اقتصاد ومال

النفط يحسن من وضعه في ختام أسبوع متوتر.

زادت أسعار النفط نحو 1.5 في المائة، يوم الجمعة، مع ارتفاع الدولار قبيل خطاب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) المرتقب بشدة للحصول على مؤشرات حول مسار أسعار الفائدة.

وبحلول الساعة 1006 بتوقيت غرينتش، زاد خام برنت 1.19 دولار، أو 1.43 في المائة، إلى 84.55 دولار للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.10 دولار، أو 1.39 في المائة، إلى 80.15 دولار للبرميل.

وعلى مدار الأسبوع الجاري، تراجعت أسعار النفط تحت ضغط التباطؤ الاقتصادي الصيني والبيانات الاقتصادية المحبطة من كبرى الاقتصادات حول العالم.

والجمعة، أدى حذر المستثمرين قبيل خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول إلى رفع الدولار، الذي يعد ملاذاً آمناً، إلى أعلى مستوى في 10 أسابيع، في أكبر مكسب له خلال شهر، إذ تنتظر الأسواق أي مؤشرات حول المدة التي ستبقى فيها أسعار الفائدة مرتفعة.

وقال يب جون رونغ، محلل الأسواق لدى «آي جي»: «لا شك أن التوقعات بشأن سياسات مجلس الاحتياطي ستكون القوة الدافعة الرئيسية للأسواق في الفترة المقبلة». ويزيد ارتفاع الدولار تكلفة النفط بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ما يؤثر سلباً على الطلب.

ومن ناحية أخرى، توقع بنك مورغان ستانلي استمرار نقص المعروض خلال بقية هذا العام، لكنه يتوقع تباطؤ الطلب في عام 2024، ما يؤدي إلى زيادة متواضعة في المعروض في أوائل العام المقبل… ومع ذلك قال جون إيفانز، من شركة «بي في إم» للسمسرة في النفط، إن احتمال حدوث عجز في المعروض ليس حتمياً.

ومن المتوقع استمرار المحادثات بين تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل بشأن صادرات النفط الخام من شمال العراق بعد فشل المسؤولين في التوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ويتوقع محللون عدة أن تمدد السعودية تخفيضات الإنتاج الطوعية التي تبلغ مليون برميل في اليوم لشهر ثالث على التوالي لتشمل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر تجارية عدة إن ارتفاع أسعار خام روسي رائج يباع في الصين في طريقه نحو الوصول للذروة قريباً، مع تحول المزيد من المصافي المستقلة على الأرجح إلى أنواع أرخص من النفط القادم من إيران، التي رفعت صادراتها إلى أعلى مستوى منذ 4 أعوام ونصف العام في أغسطس (آب) الجاري.

ودفعت تخفيضات الإمداد في مجموعة «أوبك بلس» وقوة الطلب من المصافي الصينية الكبيرة على النفط الروسي إلى بيع مزيج «إسبو» الذي يجري تصديره من ميناء كوزمينو على المحيط الهادئ بأقل نسب خصم منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وقال مصدران تجاريان إن تداول الخام الخفيف منخفض الكبريت تسليم أكتوبر بدأ هذا الأسبوع، وأبرمت أول صفقة بخصم دولار تقريباً للبرميل عن خام برنت في بورصة إنتركونتننتال على أساس التسليم قبل الشحن إلى الصين، ارتفاعاً من خصم بنسبة 1.80 دولار تقريباً للبرميل لشحنات سبتمبر (أيلول). وكانت شحنات خام «إسبو» تطرح بخصومات لا تتجاوز 50 سنتاً قبل هذه الصفقة.

وقال أحد المصادر: «كنا نتوقع أن تواصل أسعار خام إسبو الزيادة كما شهدنا في الشهرين الماضيين. لكن الآن نعتقد أن ارتفاع الأسعار قد يكون بلغ ذروته مع احتمال تحول بعض المصافي لشراء النفط الإيراني».

وذكر مصدر إيراني مطلع أن صادرات بلاده من النفط قفزت إلى نحو 1.6 مليون برميل يومياً في أغسطس، أو أدنى بقليل من مليوني برميل يومياً إذا شملت المكثفات.

وأدت وفرة الإمدادات إلى زيادة نسب الخصم للخام الإيراني الخفيف إلى نحو 13 دولاراً للبرميل عن خام برنت في بورصة إنتركونتننتال في الصين على أساس التسليم، مقارنة مع نحو 10 دولارات للبرميل في العام الماضي، في حين قفزت أسعار درجات خام منافسة مثل خامي الأورال وإسبو الروسيين.

ووفقاً لتقديرات شركة فورتيكسا لتحليل البيانات، فإن واردات الصين من النفط الإيراني ستبلغ نحو 1.2 مليون برميل يومياً في أغسطس، وهو أعلى مستوى هذا العام، في حين تقدر شركة «كبلر» لبيانات تتبع السفن الواردات عند 559 ألف برميل يومياً حتى الآن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى