رأي

الوحدة الوطنية

كتب مسفر النعيس في صحيفة الراي.

لايكاد يخلو خطاب لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، إلا وتضمن التوجيه بعدم المساس بالوحدة الوطنية التي تعتبر مصدر القوة والسياج الذي يحمي الكويت لمجابهة التحديات؛ فهي تمثل قمة الأولويات، والتمسك بها يفوت الفرصة على دعاة الفرقة ومثيري الفتنة الذين يحاولون جاهدين خلط الأوراق وترويج الإشاعات وتحريف الأقوال وترويع الناس والتذمر والتشكيك في الولاء. دائماً تمثل نبراساً، وتلامس الواقع، وتوجيهاته دروس يستفاد منها.
التحذير الحكومي مما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي خير دليل على أن القيادة السياسية والحكومة واعية للتحركات المدروسة والتي تُدار تحت أسماء وهمية وخطط ممنهجة لمحاولات ضرب وزعزعة الوحدة الوطنية، ولكن بفضل الله، ثم تماسك المواطنين والتفافهم حول القيادة الحكيمة دائماً ما تفشل تلك المحاولات اليائسة.

المتابع عن قرب لما يحدث في السوشيال ميديا، يُدرك جيداً أن المواقع والتطبيقات متاحة لكل عاقل وحاقد وطفل وشاب وكبير سن، فهو فضاء مفتوح لا يمكن حصره بشكل مباشر وإيقافه، سوى برقابة ذاتية تتمثل في كلمات ومشاركات راقية ومتزنة وإيجابية تبني ولا تهدم، تنتقد بشكل إيجابي ولا تجرح، تُشيد بالإنجاز، وتوضح مكامن الخلل، تقدم النصح ولا تفضح، تضع مخافة الله نصب عينيها، وتعتبر مصلحة الوطن وازدهاره أولى أولوياتها.

اليوم، بكل أسف، أتابع ببعضٍ من الصمت والألم والاستغراب، ما يحدث من تراشق بين بعض أبناء الوطن الواحد الذين درسوا مع بعض وعملوا معاً وخدموا في التجنيد الإلزامي، وسكنوا بجانب بعض، ودافعوا عن بلدهم وقت المحن، أتابع بعضاً منهم وقد تجرد من وطنيته، وأصبح يكيل التهمأ ويصنف أبناء الوطن الواحدأ ويبث الإشاعاتأ ويُلغي كُل من يخالفه الرأي، ويشرّق ويغرّب في تغريداته ومنشوراته، فهو بذلك يزعزع الوحدة الوطنية، ويجرح الكثير، ويشكك في ولائهم، كل ذلك من أجل الحصول على زيادة متابعين، ومن أجل أن يُشار إليه بالبنان بأن لديه الخبر اليقين، فكم أتمنى أن تُفعّل الأدوات القانونية، ويأتي قانون الإعلام الإلكتروني بشكل حازم وشامل؛ من أجل القضاء على الشوائب في وسائل التواصل، وأعتقد أن أهمها يتمثل في عدم منح تراخيص صُحف إلكترونية إلا لأصحاب الاختصاص من إعلاميين وصحافيين، وتوثيق حسابات الأشخاص في منصة إكس، وتشديد الرقابة على وسائل التواصل التي يستغلها البعض في ضرب الوحدة الوطنية، والله من وراء القصد.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى