أبرزرأي

الموفد القطري ينحت في الصخر..والحل لن يكون بقبضة اليد هذا العام.

حسين زلغوط

خاص رأي سياسي

مع نهاية هذا الشهر يكون قد مضى على الشغور الرئاسي سنة كاملة من دون ان يكون هناك اي معطى جدي في امكانية انجاز هذا الاستحقاق في وقت قريب، لا بل ان الحكاية الرئاسية ما تزال هي ذاتها، ضجيج سلبي في الداخل، وتحرك غير مجدي في الخارج، وما بين.. بين، بلد ينهار على كل المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، وسط تصحر سياسي يبعث على الارتياب والتساؤل عما اذا كانت هناك قطبة مخفية في “الطربوش” الرئاسي ما تزال في علم الغيب.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه ان يشهد الشهر الحالي مروحة من الاتصالات واللقاءات سيقوم بها الموفدان الفرنسي والقطري في حال بقيت المواعيد المحددة لزيارتهما الى بيروت قائمة، لم تبرز اي مؤشرات يمكن التعويل عليها بأنها ستفضي الى انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية في ظل الحديث عن دخول عملية انتخاب الرئيس في مدار العرض والطلب وتقديم الرشاوى السياسية والمالية والحصص في حكومة العهد الجديد.

واذا كانت كل المعلومات باتت تتحدث عن الخيار الثالث، فان شيئا لم يتغير في خارطة الترشح للرئاسة فحزب الله ما زال متمسكا بمرشحه زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية ومعارضي هذا الترشح ما زالوا على رفضهم له، كما ان زوار بنشعي ينقلون عن فرنجية بانه ليس في وارد الانسحاب كما يتردد في الآونة الاخيرة مع تأكيده بأنه لم يطلب منه احداً ذلك وانه في هذه المرحلة اصبح اكثر تمسكا بترشحه وانه لن ينسحب من المعركه على الاطلاق.

وفي هذا السياق تؤكد مصادر سياسية ان الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني يواجه المشكلات ذاتها التي واجهها زميله في الحراك الدولي جان إيف لودريان في جولاته الثلاث الى بيروت وهو أعرب لمن التقاهم انه لم يشعر ان هناك استعدادا لدى كل الاطراف في تعديل مواقفهم لا بل انه على يقين بأن مهمته صعبة كونها تأتي وسط الالغام المزروعة في الداخل اللبناني والتي سيكون تفكيك صواعقها صعباً.

وتعتبر هذه المصادر ان حركة الموفد القطري الذي يجول في لبنان بضوء اخضر اميركي- سعودي وعدم اعتراض ايراني ما تزال بلا بركة وهو سيكون في جولاته على المسؤولين اشبه بمن يفتش عن إبرة في كومة قش بمعنى انه ستكون امامه عقد كبيرة وان حل هذه العقد ربما يكون أقرب الى النحت بالصخر.

وتقول ان بن فهد يضع في جيبه لائحة اسماء مكونة من قائد الجيش، ومدير عام الامن العام بالإنابة، والنائب نعمة افرام ويحاول ايجاد تقاطعات على اسم من هذه الاسماء، غير ان كل من التقاهم ما زالوا يتمترسون وراء مواقفهم، كاشفة عن ان فرنجية تبلغ صراحة من الموفد القطري بوجود صعوبة في وصوله الى سدة الرئاسة بفعل فيتوات خارجية، وتصلب مسيحي واضح في مواجهته.

وترى المصادر انه ومن خلال المعطيات الحالية لا يوجد اي اسم من الأسماء التي يحملها الموفد القطري الموجود في بيروت ويتحرك بسرية تامة، لديه الحظ بالفوز وهو ما يعني بأن حل الازمة الرئاسية لن يكون في قبضة اليد في وقت قريب، وان الساحة اللبنانية ستبقى في مدار “هستيريا” المواقف السياسية التي بلغت في الساعات الماضية حداً غير مسبوق.

وعن مصير دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية في ظل هذه “المعمعة السياسية”، تقول المصادر ان رئيس المجلس طوى هذه الدعوة ووضعها في جيبه، وانه لن يكون في وارد الدعوة لجلسة انتخاب الا اذا كان جازما بانها ستنتهي الى انتخاب رئيس، وهو لا يخفي استياؤه من طريقة التعامل مع هذه الدعوة من قبل اطراف كان يفترض ان يكونوا اكثر المتحمسين لفعل اي شيء لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرة الى ان رئيس المجلس قام بما يتوجب عليه وطنيا ودستوريا وان الكرة هي في ملعب الاخرين وليس في ملعبه على الاطلاق.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى