
حسين زلغوط – خاص, رأي سياسي:
في الوقت الذي تستمر فيه جبهة الجنوب على سخونتها ربطاً باللهيب الحاصل في غزة ، فقد بردت حركة المساعي فيما خص انتخاب رئيس الجمهورية. فعجلة اللجنه الخماسيه توقفت عن الدوران وأخذ سفراؤها في لبنان إجازة الأعياد منذ الآن حيث غادر البعض منهم الى بلده لتمضية عطلة العيد فيما يستعد البعض الاخر للمغادرة على أمل العودة في نيسان المقبل وتكون المناخات السياسية كما العسكرية في الجنوب قد تبددت من خلال هدنة يتفق عليها في غزة وتلفح رياحها لبنان.
ولا يختلف المشهد لدى تكتل “الإعتدال الوطني” كثيراً عما هو عليه بالنسبة لـ” الخماسيه” حيث هدأت حركته بانتظار لقاء سفراء الدول الخمسة أو البعض منهم في موعد حدد في 17 من نيسان المقبل وفق مصادر في “التكتل” التي أكدت الإستمرار في السعي لإيجاد أرضية ملائمة يجري من خلالها تقريب وجهات النظر بما يؤدي الى انتخاب رئيس سيما وأن “الخماسية” ستلتقي ايضاً بعد عيد الفطر “حزب الله” وهو لقاء يعتبر على قدر كبير من الأهمية إذ من خلال نتائجه يمكن تحديد مسار ومصير الانتخابات الرئاسية.
ووفق مصادر عليمة لموقع “راي سياسي” أن التحرك الجديد للخماسية في الشهر المقبل سيكون على قاعدة العمل على إسقاط “الفيتوات” المتبادلة بين القوى السياسية على اي مرشح بعد أن بات واضحا لدى الجميع ان استمرار المواقف السياسية على تباعدها لن تنتج رئيسا ولو بقي الحال على ما هو عليه اليوم سنوات وليس شهوراً، وأكبر دليل على ذلك الإجتماع الأخير الذي حصل للقوى المسيحية في بكركي، والذي أظهر أن لا إمكانية للتوافق المسيحي – المسيحي على رؤية موحدة من هذا الإستحقاق.
وترى المصادر ان لقاء سفراء الخماسيه مع حزب الله في حال حصوله لن يكون مفصليا كما يعول البعض لتحديد وجهة الاستحقاق الرئاسي، إذ ان الحزب ليس في وارد تقديم اوراق ترضية لأحد، وأن جوابه على أي سؤال يطرح عليه من قبل “الخماسيه” او اي موفد أو أي جهة أخرى سيكون من منطلق ما تقتضيه المرحلة. فجوابه إن كانت جبهة غزة ومعها الجنوب هادئه شيء، وفي حال بقيت ملتهبة شيء اخر. فالحزب وفق المصادر لا يتعامل مع واقع الأمور على القطعة، وانه يحرص على أن يكون هذا الموقف شمولياً بحيث ان اي توافق يجب ان يكون مقارباً لكل القضايا الخلافية ويتوافق مع ما تقتضيه التطورات والمستجدات في المحيط كون ان لبنان ليس جزيرة منعزلة عما يدور حوله، ومن يعرف “حزب الله” برأي المصادر يدرك انه يبني مواقفه على أسس استراتيجية، وان أي تغيير في الموقف لن يكون سهلا وهو لذلك صارح كل من التقى بهم في السر والعلن، بانه ما زال متمسكا بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى آخر نفس، وانه لن يحيد عن هذا القرار الا في حال قرر فرنجية بذاته الانسحاب من السباق الرئاسي, لكنه في الوقت ذاته يشرع الأبواب أمام أي مبادرة أو حوارات او استشارات تكون الغاية منها الوصول الى انتخاب رئيس من ضمن المواصفات التي يراها مناسبة للواقع اللبناني ولواقع المنطقه، وهو في المقابل ايضا ليس منغلقاً على تبادل الافكار البناءة والطروحات السليمة في هذا المضمار.
من هنا فإن المصادر ترى أن المناخات الى الآن ما تزال غير مشجعة على التفاؤل بقرب انتخاب رئيس وأن شهر نيسان وما يليه سيشهد زخماً ملحوظاً في التحركات الداخلية والخارجية، وفي حال أبصرت الهدنة التي يعمل عليها في غزة النور سيكون ذلك بمثابة قوة دفع مهمة لسعاة الخير الذين يعملون على إزالة العقبات من أمام أي تفاهم على انتخاب رئيس، سيما وأنه بات معلوماً، أن أي تسوية في المنطقه سيكون لبنان من ضمنها وهذا يوجب ان يكون للبنان رئيساً وحكومة كاملة الصلاحيات لمواكبة هذه التسويه لكي لا تأتي على حسابه في حال بقي على تبعثره الحالي.