رأي

المتظاهرون لبايدن: الخط الأحمر… كذبة!

كتب علي الفيروز, في “الراي” :

«صوت» الإنسانية الشاجب للمجازر الإسرائيلية تجاه أهل غزة والذي «علا» أمام البيت الأبيض الأميركي سبق مقترح الهدنة الأميركي أو (البايدني) الذي «صوت» عليه مجلس الأمن لإنهاء الحرب في غزة.

السبت الماضي، طالب آلاف المتظاهرين أمام البيت الأبيض الالتزام بالشعار الذي يؤكد أن انتهاكات غزة هي خطهم الأحمر، حيث هتف الجميع بصوت واحد: «خط بايدن الأحمر… كذبة، ونتنياهو يتلاعب بكم».

وقد كانت الحملة الشعبية تحت شعار «الإبادة الجماعية… خطنا الأحمر»، حيث شارك في هذه الحملة فلسطينيون وعرب أميركيون ومجموعات أميركية أخرى وتشاركهم أيضاً مجموعة من اليهود مناهضين لحكومة نتنياهو، ومجموعات أخرى من خلفيات عرقية ودينية.

وقد تميّز بعضهم برداء أحمر نسبة للخط الأحمر وبأعلام أميركية وفلسطينية تغطي الساحات الخارجية، والبعض منهم رافعاً لافتات تندد إجرام الاحتلال في حربها ضد الأطفال الأبرياء أي أن قصف الأطفال ليس دفاعاً عن النفس، ومرددين شعارات أخرى مثل الحرية… الحرية لفلسطين، وبايدن كف عن الكذب، وأوقفوا الاحتلال البغيض» جميعها رسائل مناهضة لحرب غزة صادرة من أكبر مظاهرة شعبية تطالب بوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، متمنين أن تصل رسالتهم الى الرئيس بايدن وإلى الرأي العام الأميركي والعالم أجمع، في حين شدد البيت الأبيض بإجراءاته الأمنية من خلال إقامة سياج إضافي، ولكن أصر المتظاهرون الحضور والمشاركة من مناطقهم البعيدة عن التجمع مثل ولاية Maine وولاية Florida وغيرهما في حمل بعضهم لافتة طويلة تحمل أسماء الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا على يد عصابة قوات الاحتلال، وبالتالي نحن أمام مشاهد تاريخية تطالب بوقف الإبادة الجماعية التي وصل ضحاياها نحو 37 ألف شهيد فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023.

… أشهر قليلة تربطنا مع بدء الانتخابات الرئاسية التي حتماً ستضع بايدن في مواجهة منافسه وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، بينما يتعرض الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الكثير من الانتقادات اللاذعة في الولايات المتحدة، حيث يرى الكثيرون أنه لا يفعل شيئاً ملموساً للتأثير على سياسة الحكومة الإسرائيلية وأمام الطريقة الشنيعة التي تمارسها قوات الاحتلال في غزة وفي غياب تام للوعود التي قطعها على نفسه أمام أكذوبة البيت الأبيض بأن الخط الأحمر مازال لم يتم تجاوزه، فأي خط أحمر يتحدثون عنه أمام الآلاف من الضحايا المدنيين العزل، وأي خط أحمر أمام مجاعة قد طالت حتى الأطفال والشيوخ؟!

هناك أميركيون لم يعد يصدقون شيئاً يقوله جو بايدن، أي أن الخط الأحمر في خطابه أصبح هراء ونفاقاً على حد تعبيرهم، وهناك من قال إن الرئيس بايدن لا يفي بكلماته رغم كبر سنه، وبالتالي يأمل غالبية الشعب الأميركي أن ينتهي النزاع في الشرق الأوسط بأسرع وقت ممكن قبل تفاقمه.

كما يتعرّض الرئيس بايدن لضغوط لتأمين دعم الناخبين المسلمين والشباب الذين يصوتون تقليدياً للحزب الديموقراطي، وبالتالي هناك غالبية أميركية قد لا تصوت للمرشح دونالد ترامب خصوصاً بعد تعهده بسحق الاحتجاجات الأخيرة المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية إذا عاد إلى البيت الأبيض مرة ثانية ووصفها بأنها جزء من ثورة جذرية، ولا للرئيس جو بايدن في 5 نوفمبر المقبل ولكن ربما لمرشح ثالث منافس قد يفاجئ الجميع، وبالتالي ليس من المستغرب أن يستقيل نحو 8 مسؤولين من إدارة الرئيس جو بايدن بسبب معارضتهم الشديدة لسياسته الخارجية حيث يواصل الاحتلال عدوانه على غزة بمساعدة أميركية متجاهلاً قرارات مجلس الأمن الدولي الذي يؤكد على وقف القتال فوراً ومن دون شروط.

وبسبب التعنت الإسرائيلي على مواصلة حربه داخل الأراضي الفلسطينية على الرغم من الضغوط الدولية، رفض نواب ديموقراطيون السماح لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بإلقاء كلمته أمام نواب الكونغرس، ما يكشف عن وجود انقسام حقيقي لحزب الرئيس بايدن حول تعامل الولايات المتحدة مع حرب غزة، فيما تعهد عدد كبير من نواب الكونغرس بعدم حضورهم لهذا الخطاب ويتقدمهم السيناتور اليهودي بيرني ساندرز، الذي سبق أن لقب نتنياهو «بمجرم حرب» ولا يجب دعوته للكونغرس أبداً، بينما الغالبية ترى أن حضوره ليس مفيداً لهم وسيؤدي حتماً إلى نتائج عكسية، لذلك من المؤسف حقاً أن يصوت مجلس النواب الأميركي بالموافقة على مشروع قانون يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وبموافقة 247 عضواً رغم غليان الشارع الأميركي حول الأحداث الأخيرة، فيما تشتمل هذه العقوبات على الممتلكات والتأشيرات ضد المشاركين في أي محاولة للتحقيق أو اعتقال أو احتجاز أو محاكمة أي شخص محمي من الولايات الأميركية المتحدة أو الدول الحليفة، بينما في المقابل لم تتردد المحكمة الجنائية الدولية من إعلان المدعي العام كريم خان، بطلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وبقية قادة جيش الاحتلال…

ويبقى السؤال هنا: هل اقتنع فعلاً قضاة المحكمة الجنائية الدولية على طلب مدعيها العام كريم خان، حول إصدار هذه الأوامر، أم مازالت قيد الدراسة؟! وبالمقابل، هل ترى الهدنة النور، ويبيض الإقتراح بوقف إطلاق النار صفحة واشنطن، في وقت وافقت فيه الإدارة الأميركية على معاودة تزويد إسرائيل بالسلاح؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى