محمد حسن الساعدي, خاص – “رأي سياسي”:
منذ بدء طوفان الاقصى والذي أزاح اللثام عن تلك الوجوه الملطخة بعار المذلة والخيانة وتقبيل الاحذية،المنخرطين بعار التطبيع(الصهيوأمريكي) وأزالوا ما بقي من حياء من وجوهم التي تحولت الى خشنة وكالحة بفعل الذل والتبعية للغرب.
كشفت التقارير الخبرية أن الفصائل الفلسطينية بدأت في الانتقال من الاساليب القديمة المتبعة في المواجهة مع الكيان الاسرائيلي الى الاسلوب الجديد في تحقيق النصر،عبر القوة والقدرة التي يمتلكها القساميون،وما حققوه من نصر ليس عسكرياً فحسب بل وسياسياً أيضاً،لان الهجوم المفاجئ الذي قامت به حماس قد أطلق رسالة مهمة أنها أقوى من السلطة الفلسطينية المحاصرة،وأستطاعت من قلب الوضع الراهن الغير قابل للاستمرار،حيث من الممكن أن يتحول هذا الصراع الى أبعد من ذلك ليعبر ويشمل لبنان كذلك وبسرعة،ويشعل حرباً إقليمية لأنه قد يجذب كل القوى التي ترفض الهيمنة الامريكية على المنطقة وإدخال المنطقة في متغيرات يصعب التنبؤ بها.
بات من المؤكد أن الضوء الاخضر الذي حصلت عليه إسرائيل من واشنطن سيشجعها على ارتكاب المجازر الافضع،وتجاوز كل الخطوط الحمراء بل سيحول واشنطن الى شريك أساسي في الحرب على الشعب الفلسطيني وتحديداً في غزة،لذلك ينبغي على المجتمع الدولي أن يتراجع خطوة الى الوراء وينظر الى السبب الاساس للأحداث المفزعة التي وقعت في السابع من اكتوبر والتي راح ضحيتها أكثر من 40000 الف بين شهيد وجريح بالإضافة الى عشرات المباني المدمرة وانهيار البنى التحتية والخدمية لقطاع غزة الامر الذي سيؤدي الى إعلانها منطقة منكوبة لما تعرضت له من دمار كبير وما زالت تحت وطأة الماكنة الصهيونية التي عبرت بصدق عن نواياها وتاريخها الاسود المضرج بدماء الابرياء.
المجتمع الدولي أمام مسؤوليات ليست قانونية بقدر ما هي انسانية فهو يتحمل كامل المسؤولية في ترك هذه الحرب الهمجية الغير متكافئة بين الآت الدمار الشامل الصهيونية وبين الشعب الاعزل،الذي يريد العيش بكرامة على ارضه،وأن ينظر الى السبب الاساس للأحداث المأساوية التي وقعت وراح ضحيتها الآف بين ابناء الشعب الفلسطيني،لذلك كانت هناك مساعي من بعض الدول الاسلامية في تخفيف آثار الحرب على غزة عبر فتح ممرات لنقل الغذاء والماء الى غزة،عبر مصر التي تسعى هي الاخرى اللعب على جراح الفلسطينيين وأن تسعى لإقناع حلفاءها في واشنطن وأروبا بان الوساطة في الشرق الاوسط لا يمكن أن تمر الا عبر القاهرة وليس عبر أي عاصمة أخرى.
تحتاج إسرائيل أن تتعامل مع طبيعة السيطرة على ساحة المعركة سواء في غزة أو مع حزب الله الذي يبدو مسيطراً تماماً على الارض وعلى الحركة العسكرية لقطعات الجيش الاسرائيلي وتحت سيطرة نيرانه،كما أن المرجح أن تتسبب هذه الترسانة لحزب الله من الصواريخ الدقيقة والمقاتلين المتمرسين والممارسين لحرب الشوارع والعصابات في القتال،بأضرار جسيمة بالبنية التحتية الاسرائيلية،لذلك فأن تل أبيب تخشى مثل هذا الصدام مع لبنان وستسعى الى تطويق الازمة بسرعة.
أعتقد وكما يرى المراقبون أن المجتمع الدولي لم يبقى له عذراً أمام الهمجية الصهيونية وكيف عبر عن وحشيتهم في قتلهم للأطفال والابرياء في مستشفى المعمداني الاهلي والذي راح ضحيته الآف من الشهداء والجرحى،وأن يوقف إراقة الدماء واعترافه بان ما جرى في غزة هي مذبحة جماعية وأن الحرب غير متكافئة بين الطرفين،مع السعي الى إيجاد حل ونهائي وجذري عبر إنهاء وجود الكيان الصهيوني الغاصب على الاراضي المغتصبة والمحتلة وكما عبر سماحة الامام السيد السيستاني في بيانه الاخير الذي شجب الافعال البربرية للكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الابراهيمية.