أبرزرأي

“اللجنة الخماسية”كل يغني على ليلاه ..وأفق الرئاسة غامض

حسين زلغوط – خاص : رأي سياسي

يبدو ان الحابل الرئاسي إختلط بالنابل العسكري، وبالتالي لن يكون هناك أي إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية قبل أن تضع الحرب أوزارها في غزة والجنوب ، وبالتالي إن كل ما يحكى عن تحركات خارجية بشأن التوصل الى تفاهمات من شأنها إقتلاع الفراغ عن كرسي الرئاسة في قصر بعبدا ، ما زالت فرضيات وتمنيات تأتي في إطار لعبة تعبئة الوقت.

فعلى الرغم من التحركات الدبلوماسية العربية التي تحصل في بيروت وما يقال عن اجتماع”اللجنة الخماسية” المفترض أن يعقد في الرياض بعد ان كانت القاهرة ترغب في استضافته وعادت وتراجعت امام التمني السعودي ، لم يصل الاستحقاق الرئاسي الى مرحلة يمكن الجزم من خلالها بأن انجازه بات قريبا أو انه إنتقل من مرحلة “الستاتيكو ” الذي يعيشه منذ عام ونيف، ومّرد ذلك عدة اسباب منها ما هو داخلي يتعلق بالنكد السياسي الموجود، ورهانات الاطراف السياسية على ما يمكن أن يحصل من متغيرات اقليمية ودولية مع قابل الأيام، ومنها ما يتعلق بالأوضاع الاقليمية والدولية ذاتها حيث تتقلب المنطقة على صفيح ساخن قابل للإنفجار في أية لحظة وهو ما يجعل لبنان أخر سطر في الأجندة الخارجية، ويقال انه حتى “اللجنة الخماسية” المولجة بمعالجة الملف الرئاسي ليست على قلب واحد، حيث يغني كل طرف فيها على ليلاه، بمعنى ان كل فريق ينظر الى طريقة معالجة هذا الملف من زاوية مختلفة عن شريكه في هذه اللجنة، وهو ما يجعل حالة التخبط فيها هي السائدة والدليل على ذلك انه لم يتم الاتفاق في ما بين سفراء الدول الممثلة في هذه اللجنة في بيروت ان يكون تحركهم جماعيا، ففي الاسبوع الماضي حكي عن زيارة سيقوم بها سفراء اميركا والسعودية وفرنسا، وقطر، وممصر، الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري ، وإذ الزيارة تقتصر على السفيرين السعودي والمصري، ثم بدأ الحديث عن هذه الزيارة بأنها ستحصل غداً الثلاثاء الى عين التينة غير ان المعلومات شبه المؤكدة تقول بأن هذه الزيارة لن تكون جماعية وهي ستكون أيضا بالمفرق، علما ان معلومات اشارت الى ان السفير الاميركية الجديدة في بيروت ليزا جونسون تمنت على زملائها السفراء التنسيق في ما بينهم في أي تحرك، في اشارة للزيارت التي يقوم بها السفيريم السعودي والمصري.

وفق مصادر عليمة أن ما يحكى عن تفاهم أميركي سعودي ايراني على الملف الرئاسي وأنه ربما يكون هناك رئيس في لبنان قبل اذار المقبل غير دقيق وهو لا يستند الى أي معطيات حقيقية بهذا الشأن والثابت حتى هذه اللحظة أن لا تقدم جوهري في هذا الأمر، وأن أنظار الول المعنية بالملف اللبناني منصبة اليوم على الحرب في غزة وما يجري في الجنوب، وأنه يستحيل البحث بأي أمر آخر قبل انقشاع الرؤيا على هذين المستويين، اضافة الى نقطة اساسية وجوهرية تؤخر انتخاب الرئيس وهي أن لبنان ينتظر ما يمكن أن تفعله “اللجنة الخماسية” بالملف الرئاسي، واللجنة بدورها تنتظر ما يمكن أن يقدمه أهل الحل والربط في لبنان للمساعدة في انجاز الاستحقاق الرئاسي.

من هنا فإن المصادر لا تقفل الباب أمام امكانية الوصل الى تسوية رئاسية، وتبقي الباب موارباً بانتظار اجتماع اللجنة الخماسية الذي يمكن إعتباره الفرصة الأخيرة لوضع العجلة الرئاسية على السكة، وما يمكن أن يحمله الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى بيروت من نتائج تنبثق عن هذا الاجتماع لكي يبنى على الشيء مقتضاه، علما ان الفرنسيين ما زالو من دعاة الحوار الداخلي للوصول الى توافق بين القوى السياسية يؤدي الى النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى