أبرزرأي

الموفد القطري اصطدم بواقع سياسي لبناني ميؤوس منه 

حسين زلغوط.

خاص رأي سياسي…

يوحي الحراك الحاصل في الداخل والخارج حول انتخاب رئيس للجمهورية بأن تطورا ما في طريقه للظهور حول هذا الاستحقاق، غير انه لم تلح في الافق اي معطيات ملموسة يمكن البناء عليها في هذا الشأن. وكان بارزا في هذا السياق مروحة اللقاءات والاتصالات التي اجراها وزير الدولة في وزارة خارجية دولة قطر محمد بن عبد العزيز الخليفي والوفد المرافق على مدى اليومين الماضين والتي لم يدل خلالها بأي موقف يمكن الاستدلال منه على مصير ومسار هذا الاستحقاق وكأن الرجل انطلق في زيارته الى بيروت على قاعدة “واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” ، لانه على علم في ما يبدو بأن الكشف المبكر عن فحوى محادثاته يمكن ان يعرقل المهمة التي حضر لأجلها الى بيروت بفعل الانشطار العامودي على الساحة اللبنانية. 
يجمع اكثر من طرف سياسي لبناني ان الموفد القطري جاء الى لبنان مستمعا ومستأنساً برأي من التقاهم علّه يعود الى بلده حاملا تصورا معينا يمكن ان يطرحه في اللقاء الخماسي المتوقع انعقاده في وقت قريب استكمالا للاجتماع الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس والتي بقيت فحواه قيد الكتمان وبالتالي فان جولة المسؤول القطري لم تحدث اي ثغرة في جدار الازمة، لا بل انه لمس بشكل واضح حجم الانقسامات الميؤوس منها  على ضفتي الموالاة والمعارضة، وتوصل بالتأكيد الى قناعة تامة بأن الابواب الداخلية في لبنان مقفلة امام اية امكانية لحل الازمة الرئاسية وان هذا الامر يستحيل اتمامه من دون مساعدة خارجية، وهذه المساعدة لا يمكن ان تحصل من دون التوصل الى تسوية ما بين الدول المعنية بالملف اللبناني من شأنها ان تليّن بعض المواقف التي تعيق انجاز هذا الاستحقاق. 
ما من شك ان دخول الفراغ الرئاسي شهره السادس بات يقلق فرنسا التي تسعى بكل قوة لمنع هذا الشغور من الاستيطان مطولا في قصر بعبدا وهي قررت تجديد مسعاها لانتخاب رئيس متكئة على المناخات الايجابية التي تسيطر على اجواء المنطقة ان من خلال التفاهم السعودي – الايراني، او الانفتاح السعودي على سوريا ، لعلمها بأن مثل هكذا اجواء تعتبر عاملا مساعدا في التحرك باتجاه ايجاد الارضية الملائمة لتأمين التوافق اللبناني الداخلي على الشخصية التي ستتولى سدة الرئاسة في قصر بعبدا. 
في هذا السياق، يؤكد مصدر وزاري ان الاجواء من حيث الضاهر هي ايجابية لكن الامور لم تصل بعد الى حد القول بأننا سنكون امام انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، فهناك عقد كثيرة ما تزال عصية على الحل، وان المواقف النارية التي سيطرت على الساحة السياسية تزامنا مع الحراك الفرنسي والقطري دليل على صحة القول بانه من المبكر الحديث عن تفاهمات بشأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني. 
وفي رأي المصدر الوزاري ان اصحاب المواقف التصعيدية يبدوا انهم باتوا يشعرون بأن التطورات في المنطقة قد تجعلهم خارج اي تسوية محتملة، وان خطابهم التصيدي ينطلق من خلال اثبات الوجود والايحاء بان اي تجاوز لهم سيعقد الامور اكثر وبالتالي ستعرقل اي محاولة للحل من دون الوقوف على رأيهم. 
ويضع المصدر الوزاري المذكور رفع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع السقف في خطابه في خانة القول بأنني موجود ولا يمكن لأي جهة تجاهلي في حياكة اي حل للاستحقاق الرئاسي وانه لن يتمكّن أحد من فرض تسويات عليي، معتبرا ان التوازنات داخل المجلس لن تجعل اي طرف ان يفرض اية تسوية ما لم يكن هناك تفاهماً مع كل الكتل الموجودة في البرلمان ، فانتخاب الرئيس يحتاج الى نصاب الثلثين وهذا لا يمكن تأمينه في حال بقيت الكتل المسيحية ومعها نواب التغيير رافضة لوصول مرشح لا يحصل على رضاها الى سدة الرئاسة. 
وفي تقدير هذا المصدر ان الايام المقبلة ستكون حبلى بالاتصالات والمشاورات في الداخل والخارج بحثا عن مخارج تؤدي الى انتخاب رئيس يستطيع ان يمثل لبنان في اعمال القمة العربية التي ستعقد في السعودية في ايار المقبل، لان هناك على ما يبدو حرصا بأن لا يكون لبنان ممثلا في هذه القمة الا برئيس جمهورية اسوة بباقي الدول العربية .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى