رأي

الملك.. رسائل واضحة تجاه تحقيق العدالة

كتبت لما جمال العبسه في صحيفة الدستور.

في رسالة الملك عبد الله الثاني في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي صادف امس الاربعاء، عديد الرسائل تقرأها من بين سطور رسالته الموجهة لرئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، هذه المرة مختلفة عن كل ما سبقها فهي تأتي في خضم حرب طاحنة يواجهها الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة الأبي فحسب بل في العديد من مدن ومخيمات الضفة الغربية التي ليست بافضل حال من القطاع.
اول هذه الرسائل كانت ولا تزال تشكل وجهة نظر الاردن قيادة وشعبا وحكومة بان ما يحدث في القطاع والضفة على حد سواء انما ترقى لمستوى ابادة جماعية للشعب الفلسطيني، الذي تواجه مقاومته آلة الحرب الصهيونية المدعومة من قبل القوى الغربية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي تبنت الرواية الصهيونية بـ»الحق لاسرائيل للدفاع عن نفسها»، ونحن نرى في هذه المقولة انها كذبة رددت كثيرا حتى صدقها الكاذب وانطلق ومن والها في ركابها ليشهد القطاع المحاصر اساسا ويلات حرب تجاوزت بحسب مسؤولين ما حدث في الحروب الحديثة مرات ومرات.
وكشفت رسالة الملك عن زيف الادعاءات السابقة للحكومة الصهيونية النازية عن ان اسرائيل هي رمانة ميزان الاستقرار في المنطقة وان اقامة علاقات كاملة معها يضمن الامن لهذه الرقعة من الارض، ليثبت العكس فقد اهتز العالم اجمع مع ما يجري في فلسطين، وتداعت الدبلوماسيات الغربية والعربية لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ليضع الملك النقاط على الحروف ويؤكد المؤكد عل وعسى ان يلتقط عقلاء الصهاينة ومن والاهم ان وجدوا هذه التحذيرات التي تشير الى ان محاولات تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية سيتسبب بإشعال المزيد من دوامات العنف والدمار في المنطقة والعالم.
اما بالنسبة لتلك السناريوهات لما بعد الحرب وتقرير مصير القطاع الذي اختلط فيه الحابل بالنابل على اساس ان قطع جذور المقاومة وافراغ القطاع منها وتناسوا معها ان الشعب كله مقاوم للاحتلال، فما باله باعادة احتلال القطاع او وضعه تحت وصاية دولية او اي من الترهات التي ذكرت على لسان الصهاينة، لتأتي كلمات الملك واضحة برفض الأردن لأي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها، وكذلك رفضه التام لأية محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة.
التلاعب في مصير الشعب الفلسطيني على اساس انه لعبة في يد العدو الصهيوني النازي امر مُحال، وهذا الواقع الذي يجب ان تنطلق منه سواء مفاوضات الصلح ان وُجدت او مواجهة مقاومة الاجلاء القسري عن الارض والوطن، حيث قالت هذه الحكومة المتطرفة على لسان نازييها ان لها الحق في قتل اي فلسطيني يعترض تحقيق حلمها الباطل والتي بالمناسبة تعلم انه مجرد حلم صعب التحقيق، فالفلسطيني ينتظر العودة الى وطنه منذ ما يزيد على سبعة عقود ويحلم في دولته المستقلة كاملة الحقوق.
كان ولازال الاردن متمسكا برأيه وموقفه تجاه قضية فلسطين التي تجاوزت مداها المنطقة الى العالمية وكشف العدوان النازي عليها الوجه القبيح للعدون الصهيوني والذي بحسب ساسة غربيين مؤثرين ان ما تسمى اسرائيل فقدت التعاطف العالمي واصبح كذبها اوضح من الشمس في عز النهار.
السلام معناه وقف الحرب اولا واحترام الاخر، وان اللعب بالكلمات وعلى اوتار مشاعر الشعوب اضحى كذبة بعد ان اصبحت هذه الحرب بالنسبة للنازية الصهيونية حربا دينية تحاول فرضها على الجميع، وتناست ان الشعب الفلسطيني لو كان بالامكان تهجيره او اجباره على نسيان وطنه لحدث خلال 75 عاما مرت، ولكن العكس يوما بعد الاخر يتمسك بهذا الحق ويكبر حلمه الطاهر وينتقل من الاموات الى الاحياء.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى