المكاري: ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته.
كرّمت نقابة مصممي الغرافيك في لبنان 11 عضوا من أعضائها في احتفالها التكريمي الخامس الذي أقامته بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسها، والذي تحول الى مهرجان تضامني مع الصحافة اللبنانية، في فندق لانكستر – الروشة، برعاية وحضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري.
استهل الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد عصام عبدالله، ثم تقديم شهادة الى شقيقة الشهيد التي القت كلمة شكرت فيها النقابة ووزير الاعلام على هذه البادرة. ثم القى الاستاذ علي كمال الدين كلمة تعريف بالنقابة قال فيها:
«استمرارية وتجدد» اخترنا هذا الشعار عنوانا للمرحلة القادمة، ولأننا دائماً نبحث عن الافضل، كان هذا العنوان، فالاستمرارية بالنسبة الينا هي في القدرة على البحث عن موارد مادية تمكننا من الصمود في وجه المحن، لا سيما ما يحصل على صعيد وطننا الحبيب من نكبات اقتصادية ومالية تبدأ ولا تنتهي. اما التجدد فأبطاله منتسبو النقابة الجدد، خريجو الجامعات في لبنان، حيث نعلم ان لا تطور وتقدم من دون الجيل الجديد، الواعد والمدرك لأهمية العمل النقابي لتطور مهنتنا وتقدمها. وذلك من خلال دفعنا لهم بأستمرار الى واجهة العمل النقابي”.
أضاف: “في العام ٢٠١٩، كان في صندوق النقابة مبلغ يوازي ١3٠ الف دولار، كان موضوعا في المصرف، ومخصصا لشراء مقر للنقابة، لكنه ضاع في دهاليز سوء الادارة السياسية والاقتصادية والمالية في لبنان. عشرون عاماً والنقابة بلا مقر، لانه وفي غفلة من الزمن أضاع المسؤلون في بلادي جنى عمر النقابة، فاصبحنا نبحث عن مقر يأوينا.
نحن نعاني، منذ عشرين عاماً ونحن نعاني، نعاني من هذه الدولة العقيمة والعميقة في الفساد والتي تهتم بكل شيء الا بمصير ابنائها، لا سيما اصحاب الكفاءات والعلم والُنخب، نعاني من هذه الدولة الطائفية حتى النخاع، نعاني من كل شيء، نعاني شحاً في التمويل وشحاً في الموارد، لكننا مصرون ومصممون على استنباط الحلول وايجاد المخارج من اجل مسيرة «الاستمرارية والتجدد».
وختم بتوجيه “التحية القلبية لنقابة محرري الصحافة اللبنانية، وعلى رأسها النقيب الصديق جوزيف قصيفي، لإستضافتنا في نقابتهم، لاننا في دولة تعرف كل شيء الا مصلحة ابنائها. لم يتبق لنا في وطننا الحبيب لبنان الا كرامتنا وعزتنا وبهما سنُعيد للنقابة عزتها وكرامتها. وبالنسبة لنا اجمل الايام هي غداً”.
تلاها وثائقي مصور تحدث عن نشأة وتاريخ النقابة وتطور عملها وانجازاتها.
ثم القى الوزير المكاري كلمة قال فيها: “كنت خارج لبنان عند عملية “طوفان الاقصى”، فقطعت سفرتي وعدت الى لبنان، وقررت التوجه بأسرع ما يمكن الى الجنوب واللقاء بالصحافيين والمراسلين الموجودين في الجنوب، وبالفعل عدت يوم الخميس ويوم الجمعة صباحا توجهت الى بلدة مارون الراس، حيث اجتمعت بحوالي 50 صحافيا كانوا موجودين هناك، حيث كان كلامي لهم بالانتباه الى سلامتهم، لأن دولة العدو لا تميز بين طفل وشيخ وصحافي وحتى اسراهم ليس لهم حسابات في حربهم، وحتى لو كان واضحا لباسهم كإعلاميين، وبعد ذلك أتاني الشهيد عصام عبدالله ليطلب مني حديث لوكالة “رويترز” وقد أخذ مني حديثا وبعد أربع ساعات استشهد”.
أضاف: “ما أقوله اليوم، أني ملتزم أمام الاعلام اللبناني وامام عائلة الشهيد عصام عبدالله، أن ابقى مطالبا بحقيقة استشهاد عصام، مهما كلفني الامر من جهد، مستخدما أقصى الصلاحيات التي أعطاني اياها الدستور كوزير للاعلام”.
وتابع المكاري: “في حضرة الفن والابداع ، نطلقها صرخة مدوية أن إرادة الحياة ستنتصر على الموت، وهمجية المحتل تكسرها بطولة المقاومة”.
وقال: “الغرافيك هو من الفنون الجميلة و الراقية، بالفن نحمل عدالة قضيتنا ونرفعها إلى الأمم، كي ننتصر بالكلمة والصورة والشعار.
نلتقي اليوم في هذا الحفل التكريمي لنقابة الغرافيك في لبنان، حيث بادرت النقابة مشكورة تحويله لإحياء ذكرى شهيدنا البطل الصحفي عصام عبد الله، الذي استشهد بالقصف الإسرائيلي الغاشم على أرض الجنوب، أثناء تأديته مهمته الصحفية في جنوب لبنان، كما جرح عدد من الزملاء في عملية اغتيال موصوفة” .
وقال: “لقد كان الشهيد عصام نموذجاً رائعاً للشجاعة والتضحية في سبيل كشف الحقيقة ونقلها للعالم. بعينه الثاقبة وعدسة كاميرته، فضح الكثير من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق المدنيين. وإن استشهاده يمثل جريمة حرب تستوجب ملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية”.
أضاف: “إن العدوان الإسرائيلي على غزة، خلف دماراً هائلاً وأودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء. إننا نستنكر بأشد العبارات هذه الجرائم، وندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بوقف هذا العدوان غير المبرر. بالمقابل ينبغي الثناء على جهود الصحافيين، جنود الحق و الحقيقة، الذين يمتلكون سلاح القلم والصورة الامضى و الأجدى في معركة الاعتداء على الانسانية”.
وتوجه الى الصحافيين قائلا: “سلامتكم وحريتكم مصانة وهي أغلى ما نملك، وزارة الإعلام بجانبكم وأمامكم للكشف عن الجرائم المتكررة، وليبقى صوت الحرية مرتفعا من اجل الحقيقة.
وفي هذا السياق، الحكومة اللبنانية في صدد وضع خطة طوارئ إغاثية، ونؤكد أن رعاية المواطن وحمايته من أول الواجبات الأساسية للحكومة تجاه شعبها، وهذا أقل واجب أمام شعب لبنان. وكلنا حذر من أن تنزلق الأوضاع نحو الأسوأ، ونقول أن الحكومة تعمل على وضع خطة، وعلى الناس أن يعلموا بوجود خطة رغم كل الظروف، حيث نعرف أن الحكومة هي حكومة تصريف أعمال وتواجه مشاكل كثيرة، فالمرحلة صعبة جدا، إنما لا يجوز أن نكون بدون خطة حتى نقع في المحظور ولا نكون جاهزين. وأحب أن يعرف اللبنانيون أن الحكومة وما تمثل تقوم بواجباتها لأبعد الحدود من أجل تجنيب بلدنا من أي كارثة. وليرحم الله شهداءنا الأبرار، وليحيا لبنان عزيزاً أبياً خالداً” .
ثم أعلن رئيس النقابة أن الهيئة الادارية في النقابة انتخبت الاستاذ ميشال حلو رئيسا فخريا للنقابة.
بدوره، ألقى حلو كلمة شكر فيها النقابة وقال:
“أتوجه بكلمتي الى زميلنا الشهيد عصام عبدالله والى كل الزملاء الصحافيين الذين يقومون بالدور الاساسي في نقل الخبر، أنا عدت الى لبنان في سنة 2015، لايماني ببيروت كمركز للصحافة العربية والدولية، فعند عودتي تسلمت ادارة جريدة “لوريان لوجور” الجريدة الاقدم في لبنان والمستمرة بالصدور، وقد أسسها جورج نقاش عام 1924.
وأول صحيفة تأسست في لبنان سنة 1858 هي جريدة “حديقة الاخبار” لخليل الخوري، وبالتالي علينا المحافظة على هذا الارث الاستثنائي وبخاصة في هذه الظروف الصعبة.
ومن هنا، أهمية الصحافة واهمية النقابة، تعلمت من كبار الصحافيين من غسان وجبران تويني من سمير قصير أهمية الصحافة وأهمية الشكل للصحافة.
وختم بالتذكير بالسيدة تريز صابر التي عملت في هذه المهنة وكان دورها كبيرا.
ثم تم تكريم السادة: أمين سر النقابة الاستاذ أرنست بعقليني، السيدة ناتاليا أبو شديد شويري، الاستاذ زياد القسيس، السيدة فدوى زبيب، الاستاذ زهير دبس، السيدة ليليان الطويل متى، السيد ناصر قواص، السيدة تانيا القزي سمعان، السيد حليم سمير الشويري، الاستاذ محمد حسين حماده، والاستاذ وليد كميل منسى.