الهند لن تكون حليفا للولايات المتحدة أبدا!
جاء في مقال للكاتب برخا دوت في صحيفة “واشنطن بوست”:
الأمريكيون لن يكونوا ساذجين ويعتقدوا أن الهند تميل إليهم ولديها قواسم مشتركة معهم.
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضيف البيت الابيض، لكن هذا الضيف سبق وأن رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول إلى أراضيها. وإذا كان يبدو الأمر لبعض الواهمين من الأمريكيين أن الهند تميل إلى الولايات المتحدة فسيكون من السذاجة تصديق ذلك. فالهند لن تكون حليفا للولايات المتحدة أبدا، خاصة أن الذاكرة الجماعية للهند تغص بإهانات الاستعمار وتحثّ القيادات على السعي لتحقيق مسار مستقل وبناء علاقات متعددة، وفق وزير الخارجية جايشنكار.
تحتفظ الهند بالحق في مغازلة روسيا وإيران وحتى الصين إذا كانت مصلحتها الوطنية تقتضي ذلك. وسبق أن رفضت الهند تلبية رغبات واشنطن، فحين طلبت واشنطن من نيودلهي إرسال قوات إلى أفغانستان رفض الجيش الهندي الطلب. وكان موقف الهند من غزو العراق رافضا ولم يقدم الدعم العسكري. واليوم تتدفق واردات النفط الروسي إلى الهند لتحطم الأرقام القياسية. ولن تهاجم الهند الكرملين أبدا في الوقت الذي تمثل فيه روسيا المورد الرئيسي للأسلحة والمواد الخام الثمينة.
ورغم علاقة الهند الحساسة بالصين فقد أجرت الهند 18 جولة مباحثات مع الصين لإنهاء النزاع الحدودي. ولا تزال الهند شريكا رئيسيا في بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية المدعوم من بكين، كعضو مؤسس، وتمتلك الهند ثاني أكبر عدد أسهم من التصويت بعد الصين.
صحيح أن هناك قواسم مشتركة مع الهند لكن العلاقة ليست رومنسية. فالهند توافق على ضرورة احتواء انتشار الصين في جنوب آسيا والمحيط الهندي، لكن دعونا لا نخلط بين التعاون الاستراتيجي لتحالف طويل الأمد مع عالم متعدد الأقطاب حيث ستبدو الهند قطبا وليس شريكا حصريا.
ان الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.