المركز الكاثوليكي للإعلام..في مؤتمر الثلاثين: “التربية على المواطنية..من أجل مجتمع أكثر ديموقراطية”
عقد في المركز الكاثوليكي للإعلام في جل الديب مؤتمر صحافي أعلن في خلاله عن المؤتمر السنوي الثلاثين الذي تنظمه اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان بعنوان”التربية على المواطنية، من أجل مجتمع أكثر ديموقراطية” في 3 و4 أيلول المقبل برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في جامعة الروح القدس – الكسليك.
بداية رحب مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم بالحضور، وقال:”نطلق اليوم في مؤتمرنا الصحافي ونعلن عن المؤتمر السنوي الثلاثين الذي تنظمه الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية تحت عنوان “التربية على المواطنية من أجل مجتمع أكثر ديموقراطية”، ونحن نرى في هذا العنوان مشروعا مستقبليا يحمل في مضمونه مشروع إنقاذ للبنان ومؤسساته، لكن في الوقت عينه هو مشروع تحد نواجه من خلاله المصاعب والمشاكل التي تواجه اطلاق مشروع المواطنة، ومنها الاتفاق على كتاب تاريخ موحد يتفق عليه اللبنانيون، وتأكيد الثوابت الوطنية التي قام عليها المجتمع اللبناني”.
أضاف:”لن نقف مكتوفي الأيدي، وما تقوم به الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية هو مشروعنا جميعا، لاننا نرى فيه بداية خلاص لبنان، لا بل إعادة تكوين فكرة الدولة البعيدة كل البعد عن كل أشكال التفرقة والفساد الذي دمّرت مؤسّسات الدولة”.
وتمنى أبو كسم للمؤتمر “النجاح والتوفيق”.
الاب نصر
ثم تحدّث الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر عن المؤتمر وأهدافه، وقال:”في تفاعل المواطن، والفضاء السياسيّ، والشأن السياسيّ، تُصاغ هويّته، وعمله ومستقبله. وبالتالي، فإنّ انخراط المواطن في حيّز سياسيّ يدخله في مواطنيّة الانتماء. وهذا بدوره يحيله إلى مواطنيّة المشاركة حيث يكون ملتزمًا تمامًا بـ”الشأن السياسيّ”. وسيغدو من الضروريّ عندئذ مساءلة طبيعة هذه المشاركة في “الشأن السياسيّ” ودينامياتها، لا سيّما في بلد مثل لبنان، يتأثّر بخطر فقدان المعايير في مواجهة العولمة، والعولمة الماليّة، وأزمة القيم والمؤسّسات، فضلًا عن أزمة التمثيل، واقعًا ومفهومًا. ومَن غيرُ النظام التربويّ – والحال هذه – يمكنه الإجابة عن هذا السؤال؟ وبالتالي، فإن مسألة التربية على المواطنيّة تبقى وستظلّ محور تفكيرنا”.
أضاف:”هذا يقودنا إلى إعادة النظر في جميع مبادراتنا المواطنيّة التي نحاول تقديمها في غياب ثقافة مواطنيّة مشتركة. ويثير (يطرح) هذا الموضوع العديد من الأسئلة: لماذا لم ينجح النظام التربويّ اللبناني بعدُ في إرساء ثقافة مواطنيّة مشتركة تلائم الانتماء الوطنيّ والمشاركة الديموقراطية؟ هل شبابنا قادرون على النقاش وممارسة التفكير النقديّ وتطوير سيرورتهم المواطنيّة؟”.
وتابع:”في هذه الظروف بالذات نتطلّع في المؤتمر الثلاثين للمدارس الكاثوليكيّة، إلى أن تتلاقى الأفكار لتطوير أسس المواطنيّة التشاركيّة والمسؤولة والنشطة، بما يتماشى مع الديموقراطيّة التشاركيّة والتمثيليّة؛ إذ يسعى هذا المؤتمر إلى إدخال دلالات ووقائع جديدة من خلال إعادة تشكيل المفاهيم المقبولة للهويّة الجماعيّة والمواطنيّة. وهكذا، يطمح المؤتمر إلى مساءلة دور المؤسّسات التعليميّة في تنشئة مواطني الغد، من خلال التركيز على الاهتمام المشترك؛ إذ في السياق الحاليّ للأزمات المتعدّدة الأبعاد في لبنان، كيف يمكن للمدارس الكاثوليكيّة أن تؤدّي دورًا أساسيًّا في تنشئة مواطنين مسؤولين ملتزمين في مجتمع ديموقراطيّ؟”.
وأشار الأب نصر الى أن “في اليوم الأوّل من المؤتمر، ننظر إلى المواطنيّة من منظور تاريخيّ يميز بين الذاكرة والهويّة. ويسمح لنا اليوم الثاني بمقاربة المواطنيّة في علاقتها ببروز الوعي الوطنيّ، الذي يعتبر شرطًا لتربية مواطنيّة تحويليّة. أخيرًا، نعرض وجهات نظر جديدة لمواطنيّة ناشئة، ونتساءل عن النتائج المرجوّة أو المتوقعة لتجديد الممارسات الديموقراطيّة من خلال مواطنية أكثر فاعلية”.
وسأل:”في السياق اللبنانيّ الحاليّ، المضطرب بفعل الأزمات المتعدّدة، كيف يمكن التربية على المواطنيّة، بوصفها الموجّه الأساسيّ للتحوّل الاجتماعيّ، و كما يتمّ تدريسها في المدارس الكاثوليكيّة، أن تسهم في تنشئة مواطن مسؤول وملتزم في مجتمع ديمقراطيّ؟
وذكر الأب نصر أن المؤتمر يهدف إلى “إعادة النظر في أسس التربية على المواطنيّة وتطبيقها داخل مؤسّساتنا الكاثوليكيّة، تعزيز الكفايات الديموقراطيّة في تعليمنا لتنشئة المواطن الملتزم (المسؤوليّة، والشعور بالانتماء، والمساءلة، واحترام الخير العام…)، بالإضافة إلى وضع دليل للتربية على المواطنيّة بهدف إنشاء إطار موحّد ومتناسق”.