رأي

المعايير الغربية استعمار فكري

كتب د. خالد عايد الجنفاوي في صحيفة السياسة.

يشير مصطلح “المعايير الغربية” في هذه المقالة الى المقاييس، أو النماذج الفكرية، والنفسيّة، والأخلاقية والأكاديمية والثقافية و”الحضارية” التي تُؤصِّل وترسِّخ الاستعمار الفكري الغربي الحالي، وبخاصة في بعض المجتمعات، العربية والإسلامية.
بالنسبة لي على الأقل، فهذا النوع الجديد من الاستعمار يتّبع أيديولوجية غربية تهدف الى إعادة فرض السيطرة على المجتمعات غير الغربية عن طريق القوّة الفكرية (المعايير الغربية كاستعمار فكري)، بدلاً من القوّة العسكرية.
ومن بعض دلائل هذا الأمر، نذكر ما يلي:
-المعايير الغربية الفكرية تتناقض مع طبيعة الثقافة العربية الإسلامية: يصعب على الباحث المحايد في شؤون الفكر الإنساني في عالم اليوم، ألاّ يعترف بوجود تناقضات فكرية ونفسيّة، وربما جينيّة أساسية بين ما هو شرقي وما هو غربي، لا سيما في ما يرتبط بتعارض القواعد والمعايير الفكرية، العربية والإسلامية، مع ما تفترضه وتمليه القيم والمعايير الفكرية الغربية.
فالأولى ترتكز على تآزر وتوافق تاريخي بين ما هو ديني وما هو فكري، بينما تتمحور الثانية (المعايير الغربية) حول صراع شبه دموي، ومستمر بين ما هو ديني وما هو فكري أو “علمي.”
-كتب تنمية الذات الغربية تعكس تجارب شخصية واجتماعية غربية: يظهر أنّه لا يوجد دليل علمي واحد يثبت صلاحية المعايير السلوكية والنصائح النفسية لكتب تنمية الذات الغربية في السياقات الاجتماعية، العربية والإسلامية، بل من عواقب التأثّر المفرط بها هو اضطراب الهويات الثقافية العربية والإسلامية عند من لا يزال يستقي منها إدراكاته، وانطباعاته الشخصية، واستنتاجاته الفكرية.
-النظرة الاستشراقية الغربية تجاه العرب والمسلمين: رغم استبدال مصطلح الاستشراق بمصطلح دراسات الشرق الأوسط، لكن لا تزال النظرة الغربية المتعالية تجاه الشرق بعامة هي ما تطغى على هذا النوع من الاستعمار الغربي الفكري الجديد.
-المعايير القرآنية أفضل بديل للمعايير الغربية: تمثّل الدراسة المتعمّقة للقرآن الكريم مصدرًا معرفيًّا، وفكريًّا، وعلميًّا لا ينضب، ويمكن استعمالها لاستخراج معايير ثقافية، وعلمية، وفكرية حضارية عالمية تكشف عن حقائق التجربة الإنسانية بلا تحيّز غربي أو شرقي، فشمولية نظرية المعرفة القرآنية تتضمن كل جوانب الوجود الإنساني!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى