المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا بلغت 27 مليار دولار
كشف الاتحاد الأوروبي، الاثنين، أن حجم المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا من بلدان القارة بلغ 27 مليار دولار، ما يعد أضخم إمداد بالسلاح والتقنيات إلى بلد من خارج الاتحاد.
وتزامن ذلك مع إعلان باريس التوقف عن إمداد كييف بالأسلحة والمعدات من ترسانة جيشها، والانتقال إلى آلية جديدة تقوم على تخصيص صندوق خاص لأوكرانيا لشراء المستلزمات الحربية من الشركات الفرنسية. وتأتي الخطوة بعد مرور يوم واحد على إعلان ألمانيا نيتها مضاعفة المساعدات المقدّمة إلى كييف في العام المقبل.
وعلى الرغم من ظهور بعض التباينات في الفترة الأخيرة داخل البيت الأوروبي، حول ملف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، وتلويح عدد من العواصم الأوروبية بالميل إلى تقليص حجم المساعدات المقدمة إلى كييف، فقد بدا أن الاتحاد الأوروبي تعمد توجيه رسالة واضحة بأن دعم كييف في الحرب المتواصلة مع روسيا ما زال على رأس أولويات بلدان القارة، وأن الانشغال الحالي بتوجيه جزء من الدعم إلى إسرائيل على خلفية الهجوم القوي المتواصل على قطاع غزة، لا يحمل تبدلاً في الأولويات الأساسية للاتحاد.
صندوق خاص
وحملت مواقف باريس وبرلين توجهاً واضحاً في هذا الشأن، وبعد إعلان ألمانيا عزمها مضاعفة صادراتها العام المقبل من الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا، سارت فرنسا خطوة مماثلة من خلال الإعلان عن تأسيس صندوق خاص للحكومة الأوكرانية، لاستخدامه في شراء أسلحة ومعدات من الشركات الفرنسية. وعلى الرغم من أن الخطوة الفرنسية بدت أكثر تواضعاً وأقل تأثيراً من الإعلان الألماني، فإنها وجّهت بدورها رسالة بعدم نية باريس وقف الدعم المقدم إلى الأوكرانيين.
وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت أنها سوف تتوقف عن نقل الأسلحة من ترسانات الجيش الفرنسي إلى كييف، بهدف دفع أوكرانيا إلى شراء أسلحة جديدة من الشركات الفرنسية، باستخدام الأموال المخصصة في صندوق تم إطلاقه لهذا الغرض.
وقال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو: «نحن نتفاوض الآن مع زملائنا الأوكرانيين لدفع أوكرانيا لشراء مدافع (هاوتزر) جديدة باستخدام أموال من صندوق خاص، وحتى لا يضطر الجيش الفرنسي بعد الآن إلى نقل الأسلحة من ترساناته». وأشار وزير الدفاع إلى تقرير برلماني نشر مؤخراً يفيد بأن حجم المساعدات العسكرية الفرنسية لأوكرانيا وصل إلى 3 مليارات يورو. ووفقاً للمسؤول ذاته، فقد تم تخصيص 200 مليون يورو من الميزانية الفرنسية لصندوق خاص لدعم أوكرانيا؛ حيث يمكن لكييف أن تنفق الأموال على شراء أسلحة جديدة، بشرط أن يكون ذلك من الموردين الفرنسيين.
وشدد الوزير على أن فرنسا «تفضل تقديم دعم كبير؛ لكن لا تتحدث عن كل ما تفعله»؛ مشيراً إلى أن باريس تركز على مجالين رئيسيين للمساعدة، وهما تزويد كييف بقدرات الدفاع الجوي، بما في ذلك القدرات المضادة للطائرات من دون طيار، ومعدات القوات البرية، بما في ذلك المدفعية والنقل.
وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، قد أعلن، الأحد، أن برلين ستضاعف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا لتصل إلى 8 مليارات يورو عام 2024. وقال بيستوريوس إن هذه الخطوة «إشارة قوية لأوكرانيا تظهر أننا لن نتخلى عنها».
مضاعفة المساعدات
وقبل ذلك مباشرة كانت صحيفة «بيلد» قد أوردت أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يعتزم مضاعفة حجم المساعدات العسكرية المقررة لأوكرانيا في العام المقبل، من 4 إلى 8 مليارات يورو. وأفادت الصحيفة نقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع الألمانية، بأن «لجنة الميزانية ستتخذ القرار الرسمي الأسبوع المقبل بشأن مبلغ إضافي قدره 4 مليارات دولار».
في الوقت ذاته، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس، عن استعداده لمواصلة الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف إنضاج آليات للتسوية السياسية للصراع.
وتولي كييف أهمية خاصة لمواصلة قنوات الإمداد العسكري الأوروبية، وكان رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميغال، قد قال إن الشركة الحكومية الأوكرانية «أوكروبورونبروم» وشركة الدفاع الألمانية «راينميتال» قامتا بإنشاء مصنع مشترك في أوكرانيا. وأضاف أن المصنع سيقوم بصيانة وإصلاح المعدات الموردة لأوكرانيا. كما سيتم فيه إنتاج أفضل نماذج للمعدات العسكرية التي تنتجها الشركة الألمانية.
وفي وقت سابق، أعلنت شركة «أوكروبورونبروم» أنه تم التوصل إلى اتفاقية شراكة لإنشاء مصنع مشترك لإصلاح المدرعات الموردة لأوكرانيا. وكشف مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن قيمة المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا بلغت 27 مليار يورو، من دون أن يتطرق إلى حجم الإمدادات الإضافية التي تنوي بعض بلدان الاتحاد منحها للجانب الأوكراني خلال المرحلة المقبلة. وقال بوريل، الاثنين، قبل بدء اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «لا تنسوا أوكرانيا، القتال مستمر… إن مساعداتنا تزداد، أستطيع القول إنها وصلت إلى مستوى 27 مليار يورو من الدعم العسكري، وهذا هو أعلى رقم تم تحقيقه على الإطلاق. ونحن مستمرون في ذلك. ندرب الجيش الأوكراني، ونواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا».
ولم يوضح المسؤول الأوروبي تفاصيل عن خطة الدعم العسكري طويل الأجل بمبلغ 20 مليار يورو خلال السنوات الأربع المقبلة، فضلاً على المساعدة المالية الكلية للفترة من 2024- 2027 بمبلغ 50 مليار يورو التي كان الاتحاد الأوروبي قد أقرها في وقت سابق. ومن المقرر مناقشة هذه القضايا خلال اجتماعات وزراء الخارجية ووزراء الدفاع للمجموعة الأوروبية.
وتتهم روسيا الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي بالتدخل المباشر في الحرب الأوكرانية. وكان الكرملين قد حذر في وقت سابق من مخاطر انزلاق الوضع نحو مواجهة مباشرة، وأكد أن الإمدادات الغربية إلى كييف تغدو أهدافاً مشروعة للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.