افتتاحية رأي سياسي …
مرت ذكرى الحرب اللبنانية بلا مدافع ولا رصاص بل دوي ازمات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية…
الغالبية لم تتعظ من تجارب الحرب وأن معظم الشعارات ظلت شعارات وهل ما يعيشه اللبناني اليوم أقل وطأة من نتائج الخمس عشرة سنة المشؤومة تلك بل وأسوأ منها بكثير والأمثلة عديدة تبدأ بالكهرباء والمحروقات ولا تنتهي بأمن الناس الغذائي والاجتماعي والصحي وحتى الانساني.
سياسياً، وفي ظل المراوحة القاتلة رئاسياً وبانتظار التفاهمات الإقليمية والتطورات الدولية ،يبدو ان الموفد القطري سيعود الى بيروت بعد فترة الأعياد لانضاج تسوية ما ، فيما أفادت المعلومات عن اجتماع أميركي – فرنسي – سعودي سوف يعقد السبت في باريس، وذلك لتدارس عدد من الملفات، من بينها موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ أيام عن عدم الخضوع للقرار الأميركي وما أثاره هذا الكلام من ردود فعل، بالإضافة إلى مناقشة الموضوع اللّبناني، وقضايا ذات اهتمام مشترك.
ورغم ان الملف الرئاسي مجمّد في لبنان، إلا ان الحركة في باريس لم تهدأ، ولقاءات مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل مع المسؤولين اللبنانيين والدول المعنية بالملف تتواصل، وآخرها بحسب المعلومات الصحافية زيارته المملكة العربية السعودية لاستكمال الحوار والمحادثات حول ملف الفراغ الرئاسي في لبنان، على ان يلتقي الثلاثاء المقبل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.
وفي اطار متصل، تمنى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري أن يكون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بقصر بعبدا، ففي النهاية نحتاج إلى رئيس جمهورية لإعادة الإنتظام العام إلى البلد. وأشار مكاري إلى أنه”بعد زيارته إلى فرنسا، وفي ظلّ التفاهمات الإقليمية التي تحصل، ففي رأيي أن حظوظه إرتفعت،و ليس من دليل على وجود فيتو سعودي تجاه إنتخاب سليمان فرنجية، وهذه حقيقة ثابتة رغم غزارة التحليلات في هذا المجال”.
ومن هنا فالاولوية للانتخابات الرئاسية بعد عدم الاتفاق على اجراء الانتخابات البلدية،فيما جلسة تشريعية لتأجيل هذه الانتخابات دعا اليها رئيس المجلس النيابي الثلاثاء المقبل إثر اجتماع هيئة مكتب المجلس في عين التينة أمس، والتي سيغيب عنها عدد من النواب ، كما ينعقد مجلس الوزراء الاسبوع المقبل لدراسة الزيادات المقترحة على رواتب موظفي القطاع العام.
وفيما الوزير بسام مولوي كرر من على منبر بكركي ان إجراء الانتخابات ينتظر تأمين التمويل معتبرا ان ما يعرقل إنجازها هو عدم الإرادة السياسية لإجرائها.
لفت نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس ، الى ان “هناك دمجا للقانونين المتعلقين بالتمديد للبلديات لاربعة اشهر والآخر لمدة سنه؟ ذلك من اجل أن يكون التمديد وتمديدا تقنيا بإمتياز وأن قرار إجراء الإنتخابات هو بيد الحكومة وليس بيد المجلس نيابي ،ولكن خوفا منا من حصول أي فراغ او خطا يمنع حصول إجراء الإنتخابات. فهذا يعني بان البلد سيدخل في شلل تام، فهل يمكن لنا ان نتخيل أن المختار لا يعود في وسعه العمل لجهة اصدار وثيقة ولادة وطلبات جوازات السفر؟ وبالتالي نحن لا يمكن ان نبقى منتظرين الغائب في المرحلة المقبلة التي لا نعرف اين ذاهبون فيها. وتابع : لماذا كحد اقصى، لاننا نحن اليوم لا نمدد انما نتحاشى الفراغ على فترة سنة وللحكومة بإمكانها الدعوة ابتداء من الغد لإجراء الانتخابات الانتخابات البلدية والاختيارية وحينما تكون الحكومة جاهزه بالتمويل باستطاعتها اجراء الإنتخابات ساعة تشاء في الوقت الذي تراه هي مناسبا” .
إقليميا تداعيات الاتفاق السعودي الايراني تتسارع في المحيط وآخرها إعادة سوريا الى الجامعة . وتزامناً أكّد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أنّ “موقف قطر ثابت تجاه الأزمة السورية، وهو ضرورة إيجاد حل سياسي شامل، يتوافق عليه الشعب السوري ولا يفرض عليه”.
ومن تلك المحطات تبادل أيضاً زيارات وفود تقنية بين السعودية وايران لاعادة فتح السفارات وعملية تبادل اسرى في اليمن واجتماع مصري – تركي على مستوى وزيري الخارجية وعودة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والبحرين.
تسارع الانفراجات العربية والاقليمية يزعج اسرائيل المأزومة التي اعلنت حال تأهب قصوى خوفا من حصول هجمات في ذكرى يوم القدس العالمي اليوم .