أبرزرأي

الوعود في تحقيق المطالب تذهب ادراج الرياح

باسم المرعبي: ناشر موقع “رأي سياسي”:

لطالما كانت المناطق النائية في لبنان تعاني على مّر السنين من غياب الدولة عنها وافتقادها لابسط مقومات الحياة، على مستوى الانماء والصحة والتعليم وما الى ذلك من أمور يفترض بأي دولة ان تؤمنها لمواطنيها على مختلف اراضيها.
ولعّل منطقة عكار تكاد تكون من اكثر المناطق حرمانا نتيجة اهمال الدولة لها، ونتيجة تقاعس وزرائها أو نوابها او الفعاليات فيها عن ممارسة الدور المنوط بهم في هذا المجال، مع العلم ان هؤلاء خلال حملاتهم الانتخابية يغدقون الوعود الكثيرة ويوهمون ناخبيهم بأنهم سيعملون على تحسين اوضاع مناطقهم وانتشالهم من حال الحرمان الموجودين فيه، وبالطبع كل هذه الوعود في تحقيق المطالب تذهب ادراج الرياح منذ اليوم الاول لدخولهم مقر مجلس النواب او مقر مجلس الوزراء، ويستثنى من هؤلاء بعض النواب والفعاليات والشخصيات في المنطقة التي لا يستطيع أحد أن ينكر عطاءاتهم واهتمامهم بأمور الناس ولهم بصمات انماىية واضحة.
ومنذ ان بدأت الأزمة المعيشية والإجتماعية بالتفاقم على مساحة لبنان ومنها عكار لوحظ دور فاعل لأحد الأحزاب البارزة في لبنان والبعيدة عن البيئة الموجودة في القرى والبلدات العكارية وبدأ يسد الفراغ الموجود نتيجة غياب الدولة، فأخذ على عاتقه تقديم يد العون لكل المواطنين من دون النظر الى طوائفهم ومذاهبهم، وتقديم المساعدات لم يقتصر على المواد الغذائية والفواتير الاستشفائية والطبابة لمن هو بحاجة، بل تجاوزت ذلك الى قطاع التعليم والمساعدة في شراء وتركيب الواح الطاقة الشمسية في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فعند وقوع ازمة المحروقات بادر هذا الحزب الى تأمين هذه المادة الى مختلف المناطق اللبنانية وكان نصيب عكار ومنطقة الشمال من هذه المساعدات كبير جدا، حيث تمت تلبية حاجات المواطنين من هذه المادة التي كان لإفتقادها بالغ الاثر على كافة القطاعات، وهذا لا يزال قائما في مجال مساعدة ضخ المياه من الآبار الارتوازية بسبب شح المياه والانقطاع الدائم للتيار الكهربائي. واكثر من ذلك خلال ازمة “كورونا” توقف عمل الصيادين واستفحلت هذه الازمة وعانت بعض عائلات الصيادين الجوع مما استدعى مناشدة الدولة والمغتربين في المنطقة لمساعدة هؤلاء فلبى هذا الحزب ايضاً النداء وقدم ما يلزم من مساعدة لهم لجهة تأمين المازوت لقواربهم الامر الذي لاقى انذاك صدى ايجابيا لدى من يعولون الاف العائلات ومنها الأكثر فقرا.
ان هذا السرد لهذه الوقائع ليس لتوجيه الاتهام بالتقصير لأي جهة، او التطبيل والتزمير لهذا الحزب او ذاك من اية طائفة كان، لكنها كلمة حق تقال تجاه من يشعر بآلام الناس ويعمل على اعانة اي محتاج من دون النظر الى طائفته او مذهبه، وان جل ما هو مطلوب ان يكون ما يحصل على هذا المستوى فاتحة خير لإعادة اللحمة والاندماج على المستوى الاسلامي بمختلف المذاهب، وان ترمم العلاقة بين هذه المذاهب التي اصيبت ببعض الخدوش لاسباب سياسية او غيرها، لأن في ذلك استمرارية للوطن والمواطنين.
كما انه لا بد من الدعوة لعدم توظيف البعض لهذه التقديمات في العمل السياسي، وحصر الموضوع في بعده الاخلاقي والانساني لا اكثر ولا أقل، وقطع الطريق امام اي طابور خامس ومنعه من الدخول من هذا الباب لاثارة النعرات وضخ روح الكراهية بين ابناء القرية او البلدة الواحدة والعمل على التفرقة، لا بل يجب ان يكون ما يقدمه هذا الحزب محط ترحيب وشكر، ومحطة انطلاق للمزيد من الوحدة في هذا الظرف الخطير الذي يشهد فيه لبنان تهديدا اسرائيليا، وأزمة رئاسية وتدهور متفاقم في الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
واختم لأقول ان ما يجري في عكار يجب ان يكون حافزا يقتدى به فتقوم الشخصيات والفاعليات القادرة من ابناء المنطقة بلعب دورها في خدمة مواطني هذه المنطقة ان عبر مساعدات عينية او بتنفيذ مشاريع انمائية وحياتية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى