رأي

المواجهة الوشيكة بين بايدن وترمب تبلغ لحظة الانطلاق

كتب كل من شين غولدماتشر وماغي هابرمان, في “نيويورك تايمز” :

يتطلع مستشارو الرئيس جو بايدن إلى مواجهة الانتخابات العامة القادمة، ويعولون على أن يبدأ الناخبون في الانتباه أكثر إلى الرئيس السابق دونالد ترمب؛ حيث يقوم الرئيس نفسه بإنتاج مقاطع فيديو للسخرية من الأمور التي يقولها منافسه.

ترمب يستمتع بفرصة المقارنة بينه وبين بايدن، كما فعل على طول الحدود بين تكساس والمكسيك الأسبوع الماضي، ويثق في أن بايدن لديه أصعب مهمة: إقناع الناخبين بأن مواقفهم حول حال البلاد غير صحيحة.

مع توقع فوز ترمب الكبير في الثلاثاء العظيم واستعداد بايدن لتقديم خطاب حالة الاتحاد يوم الخميس، من المتوقع أن توضح هذه الفترة القادمة الاختيار القادم للجمهور الأميركي الذي يظل، في كثير من الحالات، في حالة من عدم التصديق بأن عام 2024 يتجه نحو مباراة الإعادة لعام 2020.

الحكم الصادر من المحكمة العليا بالإجماع يوم الاثنين الماضي الذي يحافظ ترمب بموجبه على القائمة الانتخابية بعدما سعت بعض الولايات إلى حظره بسبب دوره في هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول، دشن فترة حرجة وحاسمة تراها كلتا الحملتين أنها تحدد النغمة وتحدد الخطوط الأولى للحملة الرئاسية في وقت مبكر. وفقاً لمعظم الروايات، يبدأ بايدن متأخراً.

أظهر استطلاع للرأي أجرته «نيويورك تايمز» برفقة كلية سيينا في نهاية الأسبوع الماضي، أن ترمب يتقدم بنسبة 48 في المائة مقابل 43 في المائة بين الناخبين المسجلين. يواجه بايدن المخاوف الكبيرة بشأن عمره وأسلوب تعامله مع المنصب، والتصدعات في ائتلاف الديمقراطيين بشأن إسرائيل، والمرارة العامة بشأن حالة الأمة.

لكن بايدن يدخل أيضاً في المنافسة المتوقعة في الانتخابات العامة مع العديد من المزايا الهيكلية الرئيسية، بما في ذلك التفوق المالي الكبير، وغياب عوامل التشتت على مستوى المحاكمات الجنائية الأربع لدى ترمب.

قال كوينتن فولكس، النائب الأول لحملة بايدن: «كنا نستعد لأسبوع سيكون بمثابة انطلاقة للانتخابات العامة من الناحية العملية»، مضيفاً: «المشكلة التي واجهناها هي أن العديد من الأشخاص يخبروننا بأنهم ليسوا على علم بأن هذا اختيار بين جو بايدن ودونالد ترمب».

يبدأ الشهر بيوم الثلاثاء الكبير، ومن المقرر أن ينتهي بانتخاب هيئة المحلفين في أول محاكمة جنائية لترمب في نيويورك، بسبب دفعه الأموال سراً لإسكات ممثلة إباحية في خضم حملة الانتخابات لعام 2016. وفي الفترة بينهما، من المتوقع أن يضمن ترمب تقريباً فوزه بالترشيح ويكمل العملية التي تعطيه السيطرة العملياتية على اللجنة الوطنية بالحزب الجمهوري.

يقول كريس لاسيفيتا، أحد مديري حملة ترمب، الذي يخطط ترمب لتعيينه رئيساً تنفيذياً للجنة الوطنية للحزب الجمهوري: «مهما كانت الميزة التي قد يكونون فيها من حيث التوقيت، فسوف نتجاوزها بكثير من خلال شغف أنصارنا وقدرتنا على تنظيمهم». تُظهر استطلاعات الرأي حتى الآن أن ترمب أفضل من حيث توحيد صفوف تحالفه لعام 2020 بصورة أفضل من بايدن. وقال لاسيفيتا: «لديهم مشكلة في التحفيز، وليس لدينا ذلك». لكن ترمب يواجه مشكلات قانونية حقيقية.

