أبرزرأي

“الهايكنغ” يُدخل الطاقة الإيجابية ويقضي على الضغوطات النفسية.

لينا الحصري زيلع

خاص رأي سياسي

نشطت في الفترة الأخيرة رياضة المشي في الطبيعة او ما يسمى “بالهايكنغ”، حيث باتت هذه الرياضة الجديدة القديمة المتنفس الوحيد ربما للمواطن اللبناني، في ظل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فالهروب الى الطبيعة قد يكون افضل مكان للتخلص من سلبيات الحياة وضوضاء المدينة، من خلال التمتع باللوحات الطبيعية الذي صورها الخالق سبحانه وتعالى، فمن خلال هذه الرياضة يمكن اكتشاف جمال المناطق اللبنانية، و التي لا يمكن معرفتها الا من خلال السير على الاقدام.

وحول هذه الرياضة والاقبال عليها تقول كرمى الدنا لموقع “رأي سياسي” عن عملها كمنظمة من اكثر من عشرين سنة لمجموعات تمارس هذه الرياضة: “بسبب حبي وشغفي للطبيعة، قررت العمل على تنظيم رحلات مشي لاستكشاف كافة المناطق اللبنانية، مما زادني عشقا لهذا البلد من خلال التعرف اكثر على جمال طبيعة لبنان الفائقة الوصف، حيث نقوم بزيارة أماكن لا يمكن الوصول اليها سوى عبر الاقدام، وقد اكتشفنا اثناء المشي العديد من المغاور الطبيعية والجسور القديمة والاثار التاريخية”. ولفتت عن زيارتها مع مجموعتها لكافة المناطق اللبنانية دون استثناء، مشيرة الى ان لكل منطقة وقرية وبلدة خصائص ومميزات تختلف عن الأخرى، إضافة الى التعرف على عادات المناطق ومنتوجاتها الخاصة، واطباقها الصحية حيث نقوم أحيانا بتناول وجبات الطعام التقليدية في بعض المناطق.
وردا على سؤال تقول: “بالنسبة لنا فإن رياضة المشي نمارسها طوال السنة تقريبا، باستثناء أيام قليلة من فصل الصيف الحارة، رغم اننا نسير خلال هذا الفصل في بعض الجرود الواسعة، كما اننا نقوم بالمشي في أوقات مغيب الشمس للتمتع من على قمم الجبال العالية بهذا المشهد المميز”، واذ تعتبر ان لكل فصل جمال مختلف تقول: “مثلا في فصل الخريف يكون المشي مريح بسبب بدء برودة الأجواء وسط تساقط أوراق الشجر ذات الألوان الساحرة، اما في فصل الشتاء فإننا نمارس رياضتنا على الثلج، إضافة الى المشي في بعض البلدات الساحلية، اما بالنسبة الى فصل الربيع فله طابع خاص، من حيث انواع والوان الزهور والأشجار، مع التمتع بمناظر الينابيع والشلالات التي تكون متدفقة في هذا الموسم.”
وتشدد الدنا “ان رياضة المشي تعمل على المساعدة للتخلص من الضغوط النفسية، من خلال الابتعاد عن المدن وازدحامها والتلوث التي نتعرض له”، مشيرة الى ان رحلاتها الى الطبيعة أسبوعية وتحديدا في كل يوم الثلاثاء، ولفتت الى ان معظم رواد هذه الرياضة هم من السيدات اللواتي يرغبن في استكشاف جمال لبنان من خلال المشي، وتكشف الى ان الاقبال على “الهايكنغ” هو من كافة الاعمار بما فيهم كبار السن، وتعتبر ان من يشارك مرة في هذه الرياضة يصبح مدمنا عليها، وينتظر أسبوعيا الخروج الى الطبيعة من اجل حصوله على الطاقة الإيجابية.
وتشير الى اهمية الالتزام بارتداء الأحذية والالبسة الخاصة بهذه الرياضة، وكذلك الاستعانة بعصي المشي التي تساعد كثيرا في تسهيل ممارسة هذه الرياضة.
وتوضح الى انه في كل “مشوار” هناك دليل يرافق المجموعة و يكون مختص في المناطق، كما انه يقدم المساعدات اللازمة في حال حصول اي حادث، ويشرح طبيعة وتاريخ ومميزات المنطقة التي نقوم بزيارتها.
ودعت جميع الفئات العمرية للقيام بهذه التجربة الممتعة، معتبرة ان الخروج من المنزل بهدف التسلية ليس محصورا فقط بارتياد المطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية والحياة الروتينية، فمن المفيد لدى اي شخص استكشاف جمال الطبيعة وسحرها المميز الذي لا يوصف، ودائما اقول ان هناك خطوة أولى يجب ان نبدأ بها.
وتشير اخيرا الى ان رياضة المشي متنوعة فمنها السهل ومنها المتوسط، واحيانا يكون المسلك الذي نسلكه في رحلتنا اكثر من متوسط حسب المنطقة التي نزورها.
تجارب شخصية

وعن هذه الرياضة وفوائدها تقول السيدة هنادي شحرور لموقعنا: “من الملل والضجر الى ادمان وشغف، هذه هي حكايتي مع رياضة المشي، بدات “بكزدورة وصورة “، وبعدها أصبحت الداء والدواء، بالمختصر هي غذاء روحي وجسدي، كنت اجهله الى حين تعرفت الى مجموعة حولت هذه الرياضة الى رمز من رموز السياحة في لبنان، كان انضمامي في البداية خجولا الى ان اصبح ادمانا وواجبا ضروريا، كما سمحت لي هذه الرياضة للتعرف على اشخاص من كافة المناطق والاعمار، اضافة الى اكتشاف بلدي من كل جوانبه الجميلة، حيث كنت اجهل هذا البلد الصغير، الذي يحتوي على الكثير من الجمال والطبيعة التي لم اكن اتوقعه”.

اما السيدة ليلى فخر الدين وهي ام وجدة تقول: “انا من الأشخاص الذين يعشقون الطبيعة، كنت اعمل في قطاع مختص بالزهور، وخلال مشاهدتي لصور عن رياضة المشي، كنت أتمنى ان امارس هذه الرياضة، ولكن كنت خائفة ان يقف سني عائقا امام امنيتي ، ولكن بعد تشجعي من قبل بعض الصديقات اللواتي يمارسن هذه الرياضة، بدأت رحلتي الأولى بزيارة جبل موسى، وكانت رحلة لا توصف، ومن ذلك اليوم بدأ حلمي يتحقق، كما انها غيرت الكثير من حياتي، واللافت انني دائما اكون محور انتباه من زميلاتي في المشي، باعتباري من اكبرهن سنا ، ولكن اؤكد انني بت اعشق هذه الرياضة رغم بعض المعاناة الصحية التي كنت اعاني، فهي تُدخل الطاقة الإيجابية، لذلك فانا انصح الجميع القيام بهذه التجربة في اي عمر كانوا.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى