خاصأبرزرأي

الملف الرئاسي يسقط من أجندة الإهتمامات الخارجية

حسين زلغوط
خاص – رأي سياسي:
من سوء حظ لبنان، ان كل التطورات التي تحصل فيه وبمحيطه وعلى المستوى الاقليمي والدولي لا تصب في صالح المساعدة على حل ازماته المتشعبة.
ففي الداخل المواقف المتشنجة ما تزال على حالها من مسألة الاستحقاق الرئاسي، وجبهة الجنوب وربطاً بما يجري في غزة كل يوم تشتد تعقيداً، حتى ان فرنسا التي كانت في طليعة من يريد مساعدة لبنان باتت قي وضع سياسي مأزوم يجعلها تنكفئ الى الداخل لاحتواء ما اصابها نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة، وهو ما يدفع الى الاعتقاد بأن قصر الإليزيه بصدد وقف محركات موفدها الى بيروت جان ايف لودريان في ما خص الانتخابات الرئاسية لإدراكها بأنه لن يكون لها اي دور فعّال في هذه المرحلة، حتى ان الولايات المتحدة الاميركية اصابتها عدوى الازمات السياسية على خلفية الانتخابات الرئاسية وما تعرض له المرشح للرئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب من محاولة إغتيال.
كل هذه المعطيات تقطع الشك باليقين بأن الوضع في لبنان بات من بين السطور الأخيرة على أجندة الإهتمامات الخارجية، وهو ما يعني ان مسألة انتخاب رئيس باتت بعيدة المنال في ما تبقى من أشهر لنهاية هذا العام، وستنسحب المراوحة على كل مفاصل الدولة، وهذه الحقيقة يدركها اكثر من مسؤول في لبنان، مما حذا بالبعض منهم الى التفكير من الآن بضرورة وضع الخطط الملائمة لمواجهة اي فراغات في المواقع في الاشهر المقبلة لا سيما في المواقع الامنية والعسكرية والقضائية، وان خيار التمديد كحل مؤقت يطرح بقوة في الصالونات الضيقة في حال امتد الشغور الرئاسي الى ما بعد نهاية العام الحالي، حتى أن البعض من المتعاطين بالشأن العام اصبح لا يستبعد الوصول الى مرحلة يصبح فيه التمديد للمجلس النيابي الحالي مطلباً لغالبية الكتل السياسية، لأنه لن يكون بالامكان الذهاب الى انتخابات، والملف الرئاسي ما زال معلقاً على حبل الخلافات السياسية الداخلية، وغياب الارادة الدولية في شأن تقديم يد المساعدة في هذا السبيل.
من هنا فان مصادر سياسية تؤكد عبر موقع “رأي سياسي” ان تخفيض منسوب الخلافات السياسية بات ضروريا في هذه المرحلة، لأن لبنان على ما يبدو وبفعل الانشغالات الخارجية ترك لمصيره في حل ازمته السياسية، وهذا يتوجب على كل الاطراف العمل على تبريد الرؤوس الحامية والتوجه فورا الى القبول بخيار الحوار الداخلي الذي لم يعد من بدّ لسلوكه لبلوغ هدف التوافق على انتخاب رئيس، لأننا سنكون امام مرحلة تتوقف فيها المبادرات الخارجية للمساعدة، حتى ان “اللجنة الخماسية” التي اكد السفير المصري علاء موسى منذ يومين انها مستمرة في عملها حفاظا على الزخم الرئاسي حتى تتوفر الارضية اللازمة لاحداث خرق فيه، قد وصلت الى مرحلة باتت فيها اشبه بالنعامة التي تغرس رأسها في الرمل، فلا هي قادرة على استنباط الحل، ولا هي جاهزة لكي تشير بالأصبع الى الجهة الساسية التي تعرقل او على الاقل التي لا تتجاوب مع ما تطرحه من حل للأزمة الرئاسية.
من هنا فان المصادر ترى ان المراوحة ستبقى سيدة الساحة السياسية لفترة طويلة، وان الاستمرار في تبادل الاتهامات في ما خص التعطيل لن يؤدي الا الى المزيد من التعقيد والتشنج الذي يبعث على القلق من ان يؤدي الى الشلل العام، خصوصا وان الخوف من اتساع رقعة المواجهات الحاصلة على الحدود بدأ يترجم بنوع من الانكماش حيث لا استثمارات ولا مشاريع تنفذ في ظل حالة الترقب القاتلة التي تعيشها كل القطاعات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى