رأي

«المرشح الإصلاحي» الإيراني

كتب عماد الدين أديب, في “البيان”:

ما الفهم الصحيح لتعريف «سياسي إصلاحي»؟

أول من استخدم هذا المصطلح في العمل السياسي كان عام 1700 ميلادي، حينما قامت حركة السياسي كريستوفر ويفل بمحاولة إصلاح النظام البرلماني.

ويختلف «الإصلاح» عن «الثورة»، على أساس أن الإصلاح يهدف إلى معالجة بعض المشاكل والأخطاء دون التغيير الجذري للقواعد الأساسية للنظام السياسي.

ومنذ ساعات سمعنا عن فوز المرشح مسعود بزشكيان بمنصب رئيس الجمهورية في سباق انتخابات تم على جولتين، انتهى بتغلبه على المرشح «المحافظ» سعيد جليلي.

مصطلح «إصلاحي» يجب فهمه وتفسيره كما كل التعريفات السياسية في سياق الفهم الزمني والثقافي لواقع زمان ومكان معين، بمعنى الإصلاحي في زمن ستالين غير الإصلاحي في زمن غورباتشوف، غيرهما في زمن بوتين.

في الحالة الإيرانية فإن مفهوم الإصلاحي منذ الثورة الإسلامية عام 1979 هو مفهوم من «يريد إصلاح بعض الأخطاء أو ممارسة بعض السياسات المختلفة، ولكن دون السعي إلى تغيير أو إسقاط قواعد الثورة الإسلامية».

خاتمي وروحاني وجواد ظريف وقبلهم رفسنجاني كانت لديهم حزمة «تحسينات» أو «تعديلات» في السياسات الداخلية والخارجية، ولكن في ظل دولة الولي الفقيه، التي يديرها ويترأسها المرشد الأعلى، ويمارس فيها سلطاته العليا النهائية من خلال الحرس الثوري والبرلمان، وهيئة تشخيص مصلحة النظام.

حقاً، لقد أصبح لإيران رئيس جديد منفتح بحماس على التطوير والتحديث، ولكن تحت مظلة النظام القديم، الذي يحسم القرار النهائي فيه المرشد الأعلى.

هكذا يقول دستور 1979، وهكذا يقول واقع التجربة منذ ذلك التاريخ.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى