حول عرض خبيث يجري إعداده لخداع روسيا، كتب دميتري بافيرين، في “فزغلياد”:
إذا حكمنا من خلال تصريحات السياسيين الغربيين ومنشورات وسائل الإعلام الغربية، فإن الناتو يستعد لعرض عضوية أوكرانيا في الحلف على غرار ألمانيا في الخمسينيات، ويريدون إجبار روسيا على تجميد الأعمال القتالية على طول خط التماس بين الطرفين.
تم اختيار المستشار شولتس ليكون الرسول الذي يجب أن ينقل شروط الصفقة إلى موسكو.
وينبغي أن تجري المحادثة عشية قمة مجموعة العشرين في البرازيل، حيث تتم دعوة كل من بوتين وشولتس. وربما يريد الغرب حشد الدعم لخطته من دول مجموعة العشرين التي لا يزال فيها محايدون (على سبيل المثال، الهند والمملكة العربية السعودية) من أجل الضغط على موسكو نيابة عنهم أيضًا.
ومن الممكن أن يُعرض على روسيا الاكتفاء بالتزام كييف بعدم استعادة ما فقدته بالوسائل العسكرية. عمليًا، يعني ذلك أن سلطات فلول أوكرانيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي ستنتظر التاريخ ليفتح لها “نافذة فرص”.
إن السبب الأساسي وراء كل ما حدث لأوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية هو محاولة جرها إلى حلف شمال الأطلسي. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت هناك حاجة إلى العملية العسكرية الخاصة. ويشكل تخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى الناتو الشرط الرئيس لروسيا وأساس ما يسمى باتفاقيات اسطنبول، التي كان من المفترض أن تنهي الصراع في ربيع العام 2022، وهو مستمر حتى يومنا هذا إلى حد كبير لأنه لم يتم قبول هذا الشرط.
ولذلك فإن الصفقة التي يجري إعدادها في الغرب لا معنى لها. بالنسبة لروسيا، تبدو مسألة المساومة الافتراضية وكأن أوكرانيا قد تحصل على بعض التنازلات مقابل التخلي عن حلف شمال الأطلسي، وبالمقابل فلن تحصل روسيا على تنازلات مقابل عدم مقاومتها ضم أوكرانيا إلى الحلف.