليار دولار) وإصلاح حدود الاقتراض.
وفي المقابل، تراجع الدولار الأميركي ليقترب من أدنى مستوى له في 4 أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، عقب قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منح إعفاء لمدة شهر واحد من الرسوم الجمركية على واردات السيارات من كندا والمكسيك، مما أظهر مجدداً مدى التقلبات السريعة التي يشهدها المشهد التجاري العالمي، وفق «رويترز».
وسجل كل من الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي مكاسب ملحوظة؛ حيث لامس الجنيه الإسترليني أعلى مستوياته في 4 أشهر، بينما ارتفع الدولار الأسترالي إلى أعلى مستوى له في أسبوع، مستفيداً من قوة النمو الاقتصادي المحلي وتعهدات الصين، أكبر شريك تجاري له، بمزيد من التحفيز. ومع ذلك، شهد اليوان الصيني تراجعاً بعد وصوله لأعلى مستوياته في أربعة أشهر.
وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية لدى «كابيتال. كوم»: «شهدت الأسواق الأوروبية تحركات ملحوظة، حيث بدأت الحكومة الألمانية، بعد فترة طويلة من الزمن، في الاستفادة من ميزانيتها العمومية القوية لدعم الاقتصاد».
وأضاف رودا: «لا تزال السياسة التجارية الأميركية تشكل أكبر حالة من عدم اليقين للأسواق، لكن الإعفاء من الرسوم الجمركية على السيارات عزز الآمال بأن تسود العقلانية في البيت الأبيض، بحيث لا تتفاقم التوترات التجارية حتى وإن لم تتحسن».
وعلى صعيد السندات، ارتفعت العائدات الألمانية مع استيعاب المستثمرين لاحتمالات زيادة الاقتراض لدعم إصلاحات الديون، إذ قفزت عائدات السندات لأجل 30 عاماً بنحو 25 نقطة أساس في وقت ما.
وسجل اليورو ارتفاعاً بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 1.0820 دولار يوم الخميس، وذلك للمرة الأولى منذ 7 نوفمبر (تشرين الثاني). كما ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 4.3 في المائة هذا الأسبوع، متجهة نحو تحقيق أفضل أداء أسبوعي لها منذ مارس (آذار) 2009. ومع ذلك، فإن قرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي المرتقب في وقت لاحق اليوم سيخضع لتدقيق واسع؛ حيث من المتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، في حين سيتركز الاهتمام على نطاق ووتيرة التيسير النقدي في المستقبل.
وفي سياق مماثل، ارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.2913 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 11 نوفمبر. وكتب محللو بنك «دي بي إس» في مذكرة للعملاء: «بات جزء من التفوق الاستثنائي للولايات المتحدة في مجال أسعار الفائدة يتلاشى تدريجياً».
وأضاف المحللون: «نعتقد أن الفجوة في السياسات المالية بين الولايات المتحدة – التي تميل إلى التقشف – ومنطقة اليورو – التي تتبنى نهجاً إنفاقياً توسعياً – ستظل عاملاً مؤثراً على المدى المتوسط».
ومع ذلك، حذر المحللون من احتمال حدوث عمليات جني أرباح بعد 3 أيام من البيع المكثف للدولار.
وتراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى 104.09، وهو أدنى مستوى له منذ 6 نوفمبر. في حين استقر الدولار عند 148.83 ين ياباني، وارتفع بنسبة 0.1 في المائة إلى 7.2388 يوان في السوق الرسمية، رغم تراجعه بنسبة 0.7 في المائة خلال الجلستين السابقتين.
وبلغ الدولار الأسترالي 0.63555 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 25 فبراير (شباط). وجاء ذلك في ظل انطلاق الاجتماع البرلماني السنوي للمؤتمر الشعبي الوطني في الصين يوم الأربعاء، حيث أكدت بكين نيتها تعزيز الاستهلاك لدعم النمو الاقتصادي، وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
وفي الوقت ذاته، تراجع البيت الأبيض عن بعض إعلانات الرسوم الجمركية السابقة لترمب؛ حيث منح إعفاءً مؤقتاً لمدة شهر لشركات صناعة السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسيك، شريطة امتثالها لاتفاقية التجارة الحرة السارية.
وتراجع الدولار الأميركي إلى 1.4310 دولار كندي، وهو أدنى مستوى له منذ 26 فبراير، كما استقر عند 20.4330 بيزو مكسيكي.