أبرز

المطار: الطيور والرصاص العشوائي ..وقصة ابريق الزيت

 نائلة حمزة عبد الصمد.

خاص رأي سياسي…

حوادث عدة حصلت في محيط مطار رفيق الحريري الدولي هدّدت سلامة الطيران في لبنان، خصوصاً بعدما عادت ظاهرة الطيور في المطار إلى الواجهة من جديد، بالاضافة الى الرصاص الطائش الذي أصاب الطائرات مرات عدة، ما يزيد الخطر على الملاحة الجوية.

  مشكلة اطلاق النار ثقافية وأخلاقية أولاً، أما الخطر الذي بات يحدق بسلامة الطيران المدني بسبب الرصاص العشوائي، يستدعي اجراءات صارمة في المنطقة المحيطة بالمطار، وهنا المسؤولية أمنية بالدرجة الأولى والحل مطلوب من الأجهزة الأمنية كما القوى الفاعلة صاحبة النفوذ في محيط المطار، اذ من المعيب الحديث عن رصاص طائش يصيب الطائرات ، وتعريض سلامة الطيران للخطر كما سلامة المسافرين، إضافة الى الإساءة لسمعة لبنان في العالم وتشويه كل النجاحات التي تحققت في السنوات الماضية وبشهادة عالمية. فالإهمال واللامبالاة شكل من أشكال الفساد خصوصًا عندما تصبح مصدر تهديد لحياة الناس.

 طيور الحمام والنورس …

مشكلة الطيور في محيط المطار ظاهرة خطيرة جداً،  كانت لجأت شركة طيران الشرق الأوسط إلى الصيادين ليخلّصوها من الطيور التي تتجمّع حول مطمر الكوستا برافا ومصبّ نهر الغدير، مهدّدة سلامة الطيران ، وسط تساؤلات عن الجهود التي تقوم بها الدولة لمعالجة مختلفة للقضية. بل على العكس، يتسبّب تراخيها وإهمالها المزمنان بازدياد المخاطر التي يشكلّها البشر على الطيران المدني، لا الطيور، إذا أضفنا إلى المكب والمصبّ، هواة تربية الحمام.

 حملنا السؤال الى رئيس لجنة الأشغال العامة النيابية سجيع عطية ، الذي أكد أن هذا الملف نوقش بشكل وافر في اجتماع اللجنة الاخير بحضور وزير الاشغال العامة علي حمية.

عطية أشار في حديثه ل”رأي سياسي”، الى ان لجنة الاشغال النيابية تساند وزارة الاشغال العامة في هذا الخصوص، وذلك قبل بدء موسم الصيف ، الذي وصفه بالموسم السياحي الواعد هذه السنة، لافتاً الى القيام بالتنسيق مع الجهات المختصة لايجاد حل سريع لهذه المشكلة.

وقال “إن اللجنة طالبت القوى الأمنية بالتشدد لمنع تفلت السلاح بموازاة الطلب من بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت بالمساعدة بالحد من اطلاق النار وتسليم كل من يطلق النار الى القوى الأمنية”.وكشف رئيس لجنة الأشغال لموقعنا ان “اللجنة في اجتماعها اعتبرت ان طيور الحمام تشكل خطرا ،نتيجة مجرى نهر الغدير ومكب الكوستابرافا والضخ والمحطات، لذا تم الاتفاق على بدء العمل من أجل ضخ مياه نهر الغدير على حوالي 1500 متر في البحر بعيداً عن الشاطئ لابعاد السمك وبالتالي ابعاد الطيور قدر المستطاع، وهكذا لن تعد تؤثر على الطيران المدني.”

ونقل عطية عن وزير الداخلية قوله انه “سيرسل كتابا الى بلديات الضاحية، وكل الناس جاهزة لمصادرة الحمام، ولكل ما هو معني بحماية السلامة العامة وسلامة الطيران، اذ لا أحد عليه غطاء او سقف.”

بدوره، ينفي رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام مسؤولية الاتحاد عن تشغيل مطمر الكوستا برافا وإدارته، فهو بالكامل تحت إدارة مجلس الإنماء والإعمار علماً أنّه مجهّز أصلاً بمكبّرات صوت لا تسمح بتجمّع الطيور حوله، حسبما أشار الى “رأي سياسي”. وفي ما يخصّ الطيور، يشير درغام الى “ما يشاهده العمال الذين يرونها على مصبّ نهر الغدير”.

خطورة اطلاق النار …

 حوادث اطلاق النار مسؤولية القوى الأمنية أولاً ، ففي كل مرة يعيش سكان منطقة محيط المطار فرحاً أو حزناً ، يطلق الرصاص من السلاح المتفلت، فيصيب المطار بطائراته ومدارجه، وما ينتج من ذلك من تعريض حياة المسافرين عبره من لبنانيين ‏وعرب وأجانب للخطر.

مصادر أمنية أشارت لموقعنا الى ان مهمة ملاحقة مطلقي النار هي فعل مشترك بين جميع القوى الأمنية في البلاد، وليست موكلة على عاتق الجيش فقط أو قوى الأمن الداخلي فقط، وعليه ضرورة أن تكون جميع هذه القوى منخرطة في هذه الجهود للقضاء على الظاهرة كلياً”، وشددت المصادر على أن جميع مطلقي النار “لا يحظون بغطاء سياسي، وأبلغت السلطات الأمنية بالكامل أن لا غطاء سياسياً على أحد مطلقاً” وأعطت الضوء الأخضر لملاحقتهم وتوقيفهم” في منطقة الضاحية القريبة للمطار.

وفي إشارة إلى تعاون الأجهزة الأمنية في داخل المطار وخارجه، شدد المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد إلياس البيسري خلال اجتماعه مع مسؤولين في المطار على أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية والمدنية القائمة في المطار بهدف تأمين أمن وسلامة المسافرين والوافدين.

فهل ستكون الخطوات الرسمية كفيلة بايجاد حل لهذه المشكلة ؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى