الوردات يشرح ل”رأي سياسي” واقع الأمن الغذائي في لبنان …
لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي…
تفاقم الازمة المالية والاقتصادية بشكل متسارع وارتفاع معدل التضخم، ادى الى تأثر تلقائي ومباشر على معظم المواد الاستهلاكية وزيادة كبيرة في أسعارها، لا سيما منها الغذائية الأساسية، هذا الامر أدى الى عجز شريحة كبيرة من المواطنين عن تأمين ادنى مقومات الحياة، في الوقت التي لا تزال الحلول العملية غائبة لوقف النزيف الاقتصادي والمالي المستمر، بحيث بات حوالي 3 مليون شخص في لبنان بحاجة الى مساعدات غذائية.
من هنا، فان معظم التقارير الدولية تتخوف من زيادة نسبة الفقر في لبنان، بعدما تحول عدد كبير من المواطنين بفعل الازمة من الطبقة المتوسطة التي كانت تعتبر من اكبر الطبقات الاجتماعية عددا الى الطبقة الفقيرة.
وفي هذا السياق، وللاطلاع على دور المنظمات الدولية للتخفيف من اثار الازمة على اللبنانيين، خص ممثل ومدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في لبنان الدكتور عبد الله الوردات موقع “راي سياسي” بحديث خاص عن الواقع اللبناني والمساعدات التي تقدمها المنظمة لتخفيف عبء الازمة.
بداية يشرح الوردات دور البرنامج فيؤكد انه وبسبب الظروف الصعبة الذي يمر بها لبنان وانعدام مستوى الامن الغذائي، يقوم البرنامج بتقديم الدعم والمساعدة الى مليون و٤٠٠ الف لبناني، يندرجوا في مستوى انعدام الامن الغذائي، والذي يطلق عليه مستوى ٣و٤، مما يعني اننا بحاجة الى مساعدات إنسانية طارئة، لإيصالها الى هذه الشريحة من المواطنين، لانهم في حال لم يتلقوا المساعدات المطلوبة، يصبح وضعهم صعب للغاية، بحيث لا يعد بمقدورهم الحصول على قوت يومهم، وبالتالي تلبية احتياجاتهم الأساسية الضرورية ، مشيرا الى ان البرنامج حاول منذ عاميين زيادة مساعداته وهذا ما حصل بالفعل، لافتا الى ان البرنامج يساعد حاليا ٧٠٠ الف لبناني، تتوزع ما بين مساعدات نقدية مباشرة، او مساعدات عينية من خلال تقديم سلل غذائية تذهب للعائلات المحتاجة.
وعن المساعدات الغذائية المقدمة، فيلفت المسؤول الاممي الى ان المنظمة تقوم بتسليم العائلات المحتاجة مساعدات غذائية تحتوي على كمية من مواد اساسية، تلبي الاحتياجات الضرورية لكل المواطنين، تحديدا الأرز، زيت نباتي، معكرونة، سكر، تونا، رب البندورة والملح ، كاشفا ان سعر مجموع هذه المواد لا يقل عن ٩٠ دولار، واعلن عن استمرار تقديمها بشكل دوري شهريا، طالما هناك تمويل من الدول المانحة لهذه المساعدات التي تلبي حاجة ٨٠ الف عائلة، أي ما بين ٣٥٠ الف فرد الى ٤٠٠ الفا، ولفت الى ان البرنامج يشتري جزء من هذه المواد من السوق المحلي وبعضها الاخر من تركيا.
وحول كيفية الاستفادة من هذه المساعدات أشار الوردات، الى انه عند بدء الازمة الاقتصادية وفي مرحلة انتشار وباء “كورونا “، تم التفكير بهذا المشروع ليكون مؤقتا حيث كان من المقرر ان يتوقف في شهر اذار العام ٢٠٢١، ولكن للأسف فان الأوضاع ازدادت تفاقما فبات من الضروري الاستمرار بالمشروع.
وأوضح انه في العام ٢٠٢٠ تم اطلاق نداء مباشر لتسجيل المواطنين المحتاجين عبر موقع البرنامج الإلكتروني ، وساعدت البلديات والجمعيات في هذه العملية .
وأشار الى ان عدد من الموظفين التابعيين للمنظمة يقومون بزيارات ميدانية للعائلات المستفيدة من برنامج المنظمة، من اجل التأكد من أوضاع المواطنين وتعبئة الاستمارات المخصصة لذلك، لافتا الى ان المشروع ينفذ بشكل مباشر من قبل منظمة الأغذية العالمية.
اما فيما يتعلق بالمساعدات المادية ، اعلن الوردات ان الشريحة التي تستفيد من هذه المساعدة، لا تستفيد من مساعدات “السلل” الغذائية، لان هدف البرنامج هو الوصول الى اكبر شريحة من المواطنين التي تحتاج الى المساعدات، كاشفا عن ان هناك ٣٥٠ الف فرد، أي معادل ٧٥ الف عائلة تتم مساعدتهم ماديا وبشكل شهري بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ضمن مشروع “الاسر الأكثر فقرا” ، حيث تستفيد هذه العائلات من مساعدات مالية وتحديدا بالدولار الأميركي، مشيرا الى ان كل فرد من الاسرة يستفيد بمبلغ ٢٠ دولار بالشهر، مقابل مواد غذائية، كما تمنح كل عائلة مبلغ ٢٥ دولار لتلبية الحاجات الأخرى غير المواد الغذائية، لافتا الى ان تمويل هذا المشروع متوفر حتى الربع الأخير من السنة الحالية.
وتمنى ممثل برنامج الغذاء العالمي ان تستمر الدول المانحة بتقديم المساعدات المطلوبة الى المنظمة، الى حين استقرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان والحصول على مستوى دخل مقبول.