كان فريقه مبتهجاً الأسبوع الماضي عندما حددت المحكمة العليا الأميركية الجدول الزمني لسماع طلب ترمب الحصانة من الملاحقة القضائية عن أفعاله بعد خسارته في انتخابات عام 2020 لمحاولة البقاء في السلطة. يؤخر الجدول الزمني للمحكمة العليا محاكمة ترمب الفيدرالية حتى أواخر الصيف القادم على الأقل.

ما زالت نيكي هايلي تتنافس في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولكن تتوقع استطلاعات الرأي نتائج سيئة في يوم الثلاثاء الكبير، مع وجود 15 ولاية في المنافسة. يعتقد فريق ترمب أنه يمكن أن يتجاوز معظم المندوبين، وحيازة الترشيح في وقت مبكر من 12 مارس (آذار). وفي يوم الجمعة، سوف تعقد اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري اجتماعها في تكساس، ومن المتوقع أن تصادق على اختيارها الجديد لدونالد.

يقول لاسيفيتا: «سوف نحصل على سيطرة كاملة 100 في المائة على الآليات التي نحتاج إليها».

كان فريق بايدن قد ركز حول خطاب الاتحاد المقرر يوم الخميس بوصفه نقطة فارقة، عالمين أنه سيكون أكبر جمهور للرئيس على الأرجح حتى المؤتمر الصيفي، وفرصة لتسويق الإنجازات للجمهور الأميركي المتشكك بشأنها، وتوضيح أجندة الأعمال لفترة الولاية الثانية التي كانت حتى الآن نادرة التفاصيل.

بعد الخطاب، كما قال فولكس، سوف تُطلق حملة بايدن العنان «لاستعراض القوة»، مع إعلان أولي لزيارتين لبايدن في أتلانتا وفيلادلفيا.

من المتوقع أن ينضم بايدن برفقة نائبته كامالا هاريس مع السيدة الأولى جيل بايدن إلى الحملة الانتخابية. إحدى إشارات التفوق التنظيمي المبكر لحملة بايدن أنها تخطط، جنباً إلى جنب مع الحزب، لفتح 31 مكتباً للانتخابات العامة خلال الثلاثين يوماً القادمة في ولاية ويسكونسن «الحاسمة» وحدها.

كان ظهور السيدة الأولى يوم السبت في وسط مدينة توسون بولاية أريزونا، بمثابة تحذير من الاحتجاجات المحتملة التي يمكن أن تواجه الشخصيات البارزة في الإدارة بالحملة الانتخابية. تمت مقاطعتها خلال فعالية «نساء من أجل بايدن» أربع مرات في 15 دقيقة من قبل العديد من المحتجين الموالين لفلسطين الذين يعارضون دعم زوجها لإسرائيل في الحرب بين إسرائيل و«حماس».

قام فريق بايدن بتنظيم الفعاليات لتجنب مثل هذه التجاوزات.

رتب ترمب لنفسه جلسة تصوير على الطراز الرئاسي على الحدود في الوقت نفسه الذي قام فيه بايدن بزيارة رسمية. تم الإعلان عن رحيل ترمب قبل أيام من زيارة بايدن. في مدينتين حدوديتين في تكساس، تحدث كلا الرجلين مع ضباط إنفاذ القانون، بايدن في الداخل، وترمب في الهواء الطلق يطل على «ريو غراندي»، وأعلن فريق ترمب أنه راضٍ تماماً عن النتيجة.

وبيَّن لاسيفيتا أنه «في عصر تعد فيه الأدوات المرئية مهمة بشكل كبير، فإنها معركة ربما لن يختاروا دخولها مرة أخرى».

لكن في تطور مهم، يأمل العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي الآن في زيادة تغطية ترمب. ويعتقد فريق بايدن الحالي أنه كلما زاد الانتباه إلى ترمب، كان ذلك أفضل، لتذكير الناخبين بما لم يعجبهم فيه في المرة الأولى. رحب بعض مسؤولي بايدن بتغطية النتائج الخاصة بيوم الثلاثاء الكبير من قبل شبكات التلفزيون الوطنية، لأن مزيداً من الناخبين سيواجهون واقع المنافسة بين بايدن وترمب.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى