الوهج السعودي في قمة الهند.
كتب حمود أبو طالب في صحيفة عكاظ.
الضوء لا يُسلط عليك من الآخرين إذا لم تكن أنت مضيئاً بأعمالك، هكذا يمكن تفسير الحضور المتوهج للمملكة في المحافل الدولية المهمة التي تُتخذ فيها القرارات التي تحدد مسارات مستقبل العالم، وعندما يكون المسؤول الذي يمثل المملكة في هذه المحافل يتمتع أيضاً بوهج ذاتي خاص وقدرة متميزة على طرح الملفات التي يحملها وإقناع الآخرين بها، فإن النتيجة هي تركيز اهتمام العالم بشكل كثيف على المبادرات النوعية التي اعتادت المملكة إطلاقها في القمم العالمية، كما حدث قبل يومين في قمة مجموعة العشرين التي عُقدت في الهند.
المملكة لا تطرح ملفاً مهماً في أي قمة إلا بعد دراسته عميقاً من كل جوانبه، والتأكد أن إمكاناتها المختلفة كفيلة بنجاح فكرته، وأنه سيصب في النهاية في مصلحة دول العالم بالإضافة إلى مصلحتها الخاصة، وهي تفعل ذلك باعتبارها شريكاً عالمياً قوياً وموثوقاً في تحقيق طموحات الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة. لقد فاجأ ولي العهد العالم في قمة الهند بإعلانه عن توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع «الممر الاقتصادي» لربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا. وأشار إلى أن المشروع سوف «يسهم في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية، وربط الموانئ، وزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية».
وأضاف أن المشروع يتضمن «مد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين؛ لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية».
هذا حدث عالمي إيجابي بامتياز يبعث بعض التفاؤل في ظل الغيوم السوداء التي تغطي العالم، والمملكة بذلك تثبت أن دورها في مجموعة العشرين خصوصاً، وفي العالم عموماً، ليس هامشياً أو رمزياً وإنما دور قيادي فاعل ومؤثر تؤهلها له قدراتها وإمكاناتها ومبادئها السياسية وقيمها الإنسانية.