النفط لمكاسب أسبوعية وسط مخاوف مفتوحة لكل الاحتمالات.
وسعت أسعار النفط مكاسبها أمس الجمعة متجهة صوب تسجيل زيادات للأسبوع الثاني على التوالي، وسط تزايد المخاوف من توسع نطاق صراع إسرائيل وغزة في الشرق الأوسط، وبالتالي تعطل الإمدادات من واحدة من أكبر مناطق إنتاج الخام في العالم.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.06 دولار أو 1.15 في المائة إلى 93.44 دولار للبرميل بحلول الساعة 1456 بتوقيت غرينتش، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 82 سنتا أو 0.92 في المائة إلى 90.19 دولار للبرميل.
ويتجه كلا العقدين لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني، إذ أدى انفجار في مستشفى في غزة هذا الأسبوع والغزو البري المتوقع للقوات الإسرائيلية إلى زيادة المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.
وكتب محللو كومرتس بنك في مذكرة يوم الجمعة «المؤشرات على أن الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة وشيك، تدفع أسعار النفط صعودا بشكل حاد منذ يوم الخميس. سعر برميل برنت الآن 93 دولارا مجددا. لكن حتى الآن لم يتغير وضع الإمدادات في السوق». وذكروا أن أسعار النفط «من المرجح أن تظل تحظى بدعم قوي، وخصوصا في ظل وجود نقص كبير في الإمدادات في سوق النفط في الوقت الحالي».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للقوات المحتشدة على حدود غزة يوم الخميس إنهم قريبا سيرون القطاع «من الداخل»، مشيرا إلى أن الهجوم البري المتوقع وشيك. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة اعترضت صواريخ أُطلقت من اليمن صوب إسرائيل، ما يزيد المخاوف حول احتمال اتساع نطاق الصراع.
وتستفيد أسعار النفط أيضا من توقعات بتزايد العجز في الربع الرابع بعد أن مددت السعودية وروسيا، المنتجان الرئيسيان، تخفيضات الإمدادات حتى نهاية العام ووسط انخفاض المخزونات خاصة في الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الطاقة الأميركية مساء الخميس إن واشنطن تسعى لشراء ستة ملايين برميل من الخام لتسليمها إلى احتياطي البترول الاستراتيجي في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) في وقت تواصل فيه خطتها لإعادة ملء مخزون الطوارئ.
وبشكل منفصل، قالت مصادر في أوبك بلس لـ«رويترز» إن من غير المرجح أن يتطلب الرفع المؤقت للعقوبات النفطية الأميركية على فنزويلا عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أي تغييرات في سياسة تحالف أوبك بلس في الوقت الحالي، إذ من المرجح أن يكون تعافي الإنتاج تدريجيا.
بينما قالت روسيا يوم الجمعة إن مجموعة أوبك بلس التي تضم كبار منتجي النفط ساعدت في تحقيق الاستقرار في أسواق النفط، وقاومت الضغوط الخارجية، على الرغم من «التلاعب الغربي» الذي يتمثل في السقف السعري للنفط الروسي.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أليكسي زايتسيف في إفادة صحافية أسبوعية أن روسيا تعد موردا مسؤولا لأسواق الطاقة العالمية وأن التعاون مع أوبك بلس له أهمية كبيرة.
في غضون ذلك، ذكرت رئيسة الأبحاث الاقتصادية في شركة «أليانز تريد»، آنا بواتا، أن الحرب في الشرق الأوسط، يمكن أن تسبب ارتفاع أسعار النفط إلى 140 دولارا للبرميل، ودفع العالم إلى شفا ركود اقتصادي.
وفي حديثها إلى تلفزيون بلومبرغ، وضعت المحللة المقيمة في باريس احتمالا بنسبة 20 في المائة لمثل تلك النتيجة، مع تحول الاعتداءات بين إسرائيل وحركة «حماس» إلى صراع إقليمي واسع، يوقف إمدادات النفط الخام. وأضافت: «ارتفاع أسعار النفط – هذا هو التأثير المباشر»، موضحة بالتفصيل كيف سيتكشف مثل هذا السيناريو. وتابعت «يمكن أن نتوقع ارتفاع أسعار النفط من 90 دولارا للبرميل إلى 140 دولارا، في ذروته، وحتى 120 دولارا، في المتوسط العام المقبل». وتلك التوقعات تشير إلى حالة من الرعب من ناحية التكلفة البشرية وكابوس لصناع السياسات، الذين يتعاملون مع التداعيات.