“المقروط” و”الشباكية”: حلويات رئيسية على مائدة المغرب الرمضانية
أصبح من المعتاد أن تغير الكثير من المحلات في أسواق «باب سيدي عبد الوهاب» وسط مدينة وجدة شمال شرق المغرب، من نشاطها خلال رمضان، لتتأقلم مع حاجيات الزبائن في هذا الشهر الكريم.
أغلب المحلات التي تتحول في شهر رمضان، تعرض الحلويات والفطائر وغيرها من المستلزمات التي تلقى إقبالا ورواجا كبيرا.
يقول زبون عبد الله وهو موظف متقاعد، بعد اقتنائه كمية من الحلويات الرمضانية من أحد المحلات، أن حساء «الحريرة» وحلويات «الكريوش» و «المقروط» و «سلو» عناصر أساسية في سفرة رمضان «دونها لا معنى للسفرة الوجدية».
والواقع أن الإقبال على الحلويات في شهر رمضان عادة تشترك فيها وجدة مع باقي المدن المغربية، التي يحرص فيها المغاربة على تزيين موائدهم بمختلف أنواع الحلويات.
على بعد خطوات من الباب الغربي لسوق «باب عبد الوهاب» المطل على شارع «المغرب العربي» تنهمك سعاد زعيت، ومساعدتها في توضيب حلويات محلها.
كان المحل لتوه قد تزين بحلويات «المقروط» و«الكريوش» و»الشباكية» التي تقول سعاد، إنها ضرورية في كل بيت من بيوت وجدة.
وأضافت للتأكيد على أهمية هذه الحلويات في هرم مكونات مائدة رمضان»أنها تبيع في اليوم الواحد من أيام رمضان ما بين 100 إلى 200 كيلوغرام من هذه الحلويات».
والواقع أن العديد من الحلويات الرمضانية التي تتزين بها سفرة سكان وجدة، تتشابه حد التطابق مع الحلويات التي يستحضرها سكان الغرب الجزائري على مائدة رمضان، مثل حلوة «المقروط» المحضرة من السميد والزبدة وعجين التمر و العسل والزيت، ومكونات أخرى.
تمزج السفرة المغربية بشكل عام في رمضان، بين المكونات الحلوة والمالحة، فإلى جانب «المقروط» و»الكريوش» و»الشباكية» الأكثر حظا وشهرة على السفرة، نجد من صنفها أيضا «الزلابية» وهذه بالخصوص تسوق على مدار السنة في أسواق وجدة الشعبية، ويفضلها الأطفال كثيرا لمذاقها وقوامها الهش والطري.
أما المملحات التي تضفي على السفرة «التوازن» تؤكد سعاد أن أكثر ما يقبل عليه الناس من هذا الصنف هو «البريوات» من الدجاج أو السمك، و «البسطيلة».
والواقع أن المغاربة، لا تتزين السفرة في أعينهم إلا بوجود بعض الحلويات التي توارثتها الأجيال.
في طليعتها حسب سعاد»الكعك الوجدي المخمر» وهي حلوى تقليدية بسيطة، من مكونات في متناول أغلب الأسر، كالدقيق والسكر والحليب والبيض والخميرة، حيث أنه بعد تحضير العجينة بمزج هذه المكونات، تترك لتتخمر قبل تشكيلها في شكلها النهائي وهو ما أكسبها اسم الكعك المخمر.
هذا دون أن تخلو السفرة أيضا من»الكاطو المرشوم» أو «المرشم» وهي حلوى يقبل عليها الصغار قبل الكبار في رمضان بخاصة والأعياد، حيث لا تختلف كثيرا في مكوناتها عن الكعك، وتأخذ عدة أشكال.
قال إدريس لمغاري، وهو تاجر حلويات بالمدخل الرئيسي لسوق «سيدي عبد الوهاب» إن الإقبال على اقتناء الحلويات تحسن هذا العام.
وأضاف أن ذلك راجع في الأساس إلى إلغاء المغرب للقيود التي فرضها في السابق بسبب جائحة كورونا، وبالخصوص قيود السفر.
وأردف: «مكن هذا الإجراء من عودة العديد من المغاربة القاطنين بالخارج إلى بلدهم لقضاء رمضان بين الأهل والأحباب».
أما عبد الله، الموظف المتقاعد، فيؤكد أن «الأسعار في متناول الجميع، إذ أن أغلب الحلويات تتراوح أسعارها بين 30 و40 درهما للكيلوغرام الواحد» (بين 3 و4 دولارات).
المصدر: الاناضول