الملف الرئاسي يراوح ضمن دائرة المواصفات .. ترسيم الحدود البحرية أسير معطيات محلية وإقليمية
كتب عمر حبنجر في “الانباء الكويتية”:
معركة الرئاسة اللبنانية تزداد حماوة مع تسارع العد التنازلي للمهلة الدستورية لانتخاب خليفة ميشال عون، بدءا من الاول من سبتمبر، لكنها مازالت حتى الآن ضمن دائرة تحديد المواصفات المطلوبة للرئيس المنقذ، فالبطريرك الماروني بشارة الراعي يريد رئيسا يعلن موقفا مسبقا من القضايا المصيرية، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يريد رئيسا لا يشكل انتخابه تحديا لأحد، بينما يسوّق رئيس التيار الحر جبران باسيل لرئيس تدعمه كتلة نيابية وازنة ويكون مقبولا في بيئته.
وأمس، اضاف رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع، الى كل هذه المواصفات والمزايا، رؤيته الخاصة للرئيس اللبناني المقبل عبر مؤتمر صحافي عقده في معراب، وشدد فيه على ان يكون الرئيس ذا لون سيادي واضح وليس رماديا، ولا كالماء لا لون له ولا طعم، بحيث يعجز عن ادارة الأزمة، فكيف بحلها.
ومضى قائلا ان: أي تفاهم مع «حزب الله» وحلفائه على أي رئيس جمهورية يعني أننا نتجه من سيئ إلى أسوأ و«تخبزوا بالأفراح».
وقال: نريد رئيس تحد ليس بالمعنى الشخصي للكلمة وإنما إذا لم نأت برئيس يتحدى سياسات باسيل وحزب الله فكيف سيتم الإنقاذ؟ «أول شي بدو يكون رجال»، ويجب أن يكون سياديا. وقال: نريد رئيسا جديدا فعلا «لأن العتيق اوصلنا إلى جهنم ورح يغمقلنا أكثر».
واستطرد: أنظر بإيجابية إلى الاجتماعات التي تعقد في مجلس النواب بين السياديين المهم أن نصل إلى اسم جديد بعيدا عن كل الأسماء السابقة.. والآخرون لديهم ايديولوجيات وعقيدة خاصة بهم فكيف لنا التفاهم معهم؟
إطلالة جعجع استبقت اللقاء الثاني المرتقب لنواب المعارضة في مجلس النواب اليوم، بحثا عن صيغة تنسيقية تفضي الى توسيع اللقاء النيابي المعارض وتشكيل كتلة قادرة على فرض إيقاعها على الاستحقاق المرتقب، أقله توفير الثلث المعطل، القادر على منع وصول أي مرشح مدعوم من فريق الممانعة.
وعليه قال جعجع: إذا لم نتوصل إلى التفاهم مع المستقلين والتغييريين يكون الفشل لدينا ويمكن في حالة معينة تأجيل جلسة انتخاب الرئيس وليس تعطيلها ولكن هذا أمر استثنائي وفي ظرف معين ولكن اتجاهنا الأساسي والفعلي هو التحضير للذهاب إلى انتخاب رئيس.
واعتبر ان كل نائب أو مجموعة تعمل على تفشيل إيصال رئيس جديد من المعارضة سيكون خائنا فعليا لبلاده، و«هيدا منو رئيس قوي.. هيدا أضعف رئيس بتاريخ لبنان».
وردا على سؤال حول ما إذا كان جنبلاط صار في حضن حزب الله، أجاب جعجع: جنبلاط ولا مرة كان بحضن أحد «فهو دائما في حضن وليد جنبلاط والخطوة التي قام بها لا نرى أنها تؤدي إلى أي نتيجة لذلك اتصالاتنا مستمرة مع الاشتراكي».
الى ذلك، وحول المواصفات التي أعلنها جبران باسيل بعد لقائه الراعي، للرئيس المطلوب الذي يجب ان يكون مدعوما بكتلة نيابية ووزارية وازنة، حتى انه كاد يسمي نفسه، يقول المستشار في بكركي وليد غياض لصحيفة «اللواء» ان باسيل أبدى استعداده لتلبية اي مسعى او لقاء مسيحي او وطني يعتزم البطريرك الراعي الدعوة إليه وهو ما رفضه جعجع لاحقا، استنادا إلى التجربة الفاشلة. وقال غياض: بكركي ليست بعيدة وهي في الاجواء.
واللافت ان البطريرك الراعي لم يسم أحدا للرئاسة، انما سمع بأن الفرنسيين يطرحون المصرفي اللبناني المقيم في فرنسا سمير عساف، كما سمع اسماء اخرى من مرجعيات محلية دون ان يلزم نفسه باسم.
النائب غسان السكاف، وحده قرن المواصفات بالتسمية، ورأى ان قائد الجيش العماد جوزيف عون، سيصبح مرشح الضرورة، اذا ما بات الأمن من الاولويات.
واحتجاجا على توسيع لعبة التفلت الأمني في منطقة بعلبك – الهرمل، دعا نواب ورؤساء بلديات وممثلون عن احزاب في المنطقة، الى اعتصام امام سراي الحكومة في الهرمل، مصحوبا بإقفال عام، كما اتفق على خطوات ميدانية، تعلن في حينه.
في موضوع ترسيم الحدود، التداخل العميق بين المعطيات المحلية والاقليمية، سينعكس تأجيلا حتميا لأي إنجاز على هذا الصعيد، أقله الى ما بعد الانتخابات الرئاسية اللبنانية، والتشريعية الاسرائيلية، الاكثر احتداما.