أبرزرأي

“اللقاء الخماسي” اليوم: لا خارطة طريق للحل بل تشجيع على الحوار.

حسين زلغوط
خاص: رأي سياسي


في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الداخلية إنسداداً كاملا في شرايين التواصل بين المسؤولين اللبنانيين حول الاستحقاق الرئاسي، من المقرر ان يعقد اليوم في العاصمة القطرية الدوحة اجتماعا لـ”اللقاء الخماسي” الذي يضم الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، قطر، المملكة العربية السعودية ومصر في محاولة لضبط ايقاع هذا الاستحقاق حيث يفترض ان يضع المبعوث الفرنسي الى لبنان الوزير جان إيف لودريان على طاولة الاجتماع ملخصا عن التقرير الذي أعده عن هذا الملف في زيارته الاخيرة الى لبنان والتي سيتبعها زيارة ثانية في الايام المقبلة من الشهر الحالي حاملا هذه المرة حصيلة “لقاء الدوحة” لاطلاع المسؤولين اللبنانيين عليها ومحاولة ابتداع صيغة حل لانتخاب رئيس للجمهورية من روحية ما يتفق عليه كل الاطراف.
وفي الوقت الذي تردد فيه ان ايران ربما تكون حاضرة هذا اللقاء، فان عامل الوقت بات يفرض على المجتمعين الشروع في وضع الاسماء المقترحة للرئاسة على الطاولة ليستبعد منها ما هو مستحيل وصوله عن طريق توافق غالبية الاطراف اللبنانية عليه ، والابقاء على الأسم القابل للأخذ والرد ولديه الحظ الذي يمكنه من الوصول الى قصر بعبدا . وليس سرا ان اسم قائد الجيش جوزاف عون سيكون مطروحا بعد ان بات المشهد اللبناني واضحا لدى الجميع، حيث ان الولايات المتحدة وقطر من الداعمين بقوة لوصوله الى سدة الرئاسة ، وفي المقابل فان مصر لم تبدي اي موقف معارض لكنها ما تزال تفضل عدم الاعلان رسميا عن موقفها مفضلة ان تبقى على مسافة واحدة من الموقفين الاميركي والسعودي الى ان يحين موعد الحسم، فيما المملكة العربية السعودية الى الان ما تزال تنأى بنفسها عن مسألة الاسم لكنها لن تعارض وصول اي شخصية يكون حولها اجماع ، وهي تركز في اي تسوية تطرح للازمة الرئاسية على رئاسة الحكومة التي تريد ان تكون من نصيب الرئيس تمام سلام، تبقى فرنسا التي جاهرت في تأييد سليمان فرنجية للرئاسة عن طريق مقايضة ذلك برئاسة الحكومة ما تزال على موقفها، لكنها من الممكن العودة عنه في حال شعرت باريس انه يصطدم بالحائط المسدود.
ووفق المعطيات التي تجمعت غداة وصول ممثلي الدول المعنية بالاجتماع الى قطر ومنهم ايضا السفيرين الاميركي والسعودي في لبنان ، لا ينتظر ان يخلص الاجتماع الى ما يثلج القلوب، في ما خص انتخاب الرئيس ، اذ ان الرؤى ما تزال متباعدة بين الدول المعنية بهذا الاجتماع، ناهيك عن الانقسام الكبير الذي ما زال يتحكم ايضا بالساحة الداخلية اللبنانية، وان جل ما سيصدر في ختام الاجتماعات هو تشجيع لودريان على تفعيل مهمته في بيروت لجهة استمرار العمل على اقناع اللبنانيين بالجلوس الى طاولة حوار في مجلس النواب ، او في قصر الصنوبر اذا اقتضى الأمر، بعد ان كان ينتظر ان يعود المبعوث الفرنسي وفي جعبته خارطة طريق لإنهاء الأزمة.
وفي موازاة ذلك تكشف معلومات بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على تواصل دائم مع القيادتين الايرانية والسعودية للمساعدة على نزع الالغام الموجودة امام انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ، وأن الافق غير مقفل لا بل ان الموقفين الايراني والسعودي متقاربين حول ضرورة انجاز هذا الاستحقاق باسرع وقت ممكن لكي ينتظم عمل المؤسسات وتكون هناك حكومة قادرة على معالجة الازمة الاقتصادية الحادة.
واذا كانت الانظار مشدودة اليوم الى الدوحة وما يمكن ان يتم الاتفاق عليه ، فان المناخات في بيروت سوداوية ، حيث تتقاطع المواقف التي تقال في العلن ،وتلك التي تقال في الصالونات السياسية الضيقة على استحالة التوافق على انتخاب رئيس في الامد المنظور وان الفراغ الرئاسي قد يمتد لأشهر اضافية ، الا في حالة واحدة وهي قبول الجميع على الجلوس على طاولة الحوار من دون شروط مسبقة وهذا الشيء على ما يبدو ما زال بعيد المنال في ظل تمترس كل الافرقاء وراء مواقفهم المتصلبة.
 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى