رأي

المعركة السياسية الفلسطينية – الأميركية في الأمم المتحدة

كتب حميد قرمان, في “العرب” :

الإشهار الأميركي لسلاح التمويل ينذر بصدام يؤدي إلى انقسام المنظمة الأممية خاصة أمام عجز أميركي عن احتواء الدعم المتزايد لفلسطين لترقية مكانتها من دولة مراقب إلى دولة كاملة العضوية.

تحج الوفود السياسية الأميركية لزيارة رام الله للالتقاء مع الأطر الرسمية الفلسطينية من أجل رسم بعض الملامح الأمنية والسياسية لليوم التالي للحرب الدائرة في قطاع غزة، في محاولة أميركية لإبقاء توازن يحافظ على وجود تمثيلي سياسي ورسمي فلسطيني أمام حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة.

الرؤية الأميركية لترتيبات اليوم الثاني للحرب تقابلها براغماتية محسوبة من السلطة الفلسطينية وندية مندفعة لتكريس واقع الدولة الفلسطينية وفقا لمرتكزات التوجه الأوروبي الناشئ نحو الاعتراف بها، وزخم سياسي عربي؛ المتمثل بمسار السداسية العربية، يمنح الفلسطينيين أرضية صلبة لتمسك بحقوقهم الوطنية في ظل استمرار بنيامين نتنياهو وزمرته اليمينية السعي لفرض حلول غير مقبولة دوليا.

مجددا.. الندية السياسية الفلسطينية الدافعة نحو اشتباك سياسي مع إدارة الرئيس جو بايدن تمثلت في جزئية معاودة طرح مشروع قرار جديد، والمقرر عرضه للتصويت أمام الجمعية العامة يوم الجمعة المقبل، يعترف بأهلية حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الأمر بـ”إيجابية”.

التحرك الدبلوماسي الفلسطيني القائم على الاعتراف بالدولة ومن ثم الذهاب لخوض مفاوضات قضايا الوضع النهائي، تزامن مع تصعيد الخطاب الإعلامي المطالب بثقل أميركي حقيقي وفعال لوقف الحرب مع تحميلها مسؤوليتها الكبرى، والذي تتوّج في سياقه السياسي برفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقابلة الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض كثمن لوقف مساعي التوجه الفلسطيني في الأمم المتحدة في أبريل الماضي، ورفض لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مؤخرا في رام الله كإجراء اعتراضي على الفيتو الأميركي في مجلس الأمن على القرار السابق.

تداعيات المعركة السياسية الفلسطينية مع الولايات المتحدة لن تقف عند حدود المساعي الدبلوماسية في أروقة مؤسسات الأمم المتحدة، فتهديدات واشنطن بوقف تمويل أيّ منظمة تابعة للأمم المتحدة تمنح العضوية الكاملة لأيّ مجموعة لا تتمتع “بالخصائص المعترف بها عالميا” للدولة كما ينص القانون الأميركي، طالت اليونسكو عام 2011 حيث أوقفت الولايات المتحدة سابقا تمويلها لمنظمة الأممي للتربية والعلم والثقافة، بعدما منحت فلسطين العضوية الكاملة.

الإشهار الأميركي لسلاح التمويل ينذر بصدام دولي يؤدي إلى انقسام المؤسسة الأممية، خاصة أمام عجز أميركي عن احتواء الدعم المتزايد لفلسطين لترقية مكانتها من دولة مراقب غير عضو إلى دولة كاملة العضوية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى