رأي

الوجبات السريعة بين أمريكا وألمانيا

كتب حسن مدن, في “الخليج”:

خبر صادفنا عن مطاعم الوجبات السريعة، سنأتي عليه أدناه، أثار في النفس الفضول، لتقصي بدايات هذا النوع من المطاعم التي باتت مظهراً من مظاهر الحياة الراهنة على مستوى العالم، والتي تستقطب شرائح واسعة من سكّان المعمورة، خاصة الأجيال الشابة منهم، كونها تؤمن وجبات تحرص على أن يكون مذاقها طيباً، لكن أهم ما يميزها هو سرعة تحضيرها، وقابليتها أيضاً للأكل السريع، فهي تأتي على شكل ساندوتشات يجري تحضير كميات كبيرة منها، ما يجعلها جاهزة عند الطلب، ولا يُتطلب وضعها في صحون، ولا الجلوس أمام طاولات الطعام. يمكن لطالبها أن يتناولها حتى وهو يقود سيارته، ورغم النصائح الطبية المتوالية، عمّا تسببه هذه الأطعمة من ضرر على صحة الإنسان، إلا أن هذا لم يحدّ من الإقبال عليها.

تفيدنا حلالة المشاكل عند الضرورة، «ويكبيديا»، رغم المآخذ على بعض حلولها، أن تاريخ هذا النوع من المطاعم بدأ في أمريكا، وتحديداً في 7 يوليو/تموز 1912، عندما اُفْتُتِحَ مطعم للوجبات السريعة باسم «أوتومات» في نيويورك. حسب الموسوعة، لم يكن هذا المطعم أكثر من كافتيريا تُجهّز فيها الوجبات خلف نوافذ زجاجية وفتحات صغيرة تعمل بواسطة وضع القطع النقدية، وتمّ ذلك على يد رجلين، اسم أولهما جوزيف هورن، وثانيهما فرانك هاردارت، قاما بافتتاح أول مطعم «أوتومات» في فيلادلفيا باسم «هورن وهاردارت» عام 1902. «الفرع الذي افتتحاه خلق ضجة كبيرة. ثم بنيت العديد من مطاعم «أوتومات» في مختلف الولايات، لتلبية الطلب الزائد»، ويومها شاعت عبارة توسلتها هذه المطاعم شعاراً لها، تقول: «عمل أقل للأمهات».
مرّت العقود، وتناسلت مطاعم الوجبات السريعة، ها نحن أمام أسماء كثيرة ومعروفة باتت عناوين معروفة للوجبات السريعة. لكن الألمان لا يوافقون على أن ريادة هذا النوع من المطاعم تعود إلى أمريكا، وإنما ينسبون الفضل في ذلك إلى أنفسهم، فإذا كان التاريخ المعلن لظهورها في أمريكا لا يتجاوز عام 1902، فإن الألمان يتحدثون عن كشك صغير للنقانق في ولاية بافاريا، اسمه «فورستكوشال» يقولون إنه موجود منذ أكثر من 500 عام، ولكن المبنى السابق كان موجوداً منذ فترة طويلة.
حسب موقع «دي. دبليو» الألماني، فإن المبنى الجديد للمطعم الذي لا يزال موجوداً حتى اليوم، وتمّ بناؤه عام 1651، وهو أقدم مطعم للوجبات السريعة في العالم، وما زالت فيه أشياء كثيرة على حالها حتى اليوم: شواية الفحم المفتوحة، والنقانق محلية الصنع، والملفوف المخلل من قبو التخمير الشهير، وصلصة الخردل المصنوعة وفق الوصفة التاريخية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى