أبرزرأي

المزاج الدولي بدأ يتغير بإتجاه إنتخاب رئيس للبنان

حسين زلغوط – خاص موقع رأي سياسي:

هل بدأ العد العكسي لرحيل الفراغ عن قصر بعبدا الذي إستوطن فيه على مدى عام وعدة شهور، وينتخب رئيس للجمهورية ينتظم من خلاله عمل المؤسسات ، ويوضع لبنان على طريق التعافي؟

قد يقال أنه من الصعب الإجابة على هذا النوع من الأسئلة في ظل الغبار الذي يلف المشهدين الداخلي والخارجي، وبعد صولات وجولات لموفدين دوليين فشلوا على مدى الأشهر الماضية من إحداث ولو فجوة صغيرة في الجدار العالي لهذه الازمة، غير أن ما يرشح من معلومات وإن بمقدار ضئيل ، ينبئ بإمكانية التوافق على انتخاب رئيس للبنان في حال نجحت الإتصالات الدولية في الوصول الى هدنة في غزة، حيث أن الملف اللبناني من الزاوية الرئاسية يأتي في المرتبة الثانية من الإهتمام الدولي، من باب وجوب أن يكون في لبنان رئيس للجمهورية وحكومة مكتملة الأوصاف لمواكبة التسوية التي هي قيد الإنضاج في المنطقة.

من هنا فإن مصادر نيابية تؤكد لموقع “رأي سياسي” أنه لو لم يكن هناك من معطيات جدية تؤشر الى إمكان حصول متغيرات ما في المنطقة، لما كانت اعطيت “اللجنة الخماسية” قوة دفع دولية جعلتها تكثف من تحركها بدءاً من الإسبوع الطالع بواسطة سفرائها في لبنان الذين يستعدون لإجراء مروحة من اللقاءات بهدف تحضير الارضية اللبنانية الصالحة، وتهيئتها، لاستقبال الحل الرئاسي متى حان الوقت،وهذا التحرك سيراعي مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، حيث يعتبر بعض السفراء بأن هذه المبادرة تتقاطع الى حد كبير مع النقاط التي تتحرك على أساسها “اللجنة الخماسية” لانتخاب رئيس للبنان.

وكما بات معلوماً فإن سفراء أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر ، سيلتقون رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات المقبلة، وعلى أجندتهم مواعيد مع الرئيس السابق ميشال عون، ومع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ورئيس حزب “القوات اللبنانية سمير جعجع، من دون أن يكون لديهم أي طروحات جديدة ، وربما يكون هؤلاء السفراء يعولون على دور للقيادات المسيحية للتمكن من إحداث خرق يؤدي الى إخراج الإستحقاق الرئاسي من الدوامة العالق فيها، ولهذا السبب تجري محاولات لإقناع بكركي في جمع القيادات المسيحية في صرحها علّ ذلك يؤدي الى حلحلة بعض العقد والذهاب في اتجاه التفاهم على شخصية الرئيس الجديد، غير أن هذه المحاولات ما تزال تصطدم بعقبات من بينها أن أطرافاً مسيحية تحكم مسبقاً على فشل مثل هذه المحاولة التي حصل مثلها في أوقات سابقة ولم تثمر نتائج إيجابية في محطات متعددة.

في الجانب الآخر فإن الرئيس نبيه بري و”حزب الله” وإن كانا ما يزالا يتمسكان بترشيح رئيس “تيار المردة” ، غير أنهما أبلغا من يعنيهم الأمر الانفتاح على الحوار من دون شروط ، من منطلق الحرص على وضع حد للفراغ وانتخاب رئيس للبلد في هذا الظرف العصيب، التي تعيشه المنطقة، وأن الرئيس بري سيبلغ بإسمه وبإسم “حزب الله” سفراء “الخماسية” عند زيارتهم له في عين التينة.

من هنا فإن المصادر ترى أن جولة السفراء ربما تكون الأخيرة في شهر رمضان المبارك، وأنه بعد عيد الفطر سنشهد تزخيماً ملحوظاً للتحركات في الداخل والخارج محورها الرئاسة، وأنه في حال تم التوصل الى هدنة في غزة، عندها يمكن القول أن دق الجرس الدولي إيذاناً بانتخاب رئيس سنسمعه في وقت قريب، كون أن دول القرار سيعملون على تهدئة الوضع اللبناني من مختلف جوانبه رئاسياً كان أم أمنياً ، وأن ما يحكى عن لقاءات أميركية- ايرانية وإن بشكل غير مباشر يوحي بأن تسوية ما تلوح في الأفق وأن رياحها ستلفح لبنان حتماً.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى