رأي

الناقل الوطني ومائدة اللئام!

كتب حسن علي كرم في صحيفة السياسة.

عاد مجدداً الحديث عما سُمِّي خصخصة الخطوط الجوية الكويتية، او ما تعارف عليه شعبياً “الطائر الازرق”، اول ما يطمئن اليه المسافر الكويتي من الكويت الى بلدان العالم اذا استقر في مقعده في الطائر الكويتي.
فهو لا تستقله طائرة، انما يتصور انه يجلس في بيته، ونحن مواطنون فخورون بـ”طائرنا الازرق”، رغم تواضع خدماته أحياناً بالمقارنة مع الخطوط الاخرى.
بل فخورون بكونه يمثل تاريخاً طويلاً من الخدمة الجوية ونقل المسافرين الى انحاء مختلفة عبر العالم، وفخورون كون “الكويتية” اول شركة طيران تؤسس في كل مساحة الخليج.
فخورون، ايضاً، ان شهرتها وصلت كل الافاق، اما خسائرها المتراكمة، اذا كانت صحيحة، فذلك عائد الى ادارات فاشلة وغياب المحاسبة الجادة.
ايضاً علينا الا ننسى الضربة الموجعة التي اصابتها ابان الغزو العراقي الغاشم، فـ”الكويتية” لم تكن الا جراحاً صغيرةً من جرح اكبر، فإلى جانب حجز طائراتها، ايضاً توقف النقل التجاري، ما ادى إلى خسائر طبيعية.
هناك من يتفلسف ان الخسائر سوف تتكرر وتتعاظم مع المنافسة، وتراجع عدد المسافرين، لكون هناك منافسة غير متكافئة مع خطوط طيران دول المنطقة، التي تقدم خدمات افضل للمسافرين في الجو، او على الارض، كالمقاعد المريحة وجودة الاطعمة والمشاريب وبخاصة الكحولية، فيما لا تزال “الخطوط الكويتية” بقواعد قديمة وصارمة، سواء في الوزن او الاطعمة، ومنع المشاريب الكحولية، الامر الذي يتطلب من مسؤوليها الطلب من الحكومة السماح لاضافة المشاريب الكحولية ضمن قائمة خدماتها.
من هنا كان على مسؤولي الشركة أن يبادروا الى تحسين الخدمات الجوية والارضية، واختيار موظفين اكفاء للخدمة الارضية او في الجو.
قارنوا بين المضيفين من الجنسين على متن طائرات دول المنطقة و”الخطوط الكويتية” هناك عدد من الشباب الكويتي من الجنسين يرغبون بالعمل على متن الطائرات الكويتية بوظيفة مضيف طيران جوي، الا ان الشروط الصارمة، وربما ضعف الراتب سبب من اسباب تطفيش الكويتيين، كما ان هناك من لا يرحب بالكويتيين في بعض المهن، لعل الطيران احداها.
المصيبة ان بعض، او اكثر المسؤولين، في سلك الدولة، يفترضون افتراضات واهية، ومريضة بالموظف الكويتي، ولذلك يفضلون الاجنبي، ولا يطيقون رؤية الكويتي الى جواره.
هناك حالة مرضية قديمة ومستعصية، او حساسية لدى كبار المسؤولين من صغار الموظفين الكويتيين، فالكبار لا يريدون موظفين مخلصين اكفاء، انما زمرة من الطبالين والمنافقين ومخلصي الخدمات الشخصية.
الاستحواذ على “الطائر الازرق” ليس وليد الايام الاخيرة، فالمحاولة قديمة، واشتد صراع اللئام بعد حرب تحرير الكويت، الذي كانت الطائرات والشركة في حالة يرثى لها، والبعض كاد ينجح بالاستحواذ عليها خردة، وبأبخس الاثمان، لكنهم فشلوا نتيجة النفوس الوطنية العظيمة التي ابت ان تنجر مع هؤلاء اللئام وادركت مقاصد الخبيثة!
اذا كان الادعاء ان هناك خسائر في “الكويتية”، فأقول ليست وحدها من كل طيران المنطقة والعالم تخسر، فغالبية طيران المنطقة خسرانة، وبأرقام خيالية، لكنها لا تكشف عن خسائرها.
كبريات الخطوط العالمية خسرت، وبعضها دخلت في الشراكة مع شركات مماثلة، فيما “الكويتية” في الظرف الحالي ربما استعادت بعض وضعها المالي، وكلما اجتهد مسؤولوها بإدارة جيدة كان حافزاً للمزيد من التقدم والنجاح.
الزعم ان الشركات الحكومية تخسر كلام اللئام والمحبطين، فـ”الكويتية” مفضلة بالنسبة للمسافر الكويتي وعابري الترانزيت، فلا تفرطوا في “الكويتية”، فهي رمز تاريخي وجودة تمثل كل الكويت.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى