عمليات إغاثة الطفل ريان في المغرب تدخل مراحلها الأخيرة وسط سباق مع الزمن
تشهد المملكة المغربية آمال كبيرة بنهاية سعيدة مع تواصل جهود فرق الإنقاذ المغربية ليل الجمعة السبت لليوم الرابع على التوالي لحفر منفذ يؤمل أن يستخرج منه الطفل ريان العالق وسط بئر شمال البلاد. ويسود الاعتقاد في عين المكان أن فرق الإنقاذ تقترب من إتمام العملية، دون أن ترشح معلومات مفصلة حول مستجداتها. وقد جهزت السلطات مروحية طبية على أمل إنقاذه حيا لينقل إلى أقرب مستشفى.
لليوم الرابع على التوالي، استمرت جهود فرق الإنقاذ المغربية ليل الجمعة السبت، في مرحلتها الأخيرة، لحفر منفذ يؤمل أن يستخرج منه الطفل ريان العالق وسط بئر شمال المملكة، وهي المرحلة الأكثر تعقيدا نظرا لخطر انجراف التربة.
وتعيش المملكة آمال عريضة بنهاية سعيدة رغم أن مصير الطفل لا يزال يخطف. بينما يسود التوتر المنطقة بعد أكثر من 72 ساعة على سقوطه عرضا في بئر جافة بعمق 32 مترا.
وكان عضو اللجنة التي أحدثت في محافظة شفشاون لتتبع العملية عبد الهادي الثمراني قد أوضح في وقت سابق الجمعة لوسائل إعلام محلية أن فرق الإنقاذ “تزوده بالأوكسيجين على مدار الدقيقة وكل ثانية”، فيما جهزت طائرة مروحية طبية على أمل إنقاذه حيا لينقل إلى أقرب مستشفى.
ويسود الاعتقاد في عين المكان أن فرق الإنقاذ تقترب من إتمام العملية، دون أن ترشح معلومات مفصلة حول مستجداتها، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية.
وأفاد مصدر من السلطات المحلية للوكالة إلى أنه بعد الانتهاء من حفر نفق بعمق 32 مترا يوازي البئر الجافة الضيقة التي سقط فيها الطفل عرضا، باشرت فرق الانقاذ مساء الجمعة حفر فجوة أفقية لنحو ثلاثة أمتار، وذلك بعد دراسة تقنية لفريق من المهندسين الطبوغرافيين وأخصائي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر.
وتابع أن طاقما متخصصا جاهز لولوج الفجوة الأفقية على أمل الوصول إلى الطفل.
كما لجأ المنقذون إلى استخدام أنابيب حديدية لتثبت جنبات الفجوة وتفادي مخاطر أي انجراف، في أجواء يخيم عليها التوتر والترقب، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وقد شكلت هشاشة التربة وخطر انجرافها عائقا كبيرا واجه فرق الإنقاذ.
لماذا تأخر الحفر؟
إضافة إلى التعقيدات المرتبطة بطبيعة التربة، ألقى المسؤول في وزارة التجهيز أحمد بخري باللوم على “محدودية الآليات التي تم استعمالها، والتي لا تتجاوز قدرتها حفر 20 مترا في اليوم، وصعوبة وصول آليات بقدرة حفر أكبر تصل إلى 100 متر في اليوم ساهمت في تأخر إنقاذ الطفل”.
وقال لموقع هسبريس المحلي: “كان بالإمكان النجاح في إنقاذه في أقل من 48 ساعة”. ولم تمنع برودة الأجواء ليلا الآلاف من الاستمرار متجمهرين حتى منتصف الليل حول موقع الحادث، في المنطقة الجبلية التي تغطيها أشجار الزيتون واللوز. ويصفق بعضهم من حين لآخر تشجيعا لفرق الإنقاذ، وبينهم من قدم من مناطق بعيدة.
يذكر أن الطفل البالغ خمس سنوات سقط عرضاً حوالي الواحدة ظهرا (ت.غ) الثلاثاء في هذه البئر ذات القطر الضيق والتي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
“لا يزال لدي الأمل”
وتحدثت والدته في تصريحات لوسائل إعلام محلية أنه “تجندنا جميعا للبحث عنه بمجرد أن اختفى إلى أن علمنا أنه سقط في البئر”، وأضافت بتأثر شديد “لا أزال مصدومة لكنني أرجو من الله أن يخرجوه حيّاً. لم أفقد الأمل”
من جانبه، قال والده للقناة التلفزية العامة الثانية الجمعة: “لا يزال لدي الأمل في رؤية ابني يخرج حيا، أشكر كل الناس الذين يعملون على إنقاذه وكل الذين يدعموننا في المغرب وخارجه”.
وسعى متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ في البداية النزول إلى البئر لانتشال الطفل لكنّ قطرها الضيق “الذي لا يتجاوز 45 سنتمترا” حال دون ذلك، على ما أوضح المسؤول عن العملية عبد الهادي تمراني للقناة التلفزيونية العامة الأولى.
وجرى التفكير أيضا في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليتم العمل على حفر النفق الموازي وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.
وبوشرت أشغال الحفر “بشكل حثيث لكن بكثير من الحذر لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة”، وفق ما أوضح تمراني الخميس، مع الاستعانة بآلة حفر سادسة.