المؤتمر الدولي إلى الواجهة من جديد
تتصاعد الأزمات أكثر فأكثر. الحلول الداخلية مستبعدة في ظل الإصرار على المواقف والتشبّث بها من قبل القوى المختلفة. ولا مجال لإيجاد أي حل قبل الوصول إلى تسوية دولية وإقليمية. من هنا تبرز حركة الاتصالات الخارجية من زيارة رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، إلى الفاتيكان ولقائه البابا فرنسيس
وقد أشارت مصادر متابعة لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى تحضير ميقاتي لتوفير عقد لقاء جديد مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ويُفترض أن يكون بعد زيارة ماكرون إلى المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، وقطر، حيث سيكون الملف اللبناني مطروحاً على الطاولة
كذلك برزت معطيات تفيد بزيارة سيجريها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الشهر المقبل، بالإضافة إلى تحضير لزيارة سيجريها وزير خارجية الفاتيكان إلى بيروت في الأسابيع المقبلة. وبحسب المصادر، “ليس لدى لبنان سوى الرهان على الوضع الدولي الذي قد يشفع بالواقع فيه، ويساهم في لجم التدهور السياسي والمالي. وبحال تأخّر موعد الوصول إلى التسوية، فإن الوضع في لبنان ينذر بالأسوأ، فيما المؤشّر لبدء التسوية هو بإنجاز ملف ترسيم الحدود، إذ ينتظر لبنان زيارة المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، خلال الأيام المقبلة”
في هذه الأثناء، التوتر السياسي بين مختلف القوى السياسية مستمر. وتعتبر المصادر أنّ، “هناك حالة اختلاف صامتة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب اللّه، إذ أنّ عون يرى عهده مكبلاً، والحكومة غير قادرة على الاجتماع في ظل الأزمة مع دول الخليج، والأزمة القضائية. وما بعد قرار محكمة التمييز يُفترض بهذا التوتّر أن يتصاعد أكثر، خاصة أنّ حزب الله لا يزال مصراً على تنحية القاضي طارق البيطار، فيما رئيس الجمهورية يتمسّك بمبدأ فصل السلطات”.توازياً، تتهم قوى سياسية متعددة، بينها أوساط قريبة من رئيس الجمهورية، حزب اللّه بأنّه يؤجل كل الاستحقاقات اللبنانية لنجاح مفاوضات فيينا بين إيران وأميركا. وفيما تتقدّم حسابات الانتخابات النيابية والرئاسية على ما عداها من حسابات أخرى، الجميع بدأ يركّز في مساعيه السياسية على مرحلة الانتخابات النيابية والرئاسية. عون يحاول الإمساك بأكبر قدرٍ من الأوراق، فيما القوى المعارضة له تريد إجباره على إجراء الاستحقاقات ومغادرة القصر الجمهوري عند انتهاء ولايته. وهنا تشهد الكواليس على تضارب في سيناريوهات متعددة حول كيفية التعاطي مع هذه الاستحقاقات
وفي ظل كل هذه الأجواء، تحدثت معلومات لـ”الأنباء” الإلكترونية عن، “بروز فكرة مطروحة لعقد مؤتمر حول الملف اللبناني برعاية دولية، ويتمّ البحث فيه عن تسوية شاملة تنصّ على انتخاب رئيس جديدٍ للجمهورية، وكيفية تشكيل الحكومة الجديدة، وتعيين قائدٍ جديدٍ للجيش، وحاكم جديد لمصرف لبنان. وبعد إنضاج هذه التسوية يتم التحضير لإجراء الانتخابات النيابية”